أحمد المشيخي : على المواطن أن يختار العضو المناسب حتى يتمكن المجلس من أداء مهامه المنوطة به
علي الريامي : يجب تحقيق الوعي الكافي للمواطن لاختيار ذوي الكفاءة
محمد الحبسي : نتوقع خلال الفترة القادمة من عمر المجلس أن تكون لدى المواطن رؤية واضحة بأهمية مجلس الشورى
وليد البادي : طموحنا من العضو المنتخب أن يكون قريبا من المواطن وهمومه

كتب : حمود العبري
تستعد السلطنة خلال هذه الايام لانتخابات مجلس الشورى للفترة الثامنة وسط نجاحات تحققت في الفترات الماضية ، وآمال جديدة يتطلع إليها المواطن العماني خلال الفترة القادمة من عمر المجلس ، للمساهمة بشكل أكبر في عملية البناء والمساهمة في مسيرة النهضة العمانية .
وقد أكد عدد من الأكاديميين بجامعة السلطان قابوس أن الفترة القادمة بحاجة إلى أن يكون المواطن (الناخب) على دراية واسعة بمن يختاره ويرشحه من المترشحين لعضوية مجلس الشورى للفترة القادمة ، موضحين أهمية اختيار العضو حسب الكفاة بعيدا عن القبلية أو غيرها من الأمور .
( الوطن ) يتناول في هذا الموضوع آراء عدد من الاكاديميين بجامعة السلطان قابوس حول نظرتهم وآمالهم من مجلس الشورى خلال الفترة القادمة وما قدمه المجلس خلال المرحلة الماضية ، وذلك في إطار اهتمام الأكاديميين من جامعة السلطان قابوس بهذا الجانب .
بداية قال المكرم الدكتور أحمد بن علي المشيخي عضو بمجلس الدولة من قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس : يعتبر مجلس الشورى جهة ممثلة للشعب مارس صلاحيات مختلفة طيلة السنوات الماضية وهذه الصلاحيات لم تأت مرة واحدة ولكنها أتت على مراحل متدرجة وهذه المراحل أعطت الكثير من الخصوصية العمانية في الجانب البرلماني ومن ناحية أخرى هذا التدرج أعطى الكثير من المفاهيم وتوعية أكثر بآلية استخدام هذه الصلاحيات .
واضاف : هذه الصلاحيات لم تأت في الدورات الماضية عدا الدورة السابعة من عمر المجلس ، حيث أتت هذه الصلاحيات بناء على التعديلات في المادة 58 من النظام الأساسي للدولة حيث أعطت مجلس عمان بشكل عام ومجلس الشورى بشكل خاص صلاحيات رقابية وتشريعية على الأعمال التي تنفذها الدولة وخصص لمجلس الشورى صلاحيات كونه يمثل الناخب العماني وأوضح المعشني أن مجلس الشورى خلال الفترة السابعة استطاع كجهة رقابية رئيسية أن يمارس الكثير من الصلاحيات الرقابية التي حددها النظام الأساسي للدولة .
وفي إطار الواجبات التي يجب أن يقوم بها المجلس قال المشيخي : الكل ينظر إلى مجلس الشورى بشكل خاص ومجلس عمان بشكل عام بغرفتيه مجلس الدولة ومجلس الشورى نظرة مستقبلية على أساس أن المجلس سيلعب دورا أساسيا وفعالا خلال السنوات القادمة ليس فقط في الجانب التشريعي وإنما الرقابي أيضا على جهات الحكومة وعلى الجهاز الإداري للدولة وعلى الموازنات والمشاريع والخطط الخمسية وينظر الكل للمجلس كما كان الأهداف التي أسسها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بأن يلعب هذا المجلس دورا أساسيا في تدعيم وترسيخ المجتمع العماني في كل المجالات.
