- يرتبط بفني الزخرفة والخط العربي

طهران ـ العُمانية: فن التذهيب الذي يقوم على تزيين حواشي الكتب بالألوان وماء الذهب وإحاطة الخطوط والمكتوبات بالنقوش والزخارف، يعد من مجالات الحرف اليدوية العريقة في إيران.
وفي حوار مع وكالة الأنباء العُمانية قالت (عاطفه سامعي) - وهي من أبرز الفنانات الإيرانيات في مجال المنمنمات والتذهيب -: إن المستندات التاريخية والكتب القديمة تشير إلى أن فن التذهيب قد ظهر قبل دخول الإسلام إلى إيران، لكنه نضج وتطوّر بعد بروز الحضارة الإسلامية، واستُخدِم في تزيين المصاحف الشريفة، وقد بات هذا الفن الیوم جزءًا لا يتجزأ من الفنون الإسلامية.
وأضافت أن فن التذهيب كان يتم باستخدام فرشاة الرسم والألوان النباتیة والألوان المعدنية والصفائح الذهبية، ولكن في الوقت الحاضر تُستخدَم الألوان الجاهزة إلى حد كبير؛ نظرًا لسهولتها وأسعارها الزهيدة مقارنة بالذهب والألوان الطبيعية.
وأكدت سامعي أن الأشكال والخطوط التي تُستخدَم في فن التذهيب هي عادةً مستوحاة من الخيال والطبيعة، لكنها تجریدیة تمامًا ومنتظمة وهندسية؛ إذ تتميز المنمنمات التذهيبية بخطوط سوداء وذهبية وزعفرانية، وألوان أخرى مصنوعة من دقيق الأحجار الكريمة، مثل الزنجفر واللازورد.
ووضحت أن فن التذهيب هو فن مستقل وعريق، وله استخدامات كثيرة ومتنوعة في الكتب العربية والفارسية والتركية، ما ساعد كثيرًا على إثراء المكتبة الإسلامية.
وقالت سامعي: إن فن التذهيب في الحضارة الإسلامية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بفني الزخرفة والخط العربي، فقد انبرى الكثير من الفنانين المذهّبين على إظهار البراعة والإتقان في زخرفة وتذهيب صفحات القرآن الكريم خصوصًا، وباقي المصادر الإسلامية بشكل عام.
وعبّرت سامعي عن اعتقادها بأن براعة المذهّبين قد تجلت في زخرفة الصفحتين الأولى والثانية من المصحف الشريف، وكذلك في الصفحتين الأخيرتين، كما عمد بعض المذهّبين بتذهيب المصحف الشريف بشكل كامل، وهناك من اكتفى بتذهيب بعض الصفحات منه، مثل تذهيب سورة الفاتحة، وأول سورة البقرة، وغيرها من قصار السور.