يؤكِّد حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ يومًا بعد يوم حرصه على التواصل المباشر مع أبناء شعبه، والاستماع بعناية لتطلُّعاتهم وطموحاتهم المستقبلية؛ ليكون ذلك خيارًا أساسيًّا وضعه جلالة عاهل البلاد المفدى منذ تَولِّيه مقاليد الحُكم. فالمنجز يجب أنْ يخرج من الشعب وتعود فوائده عليه، لذا يحرص في كُلِّ موقف على تلمُّس احتياجات أبناء عُمان الأوفياء، والتعرُّف على ما يلزمهم ويحقِّق لهم السَّعادة؛ إيمانًا بأنَّ الشَّعب هو الشَّريك الحقيقي في تحقيق الأهداف والطموحات، ومنه تخرج السواعد الفتيَّة التي تحقِّق المستقبَل الواعد، والعقول النابهة التي تُخطط لذلك، وهو نهج راسخ انطلق منذ الإعداد لرؤية "عُمان 2040"، حيث كان الحرص السَّامي أنْ يكون أبناء الوطن في ربوعه كافَّة شُركاء في صياغتها ووضع ملامحها في جميع مراحلها.
وهذه الثِّقة السَّامية التي راعت مشاركة الشَّعب في صناعة مستقبله حتى 2040، وسعت إلى إشراكه أيضًا ممثلًا في مؤسَّسات الدولة والمجتمع المدني، في مراقبة تنفيذها بدقَّة وعناية، لتكون الرؤية خرجت من رحم الشَّعب واستولدت منجزاته. وعلى هذا النهج نجد جلالة السُّلطان المعظَّم ـ أبقاه الله ـ يحرص على لقاء أبناء شعبه ومعرفة احتياجاتهم في محافظات الوطن العزيز كافَّة، وتلمُّس احتياجاتهم من المشاريع الأساسية والخدمات التنموية، والاستماع ـ عن قرب ـ إلى مطالبهم بما يعود بالخير والنفع على هذا البلد الكريم وأبنائه الأوفياء، وتذليل كُلِّ الصعوبات التي تعترض مسيرة التنمية الشاملة في ربوع البلد، حيث تجلَّت إحدى صُوَر هذا الاهتمام وهذا الحرص في لقاء جلالته ـ أيَّده الله ـ بشيوخ ولايات محافظتي الداخلية والوسطى، صباح أمس بحصن الشموخ العامر بولاية منح، في روح ودِّية عكست المشاعر الفيَّاضة التي يحملها جلالته ـ أبقاه الله ـ إلى أبناء شعبه، أثناء الحديث عن عددٍ من المواضيع في مختلف المجالات التنموية والاقتصادية والاجتماعية التي تلامس تطلَّعات الوطن والمواطن.
وتجلَّى الاهتمام السَّامي بتجديد عهد النَّهضة المباركة بالتَّوجيه نَحْوَ العمل التَّكاملي بَيْن الحكومة والمواطنين لتحقيق هذه التطلُّعات والآمال المرجوَّة، وانطلاقًا من الرُّؤية الحكيمة السَّديدة لجلالته ـ أعزَّه الله ـ فقد تفضَّل جلالته ـ رعاه الله ـ وأسدى توجيهاته السَّامية الكريمة برفع المبالغ المخصَّصة لبرنامج تنمية المحافظات من (10) عشرة ملايين ريال عُماني إلى (20) عشرين مليون ريال عماني لكُلِّ محافظة خلال سنوات الخطَّة الخمسية الحالية (2021-2025) ابتداء من هذا العام 2022، وهي لَفْتة تؤكِّد الحرص السَّامي المتواصل في وصول التنمية كافَّة إلى ربوع عُمان، ويصل لأبنائها البررة كافَّة دُون تمييز، ويستمرُّ قطار التنمية العُماني في تحقيق ما يصبو إليه هذا الشَّعب المعطاء الذي يستحقُّ جميع صنوف العناية.
كما تفضَّل جلالته أثناء اللقاء وأسدى توجيهاته السَّامية الكريمة بتقديم الدَّعم المالي المُناسب لجمعيَّات المرأة العُمانية، ومراكز التأهيل للأشخاص ذوي الإعاقة الحكومية منها والأهلية في جميع محافظات السلطنة؛ إيمانًا من جلالته ـ أعزَّه الله ـ بأدوارها الفاعلة والمُهمَّة، وإسهاماتها الحيَويَّة في خدمة المجتمع وتنميته؛ ممَّا يعكس رغبة جلالة العاهل المفدى في الاهتمام بتلك الفئات الحيَويَّة التي تحتاج لصنوف الدَّعم كافَّة، وهو ما سيعود بالنَّفع على جميع أبناء المجتمع، فالاعتناء بالمرأة وذوي الإعاقة حقٌّ على جميع أبناء الوطن، ولَفْتة جلالته تؤكِّد أنها تنبع من القيادة رأسًا، وتُعطي نموذجًا يحتذي به المجتمع في المستقبَل القريب، ويقدِّر ما تستحقُّه تلك الفئات من دعم مستمر متواصل.