وأكد الدكتور احمد المشيخي على أن هناك ادوارا مطلوبة من عدة اطراف لكي يمارس المجلس صلاحياته وادواره الرئيسية فمن ناحية فان الناخب عليه أن يقوم بدور أساسي في ترشيح من يمثله في المجلس وان يمتاز المرشح بمواصفات ويكون صاحب كفاءة ليقوم بدور فعال في المجلس وعندما يقوم المواطن باختيار وترشيح عضو بدون كفاءة لا يمكن أن يقوم المجلس بدور أساسي ومهم في الجانب الرقابي والتشريعي مؤكدا بان العملية تكاملية بين الناخب والممثلين في المجلس ،ويجب على المواطن اختيار المرشح المناسب بدون الالتفات إلى المصالح الشخصية أو على الأساس القبلي أو غير ذلك بل باعتبار الكفاءة والقدرة على إيصال صوت المواطن للمجلس هو المعيار الأساسي .
وحول طموحات المواطن العماني من المجلس قال المشيخي : طموحات المواطن كبيرة من هذا المجلس والمواطن ينتظر من المجلس أن يلعب دور أساسي ودور فعال في الدولة و المجتمع ،ولكن نحن ننظر إلى المواطن على أساس انه هو المحرك الأساسي وهو الذي يمارس الدور الفعال لتفعيل هذا المجلس من خلال اختيار أصحاب الكفاءات والذين يمتلكون الإمكانيات لتمثيله في المجلس والقيام بالدور الفعال من جهة أخرى .
وفي ختام حديثه أعرب المكرم الدكتور احمد بن علي المشيخي عضو مجلس الدولة اكاديمي بقسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس عن خالص شكره وتقديره لهذه الوقفة للإطلاع على أخر الاستعدادات للإنتخابات للفترة القادمة .
من جانبه قال الدكتور علي بن سعيد الريامي أستاذ مساعد بقسم التاريخ كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس : مجلس الشورى منذ المراحل الأولى شهد تطورا في الصلاحيات التشريعية والرقابية ، آخرها عدد من الصلاحيات التي أضيفت للمجلس في الفترة السابعة وهذه الصلاحيات أعتقد لو تم استغلالها من قبل أعضاء مجلس الشورى بالطريقة الصحيحة لربما أدت إلى تحقيق الهدف الأساسي من المجلس في ممارسة صلاحياته الرقابية والتشريعية موضحا بان دور مجلس الشورى هو مكمل لدور مجلس الدولة .
وحول ما اذا كانت الصلاحيات الممنوحة لمجلس الشورى ترقى إلى طموح المواطن قال الريامي : أعتقد أن هذه الصلاحيات من وجهة نظري لا ترقى إلى طموحات المواطن العماني موضحا بأنه ومن خلال المتابعة للجلسات ونقاشات المجلس خلال الفترة الماضية عبر وسائل الإعلام نلاحظ مدى استيعاب الاعضاء للصلاحيات الممنوحة للمجلس وأيضا قدرتهم على استغلال هذه الصلاحيات في بعض الأمور ولكن تبقى مسألة التنفيذ هي العائق .
وأشار علي الريامي إلى أن الفترة الماضية نلاحظ فيها مدى التطور الذي حدث في المجلس خلال السنوات الماضية ، ففي بعض الأحيان يصدر المجلس توصيات ولكن مدى تطبيق هذه التوصيات ، ونحن كمواطنين نتمنى أن نرى تلك التوصيات في الواقع وبين الدكتور الريامي أن هناك قصورا في تطبيق بعض التوصيات ، مشيرا إلى أن هناك بعض التوصيات رفعت لمجلس الشورى ولم تر النور حتى الآن ولم تجد طريقها إلى التنفيذ إلى الآن فهناك قوانين كثيرة تأخرت كثيرا ، ونتمنى ان ترى النور .
وحول دور الشباب في الانتخابات القادمة قال الدكتور علي الريامي : ينقصنا الفهم العميق لموضوع المشاركة وآلية الترشيح لمن ، واضاف يشهد العالم اليوم تغيرا بسبب ما أحدثته وسائل التواصل الإجتماعي ، فإذا لم يعط المجلس صلاحيات أكثر من جانب ومن جانب آخر يجب على الشباب الوعي بمعنى مجلس الشورى ففي هذه الحالة لايستطيع المجلس تأدية رسالته المجتمعية ، وهناك نقاط أخرى تحسب للمجلس خلال الفترات الماضية لما حققه من نقلة نوعية في مجال استغلال الصلاحيات الرقابة والتشريعية مؤكدا على أن المواطن يجب أن يحقق لذاته ولمجتمعة قدرا من الوعي في ترشيح ذوي الكفاءة العالية لكي يتمكن الجميع من تأديته لمهامه في خدمة هذا الوطن والمشاركة في عملية التنمية .
