كييف ـ وكالات: أعلن مسؤول الامن القومي الأوكراني امس الاحد ان اوكرانيا ستستدعي جنود الاحتياط بغية "ضمان امن وسلامة ووحدة اراضيها"، فيما تندد كييف بما أسمته "عدوان مسلح روسي" بعد الموافقة في روسيا امس على "اللجوء الى القوة ضد اوكرانيا". وقال مسؤول مجلس الامن القومي والدفاع اندريي باروبي في تصريح متلفز ان "وزارة الدفاع ستستدعي جميع من تحتاج اليهم القوات المسلحة في هذه اللحظة في سائر ارجاء اوكرانيا". وهذا التدبير سيسمح بحسب قوله "بضمان امن ووحدة وسلامة اراضي اوكرانيا" بعد "انتهاك روسيا الاتفاقات الثنائية خاصة في ما يتعلق باسطول البحر الاسود". واضاف المسؤول ان "وزارة الدفاع ستنظم تدريبات مع جنود الاحتياط وفقا لجدول زمني تضعه هيئة اركان الجيش"، من دون اي توضيحات اخرى. وخلص الى القول "نحن بحاجة الى جيش موحد". من جهتها نفت وزارة الدفاع الأوكرانية امس الأحد تقارير عن انشقاق وحدات من الجيش المنتشرة في شبه جزيرة القرم. وقالت الوزارة في بيان إنه رغم محاولات من جانب " رجال مسلحين " للسيطرة على وحدات الجيش المرابطة في شبه الجزيرة القرم إلا ان رجال الوحدات رفضوا الاستسلام وظلوا موالين لسلطات كييف بحسب وكالة ريا نوفوستي . وأضافت أن بعض الوحدات تعلن استعدادها لاتباع اوامر قوات الدفاع الذاتي.
وقال بوتين لنظيره الاميركي باراك أوباما في محادثة هاتفية امس الاحد إن موسكو تحتفظ بالحق في حماية مصالحها الخاصة ومصالح المتحدثين بالروسية حال اندلاع عنف في شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم وفقا لما ذكرته وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للانباء. وقال بوتين إن هناك تهديدا حقيقا لحياة الكثير من الروس على الاراضي الاوكرانية. وهناك وجود عسكري روسي واسع بالفعل في جنوب أوكرانيا، بما في ذلك القاعدة البحرية المستأجرة للاسطول الروسي فى البحر الاسود في شبه جزيرة القرم. من جهته حذر رئيس وزراء اوكرانيا ارسيني ياتسينيوك في نداء الى المجتمع الدولي امس الاحد من ان بلاده "على شفير كارثة" متهما روسيا باعلان الحرب على بلاده. وصرح ياتسينيوك للصحفيين باللغة الانجليزية بعد يوم من موافقة البرلمان الروسي على ارسال قوات الى اوكرانيا "هذا تحذير واضح وليس تهديدا، انه بالفعل اعلان حرب على بلادي". واضاف "اذا كان الرئيس بوتين يريد أن يكون الرئيس الذي سيبدأ حربا بين دولتين جارتين هما اوكرانيا وروسيا، فقد كاد ان يصل الى هدفه. فنحن على شفير كارثة". وناشد ياتسينيوك المجتمع الدولي قائلا "نحن نعتقد ان شركاءنا الغربيين والمجتمع الدولي بأكمله سيدعم وحدة اراضي اوكرانيا، وسيبذلون كل ما بوسعهم من اجل وقف النزاع العسكري الذي اثارته