هل يموت الشغف لاستقبال العام الدراسي الجديد؟! في الواقع لا يموت، فهو يزال يجذب عشاق الفصول الدراسية وصحبة المدارس والمكتشفين الجدد لهذا العالم الذي للأسف البعض يحاول تشويهه أو تلويثه ببعض المعتقدات، وتنميطه ببعض الصور السلبية التي من المفترض إحلالها بصور تعكس خلاف فكرة العنف والتنمر والتسرب واستغلال المعلم والغش والازعاج .. وغيرها من السلوكيات والظواهر التي كان من المفترض أن لا تتحول لمادة كوميدية يتسلى الجميع على تداولها ونقلها وبثها دون محتوى هادف، حتى تترجم أبناؤنا على أن هذا ما يجب أن يكون في بيئتهم المدرسية، وبتلك الصور يستقبلوا عامهم الدراسي؟!.
المدرسة لا تزال تحظى بمكانتها العلمية والتعليمية، لا تزال ذلك المكان الذي يجمع الأصحاب ويصنع الانسان مهما كانت درجة تلقيه للعلم، ومهما خالط الواقع التعليمي من تحديات وتناقضات تبقى المدرسة من المكاسب التي لا تقدّر في بناء الانسان، تبقى المدرسة حلم الصغير وإن علت صرخاته في أول يوم دراسي وتذمّر الوالدان منه وحار المعلمون معه.
فالحمدلله على نعمة اسمها (المدرسة) نعمة لا يعرفها إلا من حرم من فرصة التعليم، وفرصة الترقي في الفصول الدراسية، وتجربة تكوين الاصحاب، والعيش في ظلال ذكريات تسبر الأرواح بجميل (النعمة) ووفرتها.
فلنحمد الله، ولنعلم أبناءنا تثمين النعم، وتقدير المكاسب دون تنمر وتذمر، دون نقل الصور السلبية التي للأسف كثيرها مواقف ومشاعر تعد (قص ولصق) يتداولها المجتمع وتتحول لمادة مؤثرة تجد من يتلقفها بطريقته.
فأهلاً بالعام الدراسي الجديد، وأهلاً بالمدرسة التي لو يدور بنا الزمن لوددنا أن نعود ليوم واحد للفصول الدراسية والالتقاء بمعلمينا وزملاء الدراسة، ونعيش اللحظة التي ما زلنا نتنفسها بشغف ونحن ننتظر بقلق تفتيش الأظافر والشعر، ودور التسميع، وتصحيح دفاتر الواجب، والوقوف لحل مسائل الرياضيات على صُبورة صبورة على شخبطاتنا وشغبنا.
فالحمدلله على نعمة (المدرسة) وشكراً لادارات المدارس والمعلمين والمعلمات الذين يجتهدوا في تحسين الصورة وابتكار أفكار جديدة لاستقبال العام الدراسي الجديد خصوصاً في مدارس الحلقات الأولى.
وشكراً لـ(فايزة) زميلة الدراسة التي جمعتنا في مجموعة لـ(صديقات العمر) ضمت فيها 34 زميلة جمعتهن فصول الدراسة وذكريات منذ المرحلة الابتدائية حتى أنهين دراستهن لتكون المجموعة محطة للتواصل وصورة تعكس قيمة المدرسة والمعلم وصحبة المدرسة، ونحن نكبر وأبناؤنا يطاولونا، ويسمعون حكايات المجموعة ليفهموا ماذا صنعت المدرسة، ويدركوا قيمتها من خلال ذلك التمازج والتباين في مواقع الحياة .. فأهلاً بالمدرسة وجميل الذكريات.

جميلة بنت علي الجهورية
من أسرة تحرير (الوطن)
[email protected]