مسقط ـ العُمانية: صدر حديثًا للمكرّم الدكتور محمد بن حمد الشعيلي، الأكاديمي والباحث في التاريخ العُماني كتاب (عُمان في ذاكرة الخريطة)، الذي يقع في 240 صفحة، ويشتمل على 30 موضوعًا في تاريخ عُمان وحضارتها، مدعومة بـ(76) خريطة متنوعة عن عُمان.
وفي تصريح لوكالة الأنباء العمانية تحدث المؤلف الشعيلي عن فكرة الكتاب وأهدافه، وقال: إن فكرة الكتاب انطلقت من البرنامج التليفزيوني (بوصلة) الذي عُرض على شاشة تليفزيون سلطنة عُمان في شهر رمضان من عام 1441هـ/‏ 2020م، وقامت فكرته على استعراض مجموعة من الخرائط وربطها بالأحداث التاريخية والمعلومات الجغرافية والاجتماعية الخاصة بالسلطنة، بمعنى أنه في كل حلقة وجدتُ خريطة أو أكثر، اتخذت مدخلًا لاستعراض الكثير من الأحداث والمعلومات المتعلقة بعُمان في أطرها التاريخية والجغرافية الخاصة بالفترة الزمنية التي تدور حولها الخريطة، وهي الخرائط التي جُمع عدد كبير منها من خلال معرض (عُمان في الخرائط التاريخية والعالمية) الذي أقيم في ديسمبر من عام 2018م. ويضيف الشعيلي: بعد نهاية عرض البرنامج بدأتُ العمل على إخراج المادة العلمية الخاصة بحلقات البرنامج مع الخرائط، في صورة كتاب جاء بعنوان:
(عُمان في ذاكرة الخريطة)، حيث يوثّق المعلومات التي ذُكرت، والخرائط التي عُرضت، وذلك حتى يستفيد القارئ من المعلومات الواردة في تعزيز ثقافته عن الدور التاريخي والحضاري للسلطنة، ولكن مع توسعٍ كبيرٍ وإضافاتٍ كثيرةٍ لم يتم التطرُّق إليها في برنامج (بوصلة)، بحكم محدودية الوقت الذي كان متاحًا في ذلك في البرنامج.
وحول عنوان الكتاب، يقول الشعيلي: جاء من كون أن فكرة مواضيعه تقوم على اعتبار الخرائط منطلقًا أساسيًّا في إعداد وجمع المادة العلمية المرتبطة بكل موضوع، دون التعمق في التفاصيل الجغرافية للخرائط، بحيث تكون شارحة لذاتها، ولذلك وجدت مجموعة كبيرة من الخرائط التي تضمنها الكتاب، مما يجعله أكثر مؤلف عُماني من حيث عدد الخرائط التي توفرت فيه.
وحول مواضيع الكتاب يقول الشعيلي: إنها جاءت متنوعة لتشمل بعض الكتابات حول عُمان في العصور القديمة، مثل الحديث عن حضارة مجان وعن عُمان في خريطة بطليموس، ومن ثم الحديث عن أوضاع عُمان في العصور الإسلامية ابتداءً من قصة إسلام أهل عُمان وعلاقتها بالدولة الإسلامية في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وانتقالًا إلى دولة الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية، وانتهاءً بالدولة العباسية والقوى المرتبطة بها، كما يتطرق الكتاب إلى النشاط التجاري للعُمانيين وعلاقاتهم في هذا الجانب مع العديد من المناطق المختلفة. وفيما يتعلّق بمصادر الخرائط، فبخلاف المؤلفات التي وردت فيها، فقد وُفِّر الكثير منها من مؤسسات وطنية مختلفة، تتمثل في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، والمتحف العُماني الفرنسي، والمتحف الوطني، ومتحف قوات السُّلطان المسلحة، والهيئة الوطنية للمساحة، وكذلك بواسطة الشراء من مواقع متخصصة في بيع الخرائط في شبكة المعلومات الدولية.