شناص ـ من إبراهيم الفارسي: 
نظمت إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة شمال الباطنة ضمن برنامج الوعظ الشامل بولاية شناص وتزامنًا مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني الـ(52) المجيد، محاضرات دينية في جوامع سور المزاريع وسور العبري ألقاها المتحدث محمد علي علي محمد مشعل ـ إمام وخطيب جامع سور العبري بعنوان:(حب الوطن فضائل ودلائل). وقد تحدث المحاضر قائلًا: لا شك أن حب الوطن أمر فطري مغروس في النفوس، جبلت عليه الخلائق، فالحيتان في بحارها والطيور في سمائها والوحوش في غاباتها تحن إلى أوطانها، وحب ا?وطان من علامات الرشد وكمال العقل يقول أحد الحكماء من امارات العاقل بره بإخوانه وحبه ?وطانه ومداراته ?هل زمانه ولا عجب أن يكون حب الوطن من شيم ا?يمان، والوطن من اجمل النعم واعظم المنن وإذا أردت أن تعرف قيمة الوطن فانظر إلى من حرمه وأخرج منه عنوة تحت وطأة الحرب والخراب والدمار وأصبح كل ما يتمناه في هذه الحياة أن يعود إلى وطنه مسقط رأسه وموطأ قدمه ليعيش فيه بين أهله وعشيرته. مؤكدًا بقوله: ولذا نجد أن القرآن عطف ا?خراج من الديار على القتل لبيان مشقته وشدته على النفس قال تعالى:(ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا انفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم)، وبوعيد الاخراج من الديار والحرمان من الأوطان هدد المشركون في كل زمان أنبياءهم ورسلهم كما حكى القرآن:(وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا..)، ونفذوا تهديدهم مع خاتم ا?نبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) (.. إذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار)، ولقد ضرب لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أروع ا?مثلة في حبه لوطنه وحنينه إليه فمما ورد أنه لما خرج النبي مهاجرًا نظر الى مكة نظرة وداع حارة قائلًا مخاطبًا إياها:(والله إني ?علم إنك أحب أرض الله إلى الله وأحب أرض الله إليّ ولولا أن أهلك أخرجوني منك عنوة ما خرجت)، حقًّا إنها كلمات مليئة بالحسرة والحنان وا?سى لمفارقة بلده التي نشأ فيها وترعرع.