اتجاه لتأجيل محادثات (جنيف) لحين الاتفاق حول تركيبة وفد المعارضة

دمشق ــ الوطن ــ وكالات:
استهدفت مقاتلات الجيش السوري أمس أوكارا ومقرات لتنظيمي (داعش) و(جبهة النصرة) الارهابيين في ريف حمص و غرب مدينة دير الزور. يأتي ذلك في وقت أعلنت دخلت فيه دفعة ثالثة من المساعدات إلى4 بلدات سورية مساء أمس الاول. فيما أعلنت الأمم المتحدة أنها لن توجه دعوة لحضور مفاوضات السلام السورية المقررة في الـ25 من يناير الجاري، لحين توصل الدول الكبرى إلى اتفاق بشأن تركيبة وفد المعارضة.
وأفاد مصدر عسكري في تصريح لـ (سانا) بأن "الطيران الحربي نفذ طلعات جوية على أوكار وتحركات إرهابيي تنظيم (داعش) شرق بلدة مهين وفي القريتين الواقعة على أطراف البادية السورية جنوب شرق مدينة حمص بنحو 85كم.
وأكد المصدر أن الغارات أسفرت عن تدمير أسلحة وعتاد حربي للتنظيم التكفيري وآليات بعضها مزود برشاشات ثقيلة. وأضاف المصدر أن الطيران الحربي دمر أوكارا ومقرات لإرهابيي تنظيم (جبهة النصرة) والمجموعات الارهابية المنضوية تحت زعامته في تير معلة وغرب تلبيسة وأم شرشوح” شمال مدينة حمص بنحو 18كم.
إلى ذلك نفذ الطيران الحربي السوري صباح أمس طلعات جوية على مقرات وتحركات إرهابيي تنظيم (داعش) في قرية عياش غرب مدينة دير الزور بنحو 12 كم. وأفاد مصدر عسكري في تصريح لـ (سانا) بأن الطلعات الجوية أوقعت قتلى ومصابين بين صفوف التنظيم المدرج على لائحة الإرهاب الدولية ودمرت العديد من الياتهم المزودة برشاشات ثقيلة ومتوسطة. ولفت المصدر إلى أن وحدات الجيش العاملة في دير الزور وجهت ضربات مكثفة على محاور تحرك إرهابيي (داعش) في محيط المطار أسفرت عن تكبيدهم خسائر بالأفراد والعتاد. وكانت وحدة من الجيش استعادت أمس الاول السيطرة على مساكن جمعية الرواد في قرية البغيلية بعد القضاء على إرهابيي (داعش) الذين تسللوا إليها يوم السبت الماضي وارتكبوا مجزرة مروعة بحق أهالي القرية راح ضحيتها نحو 300 مواطن أغلبيتهم من الشيوخ والنساء والأطفال واختطفوا العشرات إلى جهة مجهولة. في هذه الأثناء ذكرت صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي محسوبة على التنظيمات الإرهابية أن 70 إرهابيا على الأقل من تنظيم (داعش) قتلوا في ريف دير الزور الغربي خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وفي ريفي حماة وإدلب أكد مصدر عسكري تدمير مقرات وتجمعات للتنظيمات الإرهابية خلال طلعات جوية وضربات مدفعية وصاروخية نفذتها وحدات الجيش والقوات المسلحة في الـ 24 ساعة الماضية بإطار الحرب على الإرهاب التكفيري في ريفي حماة وإدلب. ففي ريف حماة أفاد مصدر عسكري في تصريح لـ (سانا) بأن الطيران الحربي السوري نفذ طلعات جوية على تحصينات ومقرات إرهابيي تنظيم (جبهة النصرة) والمجموعات المنضوية تحت زعامته في قرية طلف وبلدة حر بنفسه على بعد جنوب مدينة حماة بنحو 40 كم. وبين المصدر أن الطلعات أسفرت عن تدمير مقرات وتجمعات لإرهابيي (جبهة النصرة) ومقتل العديد منهم وذلك بعد يوم من القضاء على 25 إرهابيا في عملية نوعية لوحدة من الجيش على تجمعاتهم في قرية طلف. وذكر المصدر الميداني أن وحدة من الجيش وجهت ضربات مدفعية وصاروخية مكثفة على مواقع لإرهابيي (جيش الفتح) في بلدة مورك وقريتي عطشان وسكيك شمال مدينة حماة بنحو 30 كم أسفرت عن تدمير سيارة مزودة برشاش عيار 23مم وآليتين محملتين بأسلحة وذخيرة. إلى ذلك قال المصدر العسكري إن غارات سلاح الجو السوري على تجمعات وتحصينات إرهابيي (جيش الفتح) في بلدتي كفر نبودة واللطامنة في الريف الشمالي الغربي لحماة أسفرت عن سقوط قتلى بينهم وتدمير عدد من أوكارهم. وفي إدلب قال مصدر ميداني إن وحدة من الجيش نفذت عملية نوعية على أحد تجمعات الإرهابيين في منطقة سراقب بالريف الجنوبي سقط خلالها 8 قتلى من الإرهابيين من بينهم أيهم العبد وأحمد زريق. وفي قرية الحامدية تكبد إرهابيو حركة (أحرار الشام) خسائر بالأفراد والعتاد جراء عملية لوحدة من الجيش على أحد تجمعاتهم بحسب المصدر الميداني الذي أكد مقتل 7 إرهابيين على الأقل من بينهم بلال العابد وطلال العابد.