وقال : هناك من يرشح على الأساس القبلي أو غير ذلك ووجهت نظري إذا وجد من القبيلة شخص ذي كفاءة عالية من الخبرة والمعرفة فهذا لايمنع من التصويت له كعضو في المجلس ليتمكن من ممارسة دوره في المجلس بكل كفاءة موضحا بان مسؤوليات مجلس الشورى لم تعد لخدمات تقدم للمواطن فقط بل أصبح الموضوع أوسع من ذلك وهي مناقشة قضايا أوسع تهم المواطن ويجب على المترشح أن يعي هذه القضايا لكي يساهم في حل تلك القضايا سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية .
واكد الريامي على انه ومن خلال خلال القوائم النهائية التي نشرت للمترشحين للفترة الثامنة أن هناك كفاءات قادرة على تأدية دورها بكل ثقة والبعض منهم يحمل شهادات عليا مما تمكنه من تأدية دوره في المجلس ، وهناك وعي في المجتمع في هذه الفترة بترشيح الشخص ذي الكفاءة العالية .
وعن طموحات المواطن العماني للمجلس للفترة الثامنة بين الريامي "قائلا" : يعتبر دور المواطن هنا دور مهم في هذا الجانب من خلال وعيه ماذا يريد من المجلس بما يتناسب مع صلاحيات المجلس وأيضا وفق الموارد المتوفرة في الدولة سواء كانت موارد مالية أو بشرية ، ومن جانب أخر مدى وعي المواطن بأهمية هذا المجلس في الدولة بإعتباره هو المنبر الذي يستطيع إيصال رسالة المواطن الى الجهات المختصة ، وتعتبر القضايا الاجتماعية والقضايا الإقتصادية هي التي تمثل هاجس للمواطن ، ونتمنى من الجميع أن يشارك في الإنتخابات القادمة بكل ثقة موضحا بانه كلما أستطاع المواطن أن يدفع بهذه الكفاءات لقبة المجلس بتأكيد سوف يحدث نقلة نوعية في دعم مسيرة التنمية في البلاد وبالتالي سوف تتغير النظرة للمجلس ونحن نعلم أن الفترة القادمة ستشهد نقلة نوعية في المجلس من ناحية الصلاحيات ومن ناحية ترشيح الأعضاء ذوي الكفاءة العالية .
وأوضح انه و في هذه الفترة قبيل الأنتخابات يبقى الدور الأساسي للمواطن من يختار من المترشحين ، ويجب على المترشح بعد وصوله إلى المجلس أن يحمل هذه الأمانة التي كلفه بها المواطن وهي عملية تكاملية بين المواطن والترشح ،حيث أن ما تم ملاحظته في الفترات السابقة أن العضو عندما يصل الى المجلس تحدث فجوة كبيرة بين العضو والمواطن فيجب هنا على المترشح عندما يصل إلى المجلس أن لاينسى من أوصله إلى هذا المكان حين ينبغي عليه متابعة كافة احتياجات المواطن وقضاياه مثل قضية التشغيل والقضايا الأخرى التي تمس مصلحة الوطن والمواطن
من جانبه قال الدكتور محمد الحبسي من قسم الفنون المسرحية جامعة السلطان قابوس : من خلال متابعتنا لمختلف الفعاليات والجلسات التي قام بها المجلس خلال الفترات الماضية لاحظنا ان هناك خطة معينة يتبعها المجلس في طرح مختلف القضايا وهناك صلاحيات الأعضاء هم أدرى بها وهم من لديهم المعرفة الكافية كيف يعمل في حدود الصلاحيات التي يتبعها المجلس في مجال نقل الصورة والمناقشة وغيرها من المواضيع التي تهم المواطن .
