القدس المحتلة ــ الوطن :
صعد الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه عدوانهم بحق الفلسطينيين في الضفة المحتلة أمس، حيث شن مئات المستوطنين منذ مساء أمس الأول اعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم في منطقة جنوب مدينة نابلس، مسنودين من جنود الاحتلال الذين شنوا حملة اعتقالات وعسكرة وذلك بعد مقتل 2 من المستوطنين في إطلاق نار بالمدينة.
وأغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي منطقة حاجز حوارة قرب نابلس، عقب مقتل مستوطنين اثنين وإصابة أربعة آخرين بجراح طفيفة، ليلة أمس الأول، جراء عملية إطلاق نار وقعت بالقرب من مستوطنة إيتمار المقامة على أراضي قرى شرق نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة. في حين شنت حملة اعتقال موسعة بأرجاء الضفة بحثا عن منفذي العملية.
من جهة أخرى أكدت مصادر فلسطينية لـــ (الوطن) أن المستوطنين هاجموا منزلا لعائلة النجار يقع على أطراف بلدة بورين دون أن يؤدي ذلك إلى إصابات، بينما تصدى أهالي البلدة لهم ودارت بينهم مواجهات عنيفة. ووصلت إلى المكان قوات الاحتلال التي أطلقت الأعيرة النارية وقنابل الغاز المسيل للدموع على الفلسطينيين، مما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق. كما هاجم المستوطنون سيارة إسعاف فلسطينية وصلت لإسعاف المصابين في بورين، وحطموا زجاجها. كما هاجم مستوطنو يتسهار، المركبات الفلسطينية على طريق نابلس ــ جيت ورشقوها بالحجارة، مما أدى إلى تحطيم زجاج العديد منها. وفي بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس انتشر أكثر من 200 مستوطن على الشارع الرئيس بحراسة قوات الاحتلال، ورشقوا المركبات والمنازل بالحجارة. وأصيب ثلاثة مواطنين فلسطينيين جراء مهاجمة المستوطنين لسيارتهم في حوارة أثناء عودتهم إلى بلدة الباذان شرق نابلس. وفى السياق، أقدم مستوطنون على إحراق سيارة فلسطينية في قرية بيت بتيللو غرب مدينة رام الله وكتابة شعارات متطرفة ضد الفلسطينيين.
وكانت مصادر صحفية إسرائيلية أعلنت عن مقتل مستوطن وزوجته (في الثلاثينات من العمر) في إطلاق نار استهدف سيارتهم على الطريق الواصل بين مستوطنتي "إيتمار" و"الون موريه". وتحدث مسعفون إسرائيليون وصلوا المكان بعد العملية مباشرة أنهم شاهدوا مركبة وسط الشارع ورجلاً ممداً إلى جانبها وقد فارق الحياة فيما شوهدت زوجته مضرجة في دمائها بالمركبة والأطفال الأربعة لم يصابوا بأذى. وفي أعقاب العملية قرر الجيش الإسرائيلي حظر دخول المستوطنين لمنطقة قبر يوسف بنابلس بعد أن كانت مقررة منذ فترة وذلك تحسباً لتدهور الأوضاع الأمنية. وتشير التحقيقات الأولية لجيش الاحتلال الإسرائيلي أن العملية نفذها فلسطينيان عبر مركبة وأطلقا النار على المستوطنين من مسافة قريبة فيما لم يصب أطفالهما بأذى ولكنهم يعانون من صدمة نفسية وذعر. وأكد فلسطينيون من بلدة سالم شرق نابلس، سماعهم صوت إطلاق نار على مقربة من البلدة. وقال شهود عيان إن عددا من سيارات الإسعاف الإسرائيلية وصلت للمكان وشوهدت وهي تغادر مسرعة باتجاه حاجز حوارة جنوب نابلس. وفور وقوع عملية إطلاق النار، دفع الاحتلال بتعزيزات كبيرة لقواته في قرى شرق نابلس، وشرعت بأعمال تمشيط واسعة، مطلقة قنابل الإنارة بكثافة في سماء المنطقة.