- جهود الحد من تأثيرات حالة الغبار النشطة تتواصل و«الصحة» تدعو لعدم التعرض المباشر للأتربة
- «الحالات الطارئة» تناقش جاهزية القطاعات فـي محافظة الوسطى
- «الأمن البحري» يدعو مرتادي البحر بالتواصل لطلب المساعدة

مسقط ـ «الوطن» والعمانية:
توضح آخر صور الأقمار الاصطناعية وتحاليل المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة ضعف الحالة الجوية في بحر العرب، وتراجع تصنيفها من منخفض مداري عميق إلى منخفض مداري. وقالت عائشة بنت جمعة القاسمية اختصاصية أرصاد جوية بهيئة الطيران المدني لوكالة الأنباء العُمانية: لاحظنا انفصالًا في محور الدوران بسبب نشاط الرياح الموسمية مما أدى إلى دفع الحركة إلى الشمال الشرقي بالقرب من السواحل الهندية الباكستانية، وهناك أسباب أخرى أدت إلى تراجع الحالة الجوية منها المرتفع الجوي المسيطر على المنطقة، ودرجة حرارة سطح البحر، والكتلة الهوائية الجافة في الطبقات القريبة من السطح. وأضافت: خلال الساعات القادمة هناك احتمالان للحالة الجوية، إما تلاشيها في بحر العرب أو بقاؤها لفترة أطول بالقرب من السواحل الهندية الباكستانية، مع إمكانية ضعفها أو نشاطها مرة أخرى. وذكرت أن آخر صور الأقمار الاصطناعية تُشير إلى تدفق السحب العالية والمتوسطة، مع احتمالية هطول أمطار متفرقة على المناطق الساحلية المطلة على بحر العرب، مُشيرةً إلى أن بعض الولايات في محافظة جنوب الشرقية تشهد حاليًّا هطول أمطار متفرقة مع فرص استمرارية هطولها حتى الساعات القادمة، وهناك نشاط لخلية رعدية بالقرب مراحل محافظة الوسطى.

وأوضحت أنه بالنسبة للتكونات المحلية فإن هناك فرصًا لتشكُّل السحب وهطول أمطار متفرقة خلال فترة الظهيرة على جبال الحجر، ونشاط لسحب الخريف مع فرص لهطول أمطار متفرقة تكون رعديةً أحيانًا على صحاري محافظتي الوسطى وظفار. ولفتت إلى وجود استمرارية لفرص تصاعد الغبار والأتربة على المناطق الصحراوية والمفتوحة والتركيز على محافظتي الوسطى وظفار؛ بسبب وجود المنخفض الحراري السطحي على الربع الخالي واختلاف الضغط، مما يؤدي إلى نشاط الرياح وتدني مستوى الرؤية الأفقية، مُشيرةً إلى أن معظم المحافظات تأثرت بوصول بعض من العوالق الترابية، ومن المتوقع أن يستمر الوضع خلال اليومين القادمين.
وأضافت أن هناك استمرارية لتصاعد الغبار والأتربة على الطريق الواصل بين أدم وثمريت بفعل حركة الرياح النشطة التي من المتوقع أن تصل إلى 35 عقدة مما تؤدي إلى تدني مستوى الرؤية الأفقية، ويُفضل لمرتادي هذا الطريق تأجيل الرحلات من وإلى محافظة ظفار حتى يتحسَّن الوضع الحالي، داعيةً إلى أخذ الحيطة والحذر ومتابعة النشرات من الأرصاد الجوية العُمانية وشرطة عُمان السُّلطانية والجهات الأخرى المختصّة. وقالت عائشة بنت جمعة القاسمية اختصاصية أرصاد جوية بهيئة الطيران المدني: لوحِظ ارتفاع أمواج البحر في سواحل محافظتي جنوب الشرقية والوسطى منذ يوم أمس، وسيكون الموج هائجًا على سواحل بحر العرب ويصل أقصى ارتفاع له 4 أمتار، أما بالنسبة لآخر نشرات المد والجزر فهناك احتمالية واردة لدخول المياه على المناطق الساحلية المنخفضة تزامنًا مع فترة المد ومنتصف الشهر الهجري. من جانب آخر اتخذت شرطة عُمان السٌّلطانية مجموعة من الإجراءات الاحترازية مع تصاعد الغبار والأتربة بفعل حركة الرياح النشطة التي تشهدها معظم محافظات سلطنة عُمان. وقال الرائد أحمد بن يحيى المعولي ضابط مركز العمليات بشرطة عُمان السُّلطانية لوكالة الأنباء العُمانية: إن مركز العمليات حرص على التواجد الأمني والمروري في الخط القادم من المحافظات الشمالية إلى محافظة ظفار عبر نقطتين وهما: جسر راكي بولاية أدم باتجاه محافظة ظفار ومنطقة قارة الملح بولاية أدم (الخط القادم من محافظة الظاهرة باتجاه محافظة ظفار). وأضاف أنه جرى التنسيق مع قيادة شرطة محافظة ظفار بشأن توعية وتنبيه القادمين من محافظة ظفار إلى باقي محافظات سلطنة عُمان بنقطة الجبل التابعة لمركز شرطة وادي حريط، كما جرى التنسيق مع قيادة شرطة محافظة الوسطى من خلال التواجد الأمني والمروري على الشريط الساحلي المؤدي إلى محافظة ظفار. ودعا الرائد إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر وترك مسافة أمان بين المركبات وتشغيل الأنوار الأمامية المنخفضة والكشافات.
