مع إطلاق وزارة الثقافة والرياضة والشباب مشروع رسم خريطة الصناعات الإبداعيَّة للقطاعات المرتبطة بالفنون، فإنَّ هذه الخطوة التي تهدف لتعريف وقياس الصناعات الإبداعيَّة ستعمل على تمكين الإبداع من دوره في مسيرة التنميَة بكامل جوانبها.
فهذه الخريطة التي ستعمل على جمع البيانات حول هذه الصناعات وتحليلها وفقًا للمناهج العالميَّة؛ وذلك لحصر النشاطات التي تعود أصولها إلى الإبداع والمهارات والموهبة الفرديَّة.
ومع التبادل المعرفي وتحديد المؤشرات الإبداعيَّة المطلوبة، وتسخير التجارب الدوليَّة بما يتماشى مع طبيعة المجتمع العُماني، من المنتظر أن تخرج هذه الخريطة ببيانات تخدم مجالات السياسات الإبداعيَّة، والتعليم والمِهن الإبداعيَّة، وقوانين الملكيَّة الفكريَّة المرتبطة بالقطاع الإبداعي، والمواهب الوطنيَّة، والتكنولوجيا والابتكار في القطاع الإبداعي.
كما أنَّ هذه الخريطة ستعمل على الخروج بالأنشطة الإبداعيَّة إلى آفاق أخرى تُمكِّن هذه الأنشطة من لعب دور اقتصادي يعمل على توسيع الاقتصاد، وتوليد الوظائف من خلال استغلال الملكيَّة الفكريَّة عبر تفعيل الجانب الاقتصادي من صناعات مثل المسرح والسينما والتصوير والفنون، وكذلك أنشطة التصميمات وغيرها من الأنشطة التي تعتمد على الإبداع.
أمَّا ما يميِّز هذه الأنشطة عند تمكينها من دورها التنموي فهو شموليَّتها، وعدم اقتصارها على منطقة دون أخرى، وبالتالي فإنَّ عمل خريطة لهذه الصناعات سيعمل على تزويد مُتَّخذي القرار بمؤشِّرات تعكس المساهمة الاقتصاديَّة للقطاعات وآليَّات تنظيمها واستثمارها بما يتواكب مع التطوُّرات العالميَّة.

المحرر