واكد الحبسي أن مجلس الشورى هم من يمثل المواطن باعتبار عضو المجلس هو من يتحدث عن رأي المواطن ومن خلال نقل ما أوكل إليه من قضايا ومواضيع وهو أيضا يقوم بنقلها للمجلس ،وبالتالي عضو مجلس الشورى يتحرك وفق صلاحيات وخطوط معينة ربما هو أدرى كيف يعمل وفق هذه الصلاحيات وكيفية أستغلالها بما يحقق النتيجة التي يسعى اليها .
واضاف : مجلس الشورى له سياسة محددة في طرح القضايا وأستضافة المسؤولين من الحكومة للبحث عن الحلول المناسبة وتبقى المرحلة الأخرى هي مرحلة التنفيذ ثم المتابعة ودور مجلس الشورى هنا هو التركيز على المتابعة في مدى أمكانية تنفيذها .
و عن دور المواطن في هذا المشروع الوطني الكبير قال الحبسي : نتوقع خلال هذه الفترة من عمر مجلس الشورى أن تكون لدى المواطن رؤية واضحة بأهمية مجلس الشورى وبعيد عن قضية أنتخاب شخص ذي مصلحة خاصة أو على أساس محسوبيات أخرى ، حيث نتوقع ان تكون ثقافة لدى الناخب بأهمية أختيار العضو المناسب ، مشيرا الى ان هناك بعض الأشكاليات التي واجهة الناخب خلال الفترات الماضية وهنا يجب على الناخب خلال هذه الفترة أن يضع نصب عينه المصلحة العامة ،باعتبار عضو مجلس هو من يمثل الشعب ويجب على المواطن أن يكون على ثقة بأهمية مجلس الشورى في مناقشة القضايا التي تهمه والمشاركة في صنع القرار ، موضحا بان هناك ثقافة واسعة لدى الناخب سواء كانت ثقافة مكتسبة أومن خلال ماتقوم به وسائل الإعلام من توعية في هذا الجانب .
وعن طموحات المواطن العماني من المجلس خلال الفترة القادمة قال الحبسي"دائما المواطن يسعى أن يرى مطالبه على أرض الواقع ، ولكن هذه المطالبات لايمكن ان تنفذ مباشرة حيث أن هناك خططا ودراسات يجب على المجلس اتباعها حتى يتمكن من تنفيذ تلك المطالب ووفق آليات معينة ، وكلما وجد المواطن هناك من يسمع لمطالبه وتنفذ على أرض الواقع يشعر بالثقة بالمجلس لذلك يجب مد جسر من الثقة بين المواطن والمجلس باعتبار عضو مجلس هو سفير المواطن لدى الحكومة ،
وفي الختام وجه الحبسي بضرورة المشاركة في الانتخابات القادمة واختيار العضو المناسب مما يساهم في دفع عجلة التنمية في البلاد .
من جانبه قال وليد بن علي البادي أمين مكتبة كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس : بعد إضافة العديد من الصلاحيات للمجلس خلال الفترة الماضية أصبح المواطن يسعى الى أن يرى مطالبة على أرض الواقع ، واضاف العضو بمجلس الشورى يمثل صوت المواطن ونرى في الفترة الحالية أن كل قانون يخص المواطن يجب أن يمر بالمجلس حتى يكون المواطن على دراية به ، وهنا يجب على العضو أن يعي الصلاحيات التي يجب أن يتحرك وفقها لتحقيق مصلحة الوطن والمواطن.
وعن دور المواطن خلال الفترة القادمة قال البادي : " يجب على كل مواطن أن يكون على علم بمدى كفاءة الشخص الذي يقوم بترشيحه ليمثله في المجلس ، ومن هذا المنطلق يجب على المواطن ترشيح أصحاب الكفاءات العالية ليتمكن من توصيل رسالة المواطن للجهات المختلفة ، والتوجه للترشح عضو على أساس القبيلة أوغيرها بالطبع المتضرر الأكثر هنا هو المواطن بسبب أن العضو لا يستطيع توصيل رسالته للمجلس .
وحول طموحات المواطن في الفترة القادمة من المجلس قال البادي : الطموحات هي أن يكون قريبا من المواطن وهمومه فيفترض من العضو أن يكون على دراية وعلم بكل ما يخص المواطن حتى يساعد في إيصال رسالته للمجلس وبالتالي يساهم في تحقيق الهدف من المجلس .