روسيا الاتحادية". على صعيد متصل ذكر حرس الحدود الروسى امس الاحد أن نحو 675 ألف مواطن أوكراني هاجروا إلى روسيا منذ بدء عام 2014 وسط مخاوف من مستقبل غير مؤكد لاوكرانيا التي تجتاحها أزمة، طبقا لوكالة "ريانوفوستي" الروسية للانباء وأضاف حرس الحدود أن معظم الاوكرانيين الساعين للحصول على لجوء حصلوعلى إقامة مؤقتة في مناطق بيلجورود وروستوف وبريانسك وكورسك بالاضافة إلى منطقة كراسنودار الروسية. وعادت حركة التشغيل في مطار عاصمة جمهورية القرم ذاتية الحكم التابعة لأوكرانيا وذلك بعد فترة إغلاق للمجال الجوي فوق شبه جزيرة القرم وذلك وفقا لما أعلنه امس الأحد مراسل تابع لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). وفي سياق متصل أفاد الموقع الالكتروني لمطار سيفروبول بأن الطائرات عاد للإقلاع والهبوط من وإلى المطار امس. وفي ساحة الاستقلال بوسط كييف يقرع ناشطون يكشفون عن صدورهم مهيبون بقاماتهم وشواربهم الطبول فيما وضعت السلطات الاوكرانية لتوها الجيش في حالة تأهب لمواجهة خطر الاجتياح الروسي. وقال وزير الداخلي يوري لوتسينكو احد قادة الحراك الذي افضى الاسبوع الماضي الى اقالة الرئيس المقرب من الروس فيكتور يانوكوفيتش، امام آلاف المتظاهرين "اشهروا علينا الحرب بالفعل". لكن اعضاء المجموعة القومية شبه العسكرية "برافي سكتور" (قطاع اليمين) الموجود في الخط الاول للحركة الاحتجاجية في اوكرانيا في الاسابيع الاخيرة، الى "التعبئة العامة" ضد الروس. وقال المتحدث باسم الحركة ارتم سكوروبادسكي "ان بوتين خائف مما يجري في اوكرانيا، ويريد خنق ثورتنا الفتية لكننا مستعدون". واضاف "لقد اطلقنا نداء الى جميع انصارنا: علينا الحصول على اسلحة نارية وان نكون مستعدين لمواجهة قوات الاحتلال الروسية". ودعا البرلمان الأوكراني إلى نشر مراقبين دوليين للمساعدة في حماية محطاتها للطاقة النووية امس الأحد مع تصاعد التوتر مع روسيا. وقال هريهوري نيميريا العضو بالبرلمان إن المجلس ناشد الموقعين على معاهدة 1994 النووية التي تضمن سلامة أوكرانيا ومنهم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا أن يساعدوا أوكرانيا في هذا الصدد. (اعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير علا شوقي) وجاءت ردود الفعل الغربية في غالبها تميل نحو تحميل روسيا مسؤولية ما يحدث في اوكرانيا فمن جهتها حذرت المانيا الاحد روسيا من مغبة التدخل العسكري في اوكرانيا، وحملتها مسؤولية اي انقسام جديد لاوروبا الذي اعتبرت انه "لا يزال من الممكن تفاديه". وقال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتايمناير "ندعو روسيا الى الامتناع عن المساس بسيادة ووحدة اراضي اوكرانيا".