في هذه الأثناء نفذت وحدات الجيش والقوات المسلحة العاملة بدرعا أمس عمليات على تجمعات وأوكار إرهابيي (جبهة النصرة)، وبين مصدر عسكري في تصريح لـ (سانا) أن وحدة من الجيش دمرت سيارة للإرهابيين في ضربة مركزة على محور تحركها جنوب شرق فرن العباسية بدرعا المحطة في حين أوقعت وحدة أخرى عددا من الارهابيين قتلى ومصابين ودمرت أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم في عمليات على تجمعاتهم بدرعا البلد. وكانت وحدات من الجيش دمرت أمس الاول وكرا وسيارتين ومربضي هاون في مخيم النازحين وحي المنشية وعلى طريق العباسية-الأرصاد في منطقة درعا البلد. ولفت المصدر إلى أن وحدة من الجيش وجهت رمايات مركزة على تجمعات التنظيمات الإرهابية في مدينة داعل شمال مدينة درعا بنحو 14 كم قضت خلالها على أعداد من الإرهابيين ودمرت ما بحوزتهم من أسلحة وعتاد حربي.
على صعيد آخر، أعلنت الأمم المتحدة في بيان مشترك أن دفعة ثالثة من المساعدات تم تسليمها إلى بلدات سوريا محاصرة أمس الاول. وسلمت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري شحنات المساعدات إلى بلدتي الزبداني ومضايا اللتين تقعان بالقرب من الحدود اللبنانية، وإلى بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب . وفي وقت سابق من هذا الشهر، سمح بدخول المساعدات إلى البلدات التي ذكرت تقارير أن أشخاصاً توفوا بسبب مجاعة في إطار اتفاق في أعقاب مفاوضات مطولة بين مختلف الأطراف ووكالات إنسانية. وسلمت فرق من الأمم المتحدة والصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري، أمس الاول الاثنين، شحنات من الوقود إلى مضايا والفوعة وكفريا، كما سلمت أغذية وإمدادات طبية إلى الزبداني. وذكر البيان أن "الفريق المشترك اضطر لتأجيل الرحلة إلى الفوعة وكفريا عندما تلقى تقارير من جماعات مسلحة بأنها تحتاج إلى المزيد من الوقت لإتمام الترتيبات الأمنية في المناطق التي هي تحت سيطرتها"، مشيراً إلى أنهم سيواصلون مساعيهم للوصول إلى البلدتين.
سياسيا، أعلنت الأمم المتحدة أنها لن توجه دعوة لحضور مفاوضات السلام السورية المقررة في الـ25 من يناير الجاري، لحين توصل الدول الكبرى إلى اتفاق بشأن تركيبة وفد المعارضة. وقال فرحان حق المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحفيين: "في هذه المرحلة، حين تصل الدول التي تقود عملية المجموعة الدولية لدعم سوريا لتفاهم لتحديد من توجه لهم دعوات من المعارضة ستوجه الأمم المتحدة دعوات." ويقول دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن الأرجح على ما يبدو هو تأجيل المفاوضات التي ترعاها المنظمة الدولية. بدوره أشار السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إلى وجود خلافات كبيرة حول تشكيلة وفد المعارضة. وبحسب خارطة طريق اتفق عليها في فيينا في نوفمبر الماضي بمشاركة 17 دولة، بينها القوى الكبرى ودول أخرى مثل السعودية وإيران، فإن العملية السياسية ستبدأ بالاتفاق على وقف لإطلاق النار ثم يجب تشكيل حكومة انتقالية و إجراء انتخابات. وكانت الحكومة السورية قد أعلنت موافقتها المبدئية على المشاركة في مفاوضات جنيف، إلا أنها أعلنت أنها تريد قبل ذلك الاطلاع على تركيبة وفد المعارضة. وأخطر دي ميستورا مجلس الأمن بجهوده الرامية إلى عقد المحادثات التي دعت إليها مجموعة من نحو 20 دولة ضمن خارطة طريق شاملة تهدف إلى حل الصراع.
وقال إلبيو روسيلي، مندوب أوروجواي لدى الأمم المتحدة والرئيس الحالي لمجلس الأمن، إنه قبل أسبوع واحد من بداية المحادثات المقررة، توحد مجلس الأمن المؤلف من 15 دولة على "دعمه القوي للغاية" لدي مسيتورا. وأضاف روسيلي "لم يتم النظر في موعد آخر". وقال فيتالي تشوركين، المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة إن "كل شيء ممكن" فيما يتعلق بموعد البداية، لكن "مع إعلان (موعد) الخامس والعشرين من يناير، من المهم أن يتم الالتزام بذلك الموعد". وأضاف تشوركين: "نتفق جميعا على أنه يتعين أن تبدأ تلك المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة". وقال دي ميستورا لمجلس الأمن إنه تلقى ضمانات من وزيري خارجية السعودية وإيران بأن الأزمة الدبلوماسية الحالية بين البلدين لن تؤثر على عملية السلام السورية. وفي بروكسل، قالت المنسقة العليا لشؤون السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني عقب اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي: "نحن نتعامل مع حرب. لا يمكنك توقع أن يتفق أطراف الحرب على شيء ما في بداية العملية". وأضافت: "إنه هدف مشترك لكل الأوروبيين أن يتم حماية العملية الهشة التي بدأناها قبل بضعة أشهر وتحظى باهمية بالغة " خلال المحادثات في فيينا بشأن الأزمة السورية. وقالت موجيريني: "هذا هو المسار الذي نحتاج إلى اتباعه. يجب أن تبدأ المحادثات السياسية في جنيف بين الأطراف السورية". وأضافت: "لا أتوقع أن تكون هذه العملية سهلة أو حتى سريعة، لكني أن تبدأ هذه العملية بحسن نية وبإرادة سياسية كافية داخل سوريا وخارج سوريا من أجل السماح ببدايتها، لأنني أؤمن حقا بأنه لم يعد بوسع السوريين تحمل أي سبيل آخر".