من جانبه قال المهندس عوض بن سالم السديري مدير دائرة صيانة الطرق بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات لوكالة الأنباء العُمانية: إن الوزارة باشرت أعمالها منذ أن بدأت موجة الغبار يوم أمس الأول وامتد تأثيرها على عدة محافظات في سلطنة عُمان. وأوضح مدير دائرة صيانة الطرق بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات أن الوزارة وزعت المعدات على الطرق التي تأثرت بالغبار منها طريق نزوى ـ ثمريت لإزالة أيّ رمال تتكدس على الطريق أو على جانبي الطريق وقد تسبب خطورة لمستخدميه بالتنسيق مع شرطة عُمان السلطانية، داعيًا سالكي طريق نزوى ـ ثمريت إلى أخذ الحيطة والحذر بسبب تدني الرؤية والتريث في السفر إلا في الحالات الضرورية.
وأكدت وزارة الصحة على أهمية اتباع التدابير الصحية الوقائية، وعدم التعرّض المباشر للغبار والأتربة خلال موجة الغبار التي تشهدها معظم محافظات سلطنة عُمان، مع ضرورة البقاء في المنزل قدر الإمكان، وعدم مغادرته إلا عند الضرورة تجنبًا لأي مضاعفات صحية قد تحدث نتيجة استنشاق الأتربة. وقالت الدكتورة أسمهان بنت راشد اليعقوبية استشارية أمراض صدرية بالمستشفى السُّلطاني لوكالة الأنباء العُمانية: يسبب الطقس المغبر انتشار الملوثات والأتربة، والتي لها القدرة على الدخول إلى جسم الإنسان عن طريق الأنف، أو العين، أو الأذن حيث تسبب الكثير من المشكلات لجسم الإنسان وخصوصًا على مستوى الجهاز التنفسي. وأضافت: هناك بعض الفئات تكون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض في مثل هذه الأجواء مثل كبار السن، والأطفال، ومرضى الجهاز التنفسي، وهؤلاء تكون حساسيتهم من الملوثات والأتربة أعلى. وأفادت بأنه يجب أن تتجنب هذه الفئات الخروج في الأجواء المغبرة، والذهاب إلى الطبيب في حالة إصابتهم بكحة مزمنة مع بلغم، وقصر التنفس، وألم في الصدر أما من تقتضي ظروفهم العمل في الخارج فالواجب عليهم ارتداء الكمامة لحماية الأنف من الأتربة، وبالتالي حماية الجهاز التنفسي وارتداء نظارة واقية من الرياح والأتربة، لتجنب دخول الأتربة في العين وإصابتها بتهيج.
وبدورها عقدت اللجنة الفرعية للحالات الطارئة بمحافظة الوسطى اجتماعًا لها برئاسة العميد طبيب أحمد بن علي الصابري قائد شرطة محافظة الوسطى رئيس اللجنة وبحضور أعضاء اللجنة من مختلف الجهات وذلك بمقر قيادة شرطة محافظة الوسطى بولاية هيماء. تم خلال الاجتماع بحث مستجدات الحالة المدارية في بحر العرب والتأثيرات المحتملة على محافظات سلطنة عُمان ومن بينها محافظة الوسطى، والاستعداد والجاهزية من قبل مختلف القطاعات. كما ناقشت اللجنة التأثيرات الناتجة بفعل الرياح على منطقة فلم وجزيرة محوت بولاية محوت، وكذلك تأثر طريق (أدم ـ هيماء ـ ثمريت) بالعواصف الرملية وتدني مستوى الرؤية، والحرص على سلامة مستخدمي الطريق. كما أوضح مركز الأمن البحري التابع للبحرية السلطانية العمانية بالتواصل وطلب المساعدة عبر الخط الساخن 1999 عند تعرض القارب لعطل قد يهدد حياة مرتادي البحر.