واضاف " اننا على طريق خطير جدا سيؤدي الى تأجيج حدة التوتر. عكس الاوضاع لا يزال ممكنا. لا يزال بامكاننا تفادي انقسام جديد في اوروبا". واوضح "من الضروري ان يتخلى المسؤولون عن التدابير التي يمكن ان تفسر كاستفزاز". واكد ان اي موقف آخر ستنجم عنه "عواقب وخيمة" و"سيقضي على سنوات من التعاون لاوروبا اكثر امنا". من ناحيتها قررت فرنسا امس الاحد "تعليق" مشاركتها في الاجتماعات التمهيدية لمجموعة الثماني المقرر ان تعقد قمة في سوتشي في يونيو بسبب التصعيد العسكري الروسي في الازمة الاوكرانية، وفق ما افاد مصدر دبلوماسي في قصر الاليزيه. وقال المصدر "علقنا مشاركتنا في الاجتماعات التمهيدية التي ستعقد خلال الايام المقبلة" موضحا ان هذا القرار "اتخذ" خلال "اجتماع ازمة" في الاليزيه بين الرئيس فرنسوا هولاند ووزير الخارجية لوران فابيوس. بدوره قال أندرس فو راسموسن أمين عام حلف شمال الأطلسي امس الأحد إن روسيا تهدد السلام في أوروبا بتصرفاتها العسكرية في أوكرانيا ويتحتم عليها على الفور نزع فتيل التوترات. وأضاف للصحفيين في بروكسل قبل اجتماع لسفراء الدول الأعضاء في الحلف "ما تفعله روسيا الآن في أوكرانيا ينتهك مباديء ميثاق الأمم المتحدة. إنه يهدد السلام والأمن في أوروبا." وحث راسموسن روسيا على نزع فتيل التوترات ودعا جميع الأطراف إلى "مواصلة كل جهد ممكن للتحرك بعيدا عن هذا الوضع الخطير." فيما قالت وزارة الخارجية الصينية امس الأحد إنها قلقة للغاية بشأن الأحداث الدائرة في أوكرانيا ودعت إلى إجراء محادثات لإيجاد حل سياسي للأزمة. وقالت وزارة الخارجية الصينية إنها "تشعر بقلق عميق" مما يحدث. وأضافت الوزارة في بيان على موقعها الالكتروني "ندين التصرفات شديدة العنف التي تشهدها أوكرانيا في الاونة الأخيرة ونواصل حث جميع الأطراف في أوكرانيا على حل خلافاتهم بهدوء في إطار قانوني وعلى حماية.. الحقوق القانونية لجميع أفراد الشعب الأوكراني." وأضافت الوزارة أن مبدأ الصين الدائم هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وأن الصين تحترم سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها. وتابعت الوزارة "ثمة سبب وجيه لتصاعد الأحداث لتصل الى ما وصلت إليه. الصين ستواصل مراقبة التطورات وتدعو جميع الأطراف لإيجاد حل سياسي عبر الحوار والمفاوضات على أساس احترام القانون الدولي ومبادئ العلاقات الدولية والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمي." بدورها دعت اليابان العضو في مجموعة الثماني الى احترام "وحدة وسلامة اراضي" اوكرانيا الغارقة في ازمة حاليا، والمهددة بتدخل عسكري روسي. واثناء زيارته الى جاكرتا السبت بمناسبة انعقاد مؤتمر حول فلسطين، وجه وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا "دعوة حازمة لكل الاطراف" المنخرطة في هذه الازمة الى احترام "سيادة القانون ووحدة الاراضي" الاوكرانية.من جهته هدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري امس الأحد بتوقيع عقوبات على روسيا ومنها عقوبات اقتصادية وحظر سفر بسبب التحركات الروسية في جمهورية القرم ذاتية الحكم والتابعة لأوكرانيا. وفي مقابلة مع قناة (سي إن إن) الأميركية ، قال كيري إن تصرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القرم "عمل عدواني لا يصدق" ويمكن أن تكون له عواقب وخيمة للغاية. وأوضح الوزير أن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة" ، وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت هذه الخيارات تتضمن عقوبات محددة ، أجاب كيري بالقول "بالقطع". وأضاف الوزير الأميركي أن هناك "إمكانية واضحة" لمقاطعة اجتماع لمجموعة دول الثماني كان مقررا له أن يعقد في يونيو المقبل في سوتشي بروسيا. وتابع كيري حديثه قائلا إنه على روسيا أن تفهم أن هذا الأمر "جاد ونحن نعني أنه جاد للغاية". في الوقت نفسه أشار كيري إلى أن روسيا لديها إمكانية اتخاذ خطوات صحيحة لنزع فتيل الأزمة وأكد أن بلاده على استعداد للتعاون إذا كان الأمر يتعلق بأخذ المخاوف والمصالح الروسية بشكل قانوني في عين الاعتبار.