مسقط ـ الوطن:استضافت الجمعية العمانية لهواة العود الأربعاء الماضي بمقرها بالحيل الجنوبية عازف العود العراقي عمر البشير وذلك في جلسة حوارية تناول فيها مسيرته الفنية مع آلة العود ومسيرة والده الفنان الراحل منير بشير وحكاية تعلمه للعود وتقنياته من خلال أسلوب والده ومدرسته البشيرية، حيث أدار الجلسة فتحي البلوشي مدير الجمعية وبحضورعدد من الموظفي والأعضاء والعضوات بالجمعية والفنانين والمهتمين.بداية رحب مدير الجمعية بالفنان العالمي عمر البشير على تفضله بقبول الدعوة خلال زيارة الخاطفة للسلطنة لننهل من تجربته ونتعرف عليها عن قرب وعن أسلوبه التكنيكي والتقني في العزف والتعرف على مدرسة والده الراحل منير البشير الذي يعد من أهم القامات وعلم من أعلام الموسيقى العربية ومدرسة داعمه للموسيقى ولآلة العود ، وتكريما للضيف قدم مدير الجمعية شهادة تقدير نقلت الحب والاحترام والتقدير لفنه وأعماله ومنجزاته الفنية.المدرسة البشيريةطغت على الجلسة أجواء البساطة التي اتصف بها الضيف بالرغم من مكانته الفنية وحفتها معاني الود والأخوة الذي أُستقبل به الضيف، وبدأ حديثة عن مدرسة والدة البشيرية واسلوبه الذي جاهد للخروج بالآلة الموسيقية العربية من محدودية استعمالاتها بشكل ثانوي في مصاحبة الغناء ، مؤكداً قدراتها الواسعة غير المحدودة في الأداء والتعبير انطلاقاً من تطوير أسلوب التقسيم التقليدي إلى مجالات أوسع من الارتجالات الحرة في الانتقالات المقامية العربية فصار منير البشير صاحب مدرسة متفردة في هذا المجال، اقتدى بها العديد من معاهد الموسيقى في العالم العربي، وصار أسلوبه واضحاً في أداءات معظم عازفي العود المحدثين العرب. موسيقى “عُمرية”وتحدث عن بداية دخوله والتي اكتشفتها والدته التي شخصت موهبته وان أذنه موسيقية وقال : كان والدي يعارض بشدة دخولي عالم الموسيقى من جراء نظرة الناس الى الموسيقي انذاك لكن والدتي أصرت أن أكمل المشوار الفني الذي بدأ به والدي وأقنعته بضرورة أن يحمل واحد من العائلة اسمه لتكملة المسيرة والحفاظ على مدرسة العود التي بناها، أما سبب اختياري لآلة العود فالكل يعرف أن عائلة البشير اعتنت وقدمت العود كمدرسة، وبطبيعة الحال يكون اختاري له أمرا طبيعيا.وكان والدي يحرص على أن يسمعني موسيقى من العالم أجمع لتكون لي قاعدة في الثقافة العامة، بالإضافة إلى دراستي الأكاديمية للموسيقى وزياراتي المتكررة حول العالم، درست طريقة تقسيم المقام على العود على يد والدي منير بشير الذي كان يحذرني من نسيان التراث العراقي واللحاق بالخزعبلات، فعندما أدمج الموسيقى الغربية مع الشرقية لا أقول إنها موسيقى شرقية بل موسيقى “عُمرية”، أي هي موسيقى تابعة لهوية صاحبها ، مضيفاً : والدي لم يمدحني طوال حياتي بل على العكس كان دائمًا ينتقد عزفي بالرغم من اعجاب الآخرين، ولم أكن أفهم سبب قسوته حينها، لكن الآن أود أن أقبل يديه على طريقته معي فهي التي صقلتني وأعطتني الدافع لتعلم المزيد والانفراد بأسلوبي الخاص والحرص على آلة العود وحبها والحرص عليها والعشق الى حد الاندماج والانسجام الروحي.وتحدث عن آلته (آلة العود) التي يحملها دائما معه ولا يعزف إلا بها فعمرها أربعون سنة وهي هدية من والده الراحل منير بشير صنعها خصيصاً لي وقال لي "هذه زوجتك" والذي قام بصنعه صانع العود الشهير العراقي "محمد فاضل العواد" بشكل مختلف عن بقية الأعواد من حيث فتحاته البيضاوية بخلاف بقية الأعواد التي فتحاتها دائرية الشكل، وانضباط الأوتار على (دو ري صول دو لا فا) وهذا العود أعزف عليه مقطوعات شرقية ومعزوفات غربية بشكل متجانس أكثر، كما أن تناول ريشة منير بشير والسلم الموسيقي والعزف تختلف عن بقية المدارس العربية الأخرى.تعاون الجمعيةوأكد على سعادته بهذه الزيارة وهذه الجلسة الحوارية الأخوية مع الأعضاء والحضور والتقائه بأعضاء العود بالجمعية، مضيفاً: جاءت زيارتي للسلطنة خلال مشاركتي في الأمسية الموسيقية المشتركة مع فرقة مجموعة كوانتاتو الإيطالية وأعضاء من الجمعية العمانية لهواة العود وقدمت فيها فقرة موسيقية منفردة، واستطرد أن وجود جمعية للعود يعد من المنجزات الكبيرة لهذا البلد وأيضا وجود دار للأوبرا هذا المبنى الجميل الذي يعد منارة ثقافية وتم بناؤه بتصاميم راقية وجميلة أعتبرها تحفه حضارية مثلها مثل باقي دور الأوبرا العالمية التي زرتها وقدمت فيها حفلات موسيقية، قائلاً: بأنه سيكون هناك تعاون بين الجمعية وبيننا خاصة والجمعية لديها عازفون عمانيون جيدون في العزف والتقيت أحدهم حيث لديّ مؤسسة نهاوند للاتصال الحضاري بين الشرق والغرب مقرها في هولندا ومن خلالها سنقدم خبراتنا وأسلوبنا للعازفين فنحن نرحل ويأتي غيرنا لتكملة هذه الرسالة وهي رسالة الفن، ومن خلال هذه المؤسسة سيتم دمج الشرقي مع الغربي وستضم المؤسسة عازفين من عدة دول عربية وغربية وسيكون هناك تعاون مثمر مع أعضاء الجمعية لتبادل الخبرات والتمازج ما بين الآلات الشرقية والغربية حيث سيستفيد الجميع من خلال تبادل الحضارات والأساليب المتنوعة في العزف وتقنياته وتكنيكاته. وختم حديثه باعجابه بالسلطنة والاهتمام الكبير بالثقافة والفنون والموسيقى شاكرا الجمعية على الضيافة والاستقبال الودي والأخوي مع فناني الجمعية.