ذكرنا في المقال السابق أن تجويد التعليم يجب ان يشمل كافة عناصر العملية التعليمية وهي الطالب والمعلم والمنهج وأخيرا المؤسسة التعليمية نفسها هذه العناصر ينبغي ان تتكامل مع بعضها البعض بحيث كل عنصر ينسجم مع الآخر ويدعمه، ونستكمل اليوم شرحنا حول احد العناصر المهمة في العملية التعليمية وهو المنهج التعليمي او المواد التي يدرسها الطالب بحيث ينبغي ان تبنى هذه المناهج على أسس تساعد على إثارة غرائز الإبداع والاستفسار والتحليل عند الطلاب وحثهم على الاستقلالية في اختيارهم وطرحهم للآراء والأفكار، واعتماد منهج التعلم العميق الذي يقوم على سعي المتعلم لاستخلاص المعاني من الأفكار والمفاهيم التي تتضمنها المادة التعليمية وأن يتضمن المنهج دراسة بعض الحالات العملية الواقعية من البيئة المحلية ولابد من تطبيق بعض النظريات التي يدرسها الطالب وإجراء التجارب داخل المدرسة.
ينبغي انتقاء المادة العلمية المختصرة، والمفيدة وسهلة التناول التي تتناسب مع المستوى اللغوي والفكري ومع قدرات الطلاب، ولابد ان يكون حجمها مناسب للفترة الزمنية المخصصة لها، ومناسبة لمستوى الطلاب وتتحدى القدرات الفكرية والعلمية عندهم، وتساعد على تطوير قدراتهم الخيالية والفكرية إضافة الى مساعدتهم في اكتشاف معنى الأشياء وفهم الواقع المحيط بهم، على ان لا يتعارض كل ذلك مع القيم والمبادئ الدينية والثقافية والحضارية للطلاب وينبغي تقديم المادة بشكل مشوق ومشجع للدراسة ومنطقي ومتسلسل وواضح من حيث الغرض والهدف.
من اجل تجويد التعليم أيضا ينبغي الاستمرار في التقويم البدائي والبنائي والختامي بمعنى الاستمرار في تقييم أداء الطالب ومتابعة تحصيله في كل موقف تعليمي خلال العام الدراسي على أن تجاوز الرغبة في النجاح في الاختبار وصولاً إلى الرغبة في الاستفادة مما تعلمه وتم تطبيقه بنجاح في أثناء الدراسة، ومستقبلا في الحياة العملية بعد التخرج كلها من الأمور المهمة اذا ما رغبنا فعلا في تطوير التعليم وجعله مفيدا للوطن بحيث لا يكون هدف الطالب الحصول على الشهاد فحسب بل ينبغي ان يكون تركيزه على الاستفادة مما تعلمه لكي يتمكن من تطبيقه في حياته العملية والنقد الذاتي مهم للغاية على ان يكون هذا النقد بناء ومفيدا من اجل التطوير والإصلاح.
من الأمور الهامة في مسألة تطوير التعليم كذلك هو تسخير الفكر بمختلف مستوياته لدى الطالب، بداية من الحفظ والفهم، ومروراً بالتطبيق، ثم التحليل فالتركيب، وانتهاءً بالتقويم وإصدار الأحكام بمعنى آخر لابد من الاستفادة من المواهب والقدرات الكامنة لدى الطلبة منذ نعومة أظفارهم وصقلها وإخراج تلك المواهب الى ارض الواقع، فدون التدرب وصقل المواهب على مختلف مستويات التفكير لن يحصل الإبداع والابتكار ولن يتحقق الإنجاز المطلوب ، ولا يمكن أن تنمو قدرة الطالب على تطبيق ما تعلمه في مقاعد الدراسة على أرض الواقع، وبالتالي لن يكون هناك تطوير مستمر للواقع والذي عادة يتغير حسب الظروف وتغيير الأحداث وحديثنا ما زال مستمرا.
نلقاكم في المقال القادم بإذن المولى.

سالم العبدلي
تابعونا على صفحتنا في الفيس بك
https://www.facebook.com/salim.alabdali.39