محمد بن سعيد الفطيسي:
الثامن عشر من نوفمبر من كل عام، المناسبة الغالية على كل عماني، إنه عيد وطني لهذا الوطن العزيز وأبنائه الكرام، العيد الوطني الذي يحمل هذا العام الرقم (51)؛ أي أن نهضة هذا الوطن ـ وبمعنى آخر ـ تدخل عامها الأول بعد الخمسين من سنين الكفاح والنجاح، وأعوام العطاء والإنجازات. وبين مسيرة قائد أقام من الحجر الصوان وطنا عظيما ونهضة مجيدة "طيَّب الله ثراه" وقائد "أعزَّه الله" حمل اللواء وتعهد بالمسير وإكمال البناء، تمضي عُمان ونهضتها المباركة بخطوات متسارعة نحو المستقبل بعون الله وتوفيقه أولا، ثم بسواعد أبنائها خلف قيادة إنسانية حكيمة وثق بها الجميع.
الثامن عشر من نوفمبر يوم بات من الواجب فيه على كل عماني بارٍّ لهذا الوطن العزيز أن يتذكر مآثر وأفضال وإنجازات قائد عظيم كان له الفضل ـ بعد فضل الله عزَّ وجلَّ ـ في بناء هذا الوطن المجيد، إنه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد "طيَّب الله ثراه"، القائد الإنسان الذي رحل عنا بجسده وأبقى لنا عُمان العزة والكرامة والمجد، كما أصبح علينا وفي ذات اليوم أن نعاهد من سلمه القائد الراحل لواء إكمال المسيرة والبناء حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق "أعزَّه الله" بأن نسير خلفه بكل إخلاص وأمانة، وأن ندعو الله له بالسداد والتوفيق في خدمة هذا الوطن ومن عليه.
وفي هذه المناسبة السعيدة الغالية على قلوبنا جميعا، نستذكر بعض أقوال القائد المؤسس حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد "طيَّب الله ثراه" في مثل هذه المناسبات المجيدة، حيث أكد أن "الأعياد الوطنية للأمم تعتبر رمزا وعزة وكرامة، ووقفة تأمل وأمل للماضي والمستقبل، ماذا فعلنا؟ وماذا سنفعل؟ وليست المهرجانات والاحتفالات والأفراح سوى نقطة استراحة والتقاط الأنفاس لمواصلة رحلة البناء الشاقة والانطلاق بالبلاد نحو الهدف المنشود".
إذًا عُمان لا تتوقف لتستريح وتفرح في مثل هذه المناسبات إلا لتلتقط أنفاسها ولتستعد لمرحلة وطنية قادمة، وهو ما عهدناه طيلة الأعوام الماضية من عمر النهضة المباركة، وهو بكل تأكيد ما ستستمر عليه في ظل القيادة الحكيمة لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق "أعزَّه الله" مؤكدة على أن مثل هذه المناسبات والاحتفالات ليست إلا وقفة محارب ولحظة من لحظات التقاط الأنفاس لبداية مشوار وطني جديد طيِّب على عُمان وأهلها "بإذن الله".
ولعل الظروف التي مرَّت بها عُمان حالها حال بقية دول العالم والناتجة عن تراجع أسعار النفط، وانتشار وباء كورونا خلال الفترة الماضية، أسهمت في زيادة الصعاب والتحديات المختلفة، وجعلت من هذا الوطن وشعبه يستمر في الكفاح دون توقف واستراحة في العام المنصرم، الأمر الذي حال دون احتفال وفرح بمرور مثل هذه المناسبات الوطنية الجميلة من جهة أخرى.
على ضوء ذلك وبهذه المناسبة الغالية على نفوسنا جميعا والتي نعيش أفراحها ونتاج بذورها نقترب من تحقيق العهد والوعد الذي نتطلع إليه جميعا والذي أكد عليه عاهل البلاد المفدى "حفظه الله ورعاه" بقوله "وسوف يشهد الاقتصاد خلال الأعوام الخمسة القادمة معدلات نموٍّ تلبي تطلعاتكم جميعا أبناء الوطن العزيز" وقد تأكد بداية تحقيق هذا الوعد بعون الله عزَّ وجلَّ عبر نتائج عملية سبقت يوم التتويج وبتوجيهات سامية كريمة بتاريخ التاسع من نوفمبر المجيد منها ترقية الموظفين في القطاع المدني، وتثبيت أسعار الوقود، وإنشاء لجنة لقياس الأداء الحكومي، وبإذن الله فإن قادم الوقت من عمر النهضة المباركة سيحمل معه كل خير لعُمان وأهلها في ظل القيادة الحكيمة لعاهل البلاد، خصوصا مع تحسن أسعار النفط وتراجع قوة وتأثيرات وباء كورونا، والتي كان لها دور واضح في تحسن الاقتصاد الوطني والموازنة العامة للدولة وكذلك الأوضاع المتعلقة بالديون وتلك الخاصة بتنوع مصادر الدخل.
كل عام وعُمان الغالية وقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي بألف خير وعافية، سائلين الله عزَّ وجلَّ أن يمد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق "أيَّده الله" بالصحة والعافية والبطانة الصالحة التي تعينه على أمر دينه ودنياه، وأن يحفظ عُمان ومن عليها من شر الكائد الفاسد الحاقد الحاسد، وأن يتغمد فقيد عُمان الراحل وباني نهضتها ومؤسس أركانها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد "طيَّب الله ثراه" بالرحمة والغفران. اللهم آمين.