[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
هذا السؤال يفترض أن الإجابة عليه قد تمت خلال السنوات الماضية، وفي حدود الواقعية السياسية المعروفة، فإن التجربة قد تفتح الأبواب للسير بها أو تتسبب بوقف أي خطوة جديدة.
فإذا كانت نتائج التجربة سلبية، فالسياسة الحصيفة تمنع تكرارها أو السير بها، وإذا جاءت بنتائج أقل من ما مخطط لها فتكون مراجعة للآليات المتبعة في العمل بتلك التجربة، أما إذا كانت النتائج كارثية، فيحق للجميع طرح تساؤلهم.
من المعروف بأن أول الدول التي شاركت في غزو العراق كانت أسبانيا التي سحبت قواتها عام 2004، في حين كانت من دول العدوان على العراق الثلاث (الولايات المتحدة وبريطانيا وأسبانيا) وقد جاء سحب قواتها على خلفية الهجمات التي تعرضت لها مدريد في ذلك العام، ما دفع بالمسؤولين الأسبان لإجراء مراجعة عقلانية خلصوا في نهايتها أن إثارة الحساسيات مع قوى في العالم لن تكون له إيجابية إن لم تكن انعكاساته سلبية بالمطلق.
توالت انسحابات الدول من العراق بعد تقييم دقيق لما يجري على الأرض، وكانت جميع المؤشرات تؤكد على أن الأميركيين تورطوا ودخلوا مستنقع القتل العراقي، وأن لا مصلحة لهذه الدول للإبقاء على جنودها في أرض تحترق تحتهم.
حتى بريطانيا الشريك الرئيسي للأميركان سحبوا قواتهم من العراق ولم تبق إلا القوات الأميركية التي أرغمت الحكومة في بغداد وأعضاء البرلمان لتوقيع الاتفاقية الأمنية في الـ28 من تشرين الثاني/نوفمبر عام 2008، وهي نقطة التحول في الموقف الأميركي الذي شرعت فيه إدارة البيت الأبيض لترتيب الانسحاب ـ الهزيمة من العراق.
أواخر عام 2011 عبّر آخر الجنود الأميركيين عن فرحتهم لخروجهم سالمين بعد دخولهم الأراضي الكويتية قادمين من العراق، وفرحت مئات الآلاف من العوائل الأميركيين بعودة أبنائهم قبل تسلم جثامينهم التي وصلت قبلها الآلاف منها إلى الولايات الأميركية.
طيلة هذه السنوات لم يحصل الأميركيون والبريطانيون والأستراليون وغيرهم من الدول المشاركة في جريمة احتلال العراق على إجابة مقنعة لسؤال يقول: ما الذي ربحوه من غزو واحتلال العراق؟
بعد هذه التجارب القاسية التي عاشوها في جحيم العراق، يحاولون إعادة التجربة وإن كانت بكثير من الخوف والحذر، لكن دماء قتلاهم لم تجف بعد وهناك جثث لجنودهم لم يجدوها، على الطرف الآخر فإن بنادق أبناء العراق ما زالت محشوة، وحقد أهل العراق على هؤلاء ما زال عامرا بدواخل الناس وقد يتفجر في أي لحظة.
لم يجدوا من المحتلين الغزاة إلا القتل والدماء والدمار للعراق وأهله.