[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
سوف يستيقظ الناس اليوم وقد رموا وراءهم سنة قديمة حملت معها كل حمولتها فإذا بنا نكتشف أن لاشيء تغير، واذا بالعام لا جديد فيه، فما هو مسرح للأزمات ظل على حاله، ومن يقبض على النار ستظل تحترق يده، ومن يلعب بها لن يغير عادته إلا إذا اخترق هو بها.
هي سنة استكمال ما صنع من خرائط لطرق سلكت وستبقى .. عناصر كبح سرعة الأحداث غير ملائمة حتى الآن، مع أن الكلام خفت كثيرا والتهديدات لم تعد قائمة، وبعض من هاجم خلال سنوات العبث تراجع .. لم يسقط الوحي على اللاعبين كي يأتمروا به، لكنه الرسوب في إدارة اللعبة وجني السراب ..
في هذا العام، يبشرنا العراق بنزاله الذي يعيد له ماخسره على الارض .. بشائره تقول ان " داعش " لن تقوم لها قائمة هذ العام، كلما تخرج مقاتلون من ساحة التدريب تم رميهم في المعركة، الخطط موضوعة لاتحتاج سوى لترتيب اوراقها بما يتناسب مع تامين القوى الملائمة التي يراد لها ان تصل الى المليون مقاتل . فغدا الموصل، وسمعت من احدهم ان شهر مارس سيكون موعده مع تحريرها .. بلغة الواثق يتحدث قادة العراق، كأن التحرير بين أيديهم، أحدهم، أخبرني أن الأميركي عجز عن البقاء، فهل يظل هذا الارهابي الجديد في موقعه وفي سرقته للارض والهواء والماء.
اما سوريا فلم تهن خلال تاريخها، كل هذا الزنار من الإرهاب الى الجحيم .. هي بقايا عبث خارجي من مصلحته تحطيم سوريا الميدان بعدما عجز عن تحطيم الإرادة. تدمير البيوت والممتلكات وقتل النفوس البريئة وتلك المقاتلة .. الخريطة السورية ليس فيها جديد سوى أنها على احتدام مستمر، وإذا كان الروسي قد عين تاريخا للحوار نهاية الشهر الجاري، فليس أمام الدولة سوى كتابة المقدس بالنسبة اليها، وهي تعلم ان الطرف المعارض مشبوه واذا مازاد في الكلام عن " الوطنية " فقد يكون اكثر ايغالا في بيع تراب الوطن .. لو ترشح الرئيس السوري اليوم مرة أخرى لنال أكثر مما حصد في الدورة الماضية .. هنالك الكثير من الروائع التي تزيد من حجم شعبية القيادة .. الاخطاء الكبرى للقوى الارهابية دفعت دفة الميلان الشعبي نحو دولتها اكثر فاكثر.
في مصر حرارة جديدة تعيشها جماهير الناس على الأمل، ربما يهتم النظام الجديد بسياسته الخارجية، لكن الشعب المصري مازال يريد ان يأكل ويعمل كي يفكر ويحتضن دولته، فيما عينه على ليبيا التي تخيف الجميع، من مصريين وتوانسة وجزائريين ومغاربة وسوريين في الشرق .. بلد ملعون وضع في هذه المنزلة لدور مماثل نحو الخارج. بل أن جيوش الإرهاب فيه مؤسسات لها من يديرها ويرعاها، بل أن مراكز تدريب " القاعدة " وهي في أكثر من موقع محمية تماما من قبل الأطلسي.
ستظل هنالك غرف سرية تقود تلك الأزمات، وغالبية من يقود بات معروفا. فليست سوريا بمنأى عنه ولا العراق ولا ليبيا، أما اليمن فله وضعه الخاص .. وما تبقى عربيا فهو على قارعة الانتظار والرصد من بعيد لحالات الأمر الواقع التي سيظل هذا العام مسرحها وقد تزيد عليها، باستثناء ماستؤول إليه مسألة الملف النووي الإيراني الذي يتم ترتيبه قبل موعده في يونيو المقبل ، الأمر الذي يعول عليه في أن يجري تغيير كبيرا في كل الملفات الأخرى العالقة.