نعم جمعية للمعلمين في هذا الوطن تحتضن أمالهم وطموحاتهم ، بمنطلقات مستقبلية تبعث فيهم الروح الخلاقة في تحمل قدسية هذه المهنة ومصاعبها، وتستقصي مشاكلهم في البحث عنها من خلال إيجاد الحلول المناسبة لها، والبدائل المتنوعة بالنهوض بالعملية التعليمية، فقد تأخر الإعلان عنها كثيرا ، ومن خلال هذا التأخير نتسائل بعمق أهميتها وقيمتها ماهي الأسباب ؟ وأين تكمن المبررات ؟ وماهي التحديات ؟ ومتى سيتم الإعلان عنها؟ فكم أصبحت الحاجة ماسه خلال هذه الفترة الزمنية في نظامنا التعليمي إلى الإعلان عن جمعية للمعلمين، من خلال نظرية أن بناء الأوطان المتمثل في الأجيال الصاعدة، ينطلق منهم وإليهم، ولاسيما أن هذه الجمعية ستمثل مختلف شرائحهم في مختلف المناطق التعليمية، وتحمل أمالهم وطموحاتهم ومقترحاتهم وتصوراتهم لتكون همزة وصل بينهم وبين القائمين في الوزارة وما يشكله واقعهم التربوي التعليمي من تحديات جسيمة فرضتها معطيات عصرنا الحالي، مما يحتم الواجب إلى إيجاد نافذة للحوار في مناقشة القضايا التربوية والمستجدات التعليمية، مما دعت الحاجة إلى الإسراع في تأسيس هذه الجمعية في المبررات التالية – كثرة أعداد المعلمين والمعلمات في المجتمع –عدم وجود آلية حوار مقننة مع المسؤلين-تزايد القضايا والهواجس التربوية وتفاقمها بصورها المختلفة –كثرة طلبات المعلمين وفق متطلبات العصر –الأعباء النفسية التي قد تتولد لديهم نتيجة تعرضهم لقرارات تحد من طموحاتهم –عدم مشاركة المعلم في صنع القرارات وإعداد المناهج المدرسية – الميدان التربوي بحاجة إلى منطلقات مستقبلية وأفكار حديثة.بالمقابل هناك العديد من المهام والواجبات التي ينبغي أن تنطلق منها هذه الجمعية هي:
ـ معرفة الاحتياجات ومتطلبات المرحلة الراهنة بوسائل علمية من خلال وضع تصورات للمرحلة القادمة.
ـ توضيح آلية أهدافها على أن تكون مقننه وتساهم في النهوض في السلك التربوي التعليمي بكافة أشكاله.
ـ وضع خطه سنوية لعمل الجمعية وفق إمكانياتها. ـ توضيح آلية عملها في التعامل مع القضايا التي تتعلق بالمعلمين حتى لا تكون حبر على ورق كالجمعيات الأخرى في البلدان العربية. ـ توضيح آلية تمويل الجمعية من خلال مرتكزات مرنة تتناسب مع مهامها وأهدافها. ـ المساهمة في إعداد دراسات علمية حول قضايا علمية تعليمية تساهم في وضع بدائل في السلك التربوي التعليمي. ـ تنفيذ نوادي تربوية في كل منطقة تعليمية نادي تربوي تعليمي. ـ تقريب وجهات نظر المعلمين والمسئولين وبلورتها إلى مقترحات إضافية تساهم في وضع الحلول داخل المدارس وفي الختام تبقى الكفاءات البشرية هي من يعول عليها في تصحيح المسار الذي يحتاج إلى المزيد من التضحيات حتى يكون المسار محملا ومكبلا بتحديات الأجيال نحو تحقيق الغايات المنشودة من التنمية بأبعادها وتباين درجات مستوياتها وفق عمومياتها وبرمجية أنظمتها.

حمد سعيد الصواعي
[email protected]