أكد مولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ من منبر مجلس الوزراء على أهمية تطوير القطاع الرياضي والنهوض به عبر الممكنات والتسهيلات المقدمة لهم، كما وجَّه جلالته بضرورة بناء شراكات تنموية في هذا القطاع مع الأطراف والشركاء الداعمين لرياضتنا الوطنية خلال المرحلة القادمة. وتعد هذه الخطوة أحد أهم الأسس التي تبنى عليها استراتيجية الرياضة العمانية، حيث إن تطبيقها كله سوف ينصب لمصلحة الرياضة العمانية والتي بدأت فعليا تأخذ منحى (الصناعة) وتوظيف أدوات الثورة الصناعية الرابعة من خلال الاستثمارات التي تعمل عليها وحتى في أعمالها اليومية التي تحقق لها دقة عالية في الأداء، كما أن المختبرات الرياضية لها أهمية كبيرة، خصوصا أننا مقبلون على مرحلة تطوير القطاع والتقدم به.
إن جلب الاستثمارات المتنوعة وفتح المجال أمام المستثمر المحلي أو الأجنبي في هذا القطاع، سوف تكون له نتائج إيجابية تواكب أهداف وتطلعات رؤية عُمان 2040 التي تولي القطاع الرياضي اهتماما بالغا بين أجندتها، على اعتبار أن الرياضة اليوم هي ليست كالرياضة في السابق تاخذ الطابع الجماهيري والترفيهي التلقيدي، بل إنها أخذت مكانا في الجوانب الاقتصادية. وعلى سبيل المثال، فإن اللجنة العمانية للثلاثي الحديث (الترايلثون) أحد النماذج الرياضية غير الاعتيادية التي نجحت واستطاعت ـ بفكر القائمين عليها ـ أن تخرج من إطار المألوف واستثمار هذه الرياضة بالشكل الأمثل، وقد يكون الاستثمار عبر السياحة العمانية واستغلال المقوِّمات التي تزخر بها سلطنة عمان من أجل بناء صورة عصرية ووضعها على خريطة اللعبة العالمية.
إن بناء الاستراتيجية الرياضية يحقق البناء والتطوير ويسهم في نشر الثقافة الرياضية من خلال خلق الفرص المعرفية التي تعمل عليها الاستراتيجية التي تستهدف كل فئات المجتمع، ناهيك عن أنها تصب كل اهتمامها على النشء وتأسيسهم التأسيس الأمثل حتى يحققوا نتائج إيجابية ومراكز متقدمة على المدى البعيد حسبما دعا مولانا خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء، حيث لن يتأتى هذا الأمر إلا بتقديم الخطط ذات الأولوية والتي تحقق جدوى ملموسة في المستقبل. وتشهد رياضتنا في الفترة الأخيرة نقلة فكرية مغايرة تماما عن السابق وذلك من خلال توحيد الخبرات وتحويلها إلى أفكار قابلة التنفيذ على أرض الواقع، مما سيعود علينا بمنافع متعددة وتأثيرات إيجابية على القطاع السياحي، الإنتاجي والصحي وأيضا القطاع العام وغيرها من روافد التنوع الاقتصادي.
اليوم مع التسهيلات المقدمة من حكومتنا الرشيدة، على القائمين في هذا القطاع إيجاد المنافذ التي تساعد على خروجهم من النظرة التقليدية للرياضة إلى العالمية بلغة الاقتصاد والاستثمار والتي أيضا سوف تسهم في الترويج للرياضة العمانية والسلطنة بشكل عام، فمن خلال بوابة الرياضة بالإمكان التوغل إلى منافذ الاقتصاد الوطني، وتعد الأكاديميات الرياضية التي استحدثت حديثا هي استثمار من أجل رفد الرياضة الوطنية، حيث تعمل هذه الأكاديميات كذراع يمنى مع اتحادات الألعاب المنضوية تحت مظلة اللجنة الأولمبية العمانية. ومثالا على ذلك أكاديمية ريال مدريد وهي تعد من الاستثمارات الفردية التي تغذي المنظومة بكوادر معدة وجاهزة في لعبة كرة القدم.

زينب الزدجالية
كاتبة عمانية