الخميس 21 نوفمبر 2024 م - 19 جمادى الأولى 1446 هـ

about us

نبذة عن الوطن

«الوطن» .. ميلاد الصحافة العُمانية

«الوطن» صحيفة يوميَّة سياسيَّة تَصدرُ أيام الأسبوع من الأحد إلى الخميس، وهي ذاتُ ملكيَّة فرديَّة.. صاحب الامتياز المدير العام ورئيس التحرير محمد بن سليمان بن محمد الطائي.
صدرَ العددُ الأوَّل من «الوطن» في 28 يناير 1971م معلِنةً بذلك ميلاد الصحافة العُمانيَّة، حاملةً شعار «صوت عُمان في الوطن العربي». و«الوطن» هي الصحيفة الوحيدة التي عاصرَتْ مَسِيرة النَّهضة المُباركة بقيادة المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السُّلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ـ طيَّب الله ثراه ـ ثمَّ واكبت عهْدَ النَّهضة العُمانيَّة المُتجدِّدة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ.
منذُ عددِها الأوَّل وحتَّى اليوم، مرَّت «الوطن» بالعديد من المراحل التطويريَّة التي واكَبتْ بِها كافَّة التحديثات التي شهدتها مَسِيرةُ الصحافة العالميَّة، سواء من ناحية تقنيَّات الطِّباعة أو الشَّكل الإخراجيِّ والمقاسات لتتناسبَ مع مقتضيات كُلِّ مرحلةٍ، وبما شهدته مَسِيرةُ العمل الصُّحفيِّ والإعلاميِّ في العقود الماضية من تحدِّيات مختلفة.

فعَبْرَ مَسِيرة «الوطن» الصُّحفيَّة الطويلة كانت تُطبَع في أكثر من عاصمة عربيَّة وذلك في البدايات الأولى للنَّهضة العُمانيَّة، فقَدْ كانت تُطبَع في السبعينيَّات في بيروت، وعِنْدَ بداية الحرب الأهليَّة اللبنانيَّة انتقلت طباعتُها إلى القاهرة، ومِنْها إلى الكويت، ثمَّ انتقلت طباعتُها إلى المطابع في سلطنة عُمان، ثمَّ أنشأتِ «الوطن» مطابَعها الخاصَّة عام 1988م.
استطاعت «الوطن» أنْ تُلبِّيَ رغبات المواطن العُمانيِّ أيْنَما وُجِد؛ وذلك من خلال تقديم خدمة صحفيَّة أمِينة ومُخلِصة بالقدر الذي تحوَّلت فيه إلى صحيفة الشَّارع العُمانيِّ، وذلك لَمْ يتأتَّ من فراغ، وإنَّما من خلال توجُّهات «الوطن» الرَّامية إلى تلبية رغبات قُرَّائها الأعزَّاء.

اختطَّت «الوطن» خطًّا خاصًّا بِها من خلال توجُّهها لجمهور القُرَّاء، وفي المقابل وَجَدَ فيها العُمانيُّ ضالَّته المنشودة فخصَّها بكُلِّ اهتمامه، كَمَا أنَّ «الوطن» كانت ـ ولا تزال ـ من الصُّحف السبَّاقة إلى رعاية الحركة الفنيَّة العُمانيَّة؛ وذلك بتخصيصها لمساحات كبيرة لتغطية الأنشطة الفنيَّة والدراميَّة في سلطنة عُمان، كَمَا اهتمَّت منذُ بدايات النَّهضة العُمانيَّة الحديثة بالحركة الرياضيَّة العُمانيَّة وقامت برعايتها والإسهام في نهضتها، وهي الآن المَرجِع الوحيد والتاريخيُّ لهذا الزَّخم المُتنامي، وقد قام عددٌ من الأكاديميين بإعداد رسالات ماجستير ودكتوراه عن أوْجُه الحياة العُمانيَّة من خلال الارتكاز على أعداد «الوطن» عَبْرَ تاريخها الطويل، هذا فضلًا عن الخدمات الإعلانيَّة والاجتماعيَّة التي تُقدِّمها للجمهور .
وأنشأت «الوطن» مبنًى خاصًّا بِها يُلبِّي إمكانات التطوُّر والارتقاء وذلك في منطقة العذيبة التابعة لولاية بوشر بمحافظة مسقط.
ومتابعةً لهاجس التطوير والارتقاء الذي تَسِير عليه «الوطن» تلبيةً لرغبات القُرَّاء فإنَّها تستعينُ بالكُتَّاب من داخل البلاد وخارجها، فضلًا عن مُراسليها الذين يوافونها برسائل صحفيَّة وتحقيقات وتحليلات على نَحْوٍ يوميٍّ من الولايات العُمانيَّة والعواصم العربيَّة والأجنبيَّة التي يُوجَدون فيها ومن مكان وقوع الحدث مباشرةً .
حرصت «الوطن» وتحرص دائمًا على اكتشاف إبداعات الأقلام العُمانيَّة، ومدِّ يَدِ العون لهم لتقديم الجديد والمُفيد دائمًا؛ خدمةً للإعلام العُمانيِّ وفتح الطريق أمامه، ليعْبُروا دومًا إلى آفاقٍ أرْحبَ لإطلاع القُرَّاء كُلَّ صباح على أفكارهم وآرائهم التي تُسهم في خدمة الوطن.

