مع تقدم قوات هادي نحو صنعاء

عدن ــ عواصم ــ وكالات: شنت طائرات التحالف أمس، سلسلة غارات على مدينة باجل شرق الحديدة غرب اليمن، في حين استهدفت مناطق متفرقة في تعز ولحج، يأتي ذلك وسط تقدم ملحوظ لقوات هادي والمقاومة الشرعية على تخوم صنعاء مع فرض سيطرتها على المزيد من الجبال والمواقع. فيما اعترضت قوات الدفاع الجوي السعودي صاروخا باليستيا اخر تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه مدينة جيزان.
وشهدت مناطق مختلفة من اليمن أمس الثلاثاء اشتباكات بين الحوثيين وحلفائهم من جهة والقوات الحكومية المدعومة من التحالف من جهة اخرى، بحسب ما افادت مصادر عسكرية، على رغم الاعلان عن تمديد وقف اطلاق الذي بدء الاسبوع الماضي تزامنا مع مباحثات سلام بين طرفي النزاع. واعلنت مصادر عسكرية موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي مقتل 13 مسلحا وأسر آخرين من الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، في صد هجوم شنته جماعة الحوثي شمال محافظة الضالع في جنوب اليمن. كما اشارت المصادر الى ان الحوثيين قصفوا مناطق جنوب شرق مدينة تعز (جنوب غرب) التي تسيطر عليها القوات الموالية للحكومة، الا انها محاصرة من قبل الحوثيين وحلفائهم منذ اشهر. ودارت معارك في محافظات ابرزها حجة والجوف (شمال)، وشبوة (وسط). واكدت المصادر العسكرية ان طيران التحالف، شن صباح أمس غارات على مناطق في جنوب اليمن، لا سيما الراهدة والشريجة الواقعتين في مناطق حدودية بين محافظتي تعز ولحج. وكان التحالف توعد مساء أمس الاول الحوثيين وحلفائهم، باتخاذ اجراءات ردع "قاسية" ردا على اطلاق صاروخ باتجاه الاراضي السعودية، هو الخامس على الاقل منذ الجمعة. واكد الحوثيون وحلفاؤهم من القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، قيامهم باطلاق "صاروخ بالستي من نوع (قاهر1)"، مشيرين بحسب ما نقلت وكالة انباء (سبأ) التي يسيطرون عليها، ان الصاروخ استهدف منشآت لشركة "آرامكو" النفطية السعودية في جيزان. بينما نقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية عن قيادة التحالف انه "في الوقت الذي تحرص فيه على التعاطي بإيجابية مع طلب الحكومة اليمنية لتمديد العمل بالهدنة إلا ان استمرار جماعة الحوثي في أعمالها العبثية سيدفع قيادة التحالف لاتخاذ إجراءات قاسية لردع تلك الأعمال". وكان وقف لاطلاق النار بدأ تنفيذه الثلاثاء الماضي تزامنا مع انطلاق مباحثات سلام بين طرفي النزاع برعاية الامم المتحدة في سويسرا، الا انه تعرض لخروقات متكررة من طرفي النزاع منذ اليوم الاول. وفي ختام الجولة التفاوضية الاحد، اعلن وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي انه سيتم تجديد الهدنة لسبعة ايام بشرط التزام الحوثيين بذلك. وقال المخلافي في تصريحات تلفزيونية مساء امس الاول، ان الرئيس هادي قرر تمديد الهدنة "انطلاقا من حرصه على السلام واتاحة الفرصة للحل"، الا ان ذلك مشروط "بالتزام الطرف الآخر". واعتبر المخلافي ان الحوثيين يحاولون تحقيق "انتصار وهمي". واتفق طرفا النزاع في ختام المفاوضات في سويسرا، على عقد جولة جديدة من المباحثات في 14 يناير، سعيا للتوصل الى حل للنزاع الذي ادى الى مقتل قرابة ستة آلاف شخص وجرح 28 الفا منذ مارس، اضافة الى 2,5 مليوني نازح، بحسب الامم المتحدة.
وفي صنعاء، وذكرت مصادر يمنية أن العاصمة تشهد انتشارا أمنيا كثيفاً، كما استنفرت جماعة الحوثي كل قواتها. في الوقت الذي تشق فيه قوات هادي طريقها إلى العاصمة وإنها أصبحت عند أقرب مسافة من المدينة منذ أن استولت عليها جماعة الحوثي في سبتمبر من العام الماضي.
وسيطرت قوات هادي على جبلين في منطقة نهم، التي تقع على بعد 60 كيلومترا فقط شمال شرقي صنعاء، في حين انتشر المئات من مسلحي الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح على أطراف المدينة، بعد التقدم الذي حققته قوات هادي. وحققت القوات اليمنية الشرعية عدة مكاسب ضد الحوثيين في الأسابيع الأخيرة، بدعم الضربات الجوية للتحالف لكن العاصمة لا تزال في يد جماعة الحوثي وصالح. وتشير المصادر إلى أن الحوثيين استحدثوا نقاط تفتيش عسكرية جديدة، ونشروا مدرعات عسكرية في شوارع ومداخل صنعاء، في ظل حالة استنفار قصوى داخل المعسكرات التي يسيطر عليها الحوثيون الذين يقومون بنقل الأسلحة من داخل المعسكرات إلى أماكن مجهولة، ويقومون بوضع المتاريس عند مداخل العاصمة. وفي محافظة الجوف أعلن الناطق الرسمي باسم المقاومة الشعبية عبدالله الأشرف عن البدء في المرحلة الثانية من تطهير المحافظة التي ستنطلق من المتون غرب المحافظة إلى حرف سفيان وأن قوات الشرعية مسنودة بالمقاومة الشعبية سوف تتمكن من بسط سيطرتها الكاملة على المحافظة بكل مديرياتها.