طهران ـ العمانية: وسط الغابات الكثيفة شمال إيران وفي قلب أودية جبال البرز الوسطى جنوب بحر قزوين تقع إحدى القرى الجميلة وهي قرية "كندلوس" التي مازالت تحتفظ بطبيعتها البكر وأصالتها القروية وسط الجبال الشاهقة.وتقع قرية كندلوس في منطقة "كجور" في محافظة مازندران، وهي من القرى الفريدة والنادرة التي احتفظت بنسيجها القروي الرائع وهي كذلك إحدى المناطق السياحية النموذجية في إيران، وعاصرت القرية عدة حضارات مختلفة في شتى العصور والأدوار التاريخية، حيث شهدت ما يشير الى الحضارة قبل الميلاد وحضارة إيران قبل الاسلام وحضارة إيران بعد دخولها في الاسلام.وتعدّ قرية كندلوس من أقدم التجمعات البشرية بالمنطقة، وتقع على سفوح جبال البرز وتحديداً في المنطقة التي تؤدي الى وادي "زانوس" ويوجد بها شلال جميل يقع على مسافة 5 كيلومترات من القرية وفي قلب الغابة، حيث يبلغ ارتفاعه قرابة 10 أمتار.ويعتبر "متحف مجموعة كندلوس الثقافية" متحفاً رائعاً، يعرض لزواره مقتنيات من الفخاريات والأعمال الخزفية والمسكوكات والأواني التاريخية وأدوات الإنارة التي يعود تاريخها الى الألفية الثانية قبل الميلاد وإلى العهد القاجاري، كما يضم المتحف وثائق ومخطوطات ونسخاً مخطوطة للقرآن الكريم وديوان أشعار ووثيقة زواج ومرسومات ادارية.وتوجد بقرية كندلوس الواقعة في سفوح جبال البرز مناظر جميلة حيث البيوت ذات السقوف الخشبية وتدعى "كله شو" وشهرة قرية كندلوس تتعدى طبيعتها الخلّابة ونضرتها حيث يوجد بها أيضا "مجمع كندلوس الثقافي" الذي غيّر صورة كندلوس وجعلها قطباً من أقطاب السياحة في محافظة "مازندران" وقد أسسه علي أصغر جهانكيري عام 1988م.وتقع قرية كندلوس مع بيوتها المتراصة نسبياً في انحدار خفيف لسفح جبل البرز وأزقتها ملتوية ومبلطة بالحجارة وبيوتها القديمة تقع غالباً في طابقين وأسقفها جميلة.والجدران الطينية، والصالات الصغيرة، والنوافذ الخشبية والمعمارية البسيطة كلها أعطت البيوت روعة وجمالاً، لكن البيوت الحديثة الصنع تكون غالباً بشكل الفلل مما لا يتلاءم مع النسيج القديم والتقليدي للقرية.إن أول ما يجذب انتباه السائح في كندلوس إنتاج النباتات الدوائية التي تتراءى عند مدخل القرية وينقسم عنده الطريق إلى مسارين: مسار يمر على القسم الأسفل للقرية وينبوع الماء لينتهي إلى "نيش كوه" والثاني يأخذك إلى القسم الأعلى للقرية والحديقة العامة وعلى مسافة قريبة من الحديقة العامة يقع "متحف كندلوس" المطل على القرية والذي يعتبر من الأماكن الإيرانية الجاذبة للسياح، إنه متحف أنثروبولوجي الذي يتكون من عدة أقسام ويحمل بين جنباته أنواعاً من الخزفيات والأواني التاريخية والوثائق والمخطوطات وأدوات الزينة والنّظّارات وعدداً من البنادق القديمة من العصر الصفوي حتى الوقت الراهن.ويضمّ المتحف ما يزيد عن 300 قفل ايراني واجنبي فريد من نوعه صنعت غالبيتها على شكل الحيوانات ومجموعة من الأقفال المشفرة المكتوبة بالحروف الأبجدية وكذلك يعرض المتحف أقفالاً ذات مفتاحين او ثلاثة مفاتيح وأقفالاً صندوقية ، ومن المقتنيات الأخرى التي يزخر بها متحف كندلوس الثقافي أول جواز سفر ايراني وصور عن رحلة الحاكم القاجاري ناصر الدين شاه الى قرية كندلوس وأدوات قروية ومستلزمات خشبية بأسمائها المحلية ونظارات متبقية من العهد الصفوي وكذلك كتاب "فارستان" المنظوم من أعمال الشاعر مصلح الدين سعدي الشيرازي.وفي قسم الفنون التقليدية للمتحف عرضت منسوجات وألبسة وأدوات زينة ريفية وتماثيل ورسوم تقليدية ورسوم خاصة بالمقاهي، وأما في قسم الأواني والأدوات المعدنية والخشبية الريفية والمدنية، فترى أشياء مختلفة من مغزل، ومن أدوات حربية إلى أدوات تربية المواشي والصيد.وأما متحف النباتات الدوائية في مجمع كندلوس الزراعي، فقد تأسس عام 1986م بغرض زراعة النباتات الدوائية والعطرة وتعبئتها وكذلك لإنتاج أنواع المستخلصات والزيوت النباتية، فيُزرع فيه ما يقارب 250 نوعاً من النباتات الجينية القيّمة لإنتاج مختلف المحاصيل وتصديرها إلى مختلف البلدان.ومن القرى السياحية أيضاً في إيران قرية "ميخسار" وتقع على سفوح سلسلة جبال "البرز" الخضراء في محافظة "مازندران" ، وتشتهر بالصناعات اليدوية ومنها السجاد والبساط والأقمشة الحريرية، والنسيج والأواني الفخارية والخشبية والتماثيل الخشبية ، بالاضافة الى الحصر والمنتجات الخشبية، ويهتم السياح كثيراً بشراء هذه المنتجات كهدايا تذكارية.وللوصول الى محافظة "مازندران" والقرى التابعة لها من العاصمة طهران يوجد طريقان رئيسيان وجبليان هما طريق جالوس وطريق هراز ذات الطقس البديع والطبيعة الخلابة ، إضافة الى ذلك فإن من الممكن السفر عن طريق الجو الى مدينة "ساري" وبعدها إلى المدن الاخرى، وباستحداث التلفريك في منطقة "نمك آبرود" الجبلية المغطاة بالغابات والأشجار ويمكن رؤية المناظر الطبيعية الرائعة اكثر من أي وقت آخر ، وكذلك يعتبر بحر قزوين في فصل الصيف من المناطق المناسبة للسياحة والرياضة البحرية بأنواعها المختلفة، حيث تتوفر الإمكانيات السياحية والترفيهيةعلى طول الخط الساحلي للإقليم، وتستقطب المنتجعات المنتشرة السياح وعشاق الطبيعة من مختلف دول العالم.