تعتمد «الوطن» على الإعلانات مصدرًا مُهمًّا وحيَويًّا من مصادر الدخل، وقد وجَدَ فيها المُعلِنُ طريقَه إلى المُستهلِك وذلك من خلال استفادته من خبرات «الوطن» الطويلة ومن عراقَتها في السَّاحة العُمانيَّة وعَبْرَ التصاقها الكُلِّي والأكيد بجميع قِطاعات المُجتمع.
بتاريخ الـ18 من يونيو 1996م، وفي خطوة جسورة لبست «الوطن» ثوبًا جديدًا مُواكِبةً بذلك التغيير الذي تنهجه الصُّحف العالميَّة، فسبقت جميع الصُّحف العُمانيَّة والكثير من الصُّحف العربيَّة بتغيير حَجْمِ الورَقِ من ناحية العرض، وأدْخَلتِ الشِّراعَ العُمانيَّ شعارًا لَها لِتجسِّدَ بصدقٍ أنَّها أوَّل مَن أبْحَرتْ بالكلمة العُمانيَّة.. وتخليدًا لذكْرَى الشِّراع الذي يُمثِّل قِيمةً خاصَّة في نفوس العُمانيِّين.
وفي الـ18 من يوليو 1997م خطَت «الوطن» خطوةً مهمَّة وجريئة في توجُّهها نَحْوَ العالميَّة، إذ دخلت عالَم الإنترنت، وعانقَتِ العالميَّةَ لِتبرَّ بذلك بقَسَمِها الذي قطَعَتْه على نَفْسِها بالمُضيِّ قُدُمًا في طريق التطوير والارتقاء بغير توقُّفٍ، ولِتؤكِّدَ للقارئ أيْنَما وُجِدَ أنَّها متواصلةٌ معَه قفزًا فوق الحدود الجغرافيَّة، وبإذن الله تعالى لَنْ يوقفَ عزْمَها شيءٌ.

وبتاريخ 22/7/1999م بـدأت «الوطن» طباعة عـددٍ من صفحاتها على الورقِ المصـقول (Glossy Paper) وبذلك تكون الصحيفة الأولى التي أدْخَلتْ هذا النَّوع من الورَقِ في الصحافة العُمانيَّة.
وفي 2/11/2022م صدَرت «الوطن» في شكْلٍ جديدٍ يُعدُّ من أحدثِ ما توصَّلت إليه طباعة الصُّحف في عناصر الإخراج والقَطع، محافظًا على عراقة الصحيفة ومسؤوليَّتها تجاه القرَّاء والمُعلِنين؛ كَوْنُها أوَّل من سطَّر كلمةً في الإعلام العُمانيِّ.
واليوم ومع ما تشهده الصحافة الورقيَّة من تحدِّيات لَمْ تعُدْ خافيةً على أحدٍ متأثرةً كغيرِها من العديد من القِطاعات بالظُّروف الاستثنائيَّة التي يمرُّ بها العالَم، وخصوصًا تحدِّيات سلاسل التوريد، تأتي «الوطن» بالقَطع والشَّكل الجديدَيْنِ اللذَيْنِ يجمعان بَيْنَ مزايا القَطع الكبير (الاستاندارد) والصغير (التابلويد) مُحافظةً على مسؤوليَّتها في إيصالِ الكلمةِ الصَّادقة والخبَرِ الموثوقِ إلى قُرَّائها، حاملةً نبضَهم واهتماماتِهم.. ولِتبقَى «الوطن» على النَّهج الذي اختطَّته منذُ عقودٍ الصَّوتَ الحقيقيَّ للقارئِ والمُعلِنِ.