بدأت امس اعمال المؤتمر الدولي حول سوريا / جنيف 2/ في مدينة /مونترو / بحضور طرفي النزاع وبمشاركة حوالي اربعين دولة ومنظمة برعاية الامم المتحدة. وقد دعا وزير الخارجية السوري وليد المعلم القوى الاجنبية إلى الكف عن مساندة الارهاب ورفع العقوبات المفروضة على دمشق، مؤكداً أن "ما يجري في سوريا إرهاب قادم من الخارج تحت مسمى الثورة". واعتبر المعلم، أن أي حديث عن رحيل الأسد يحرف بيان جنيف عن مساره، مشيرا إلى أن ما سيتم الاتفاق عليه في "جنيف2" سيخضع للاستفتاء الشعبي، و قال المعلم ، إنه "جئنا إلى جنيف للحيلولة دون انهيار منطقة الشرق الأوسط بأكملها.. وهناك دول تجلس في القاعة ملطخة بدماء السوريين. وأضاف المعلم تحت مسمى "الثورة السورية العظيمة" يقتل المدنيون شيوخا ونساء وأطفالا.. تفجر الشوارع والمؤسسات دون أن يسأل ضحايا هذه الانفجارات عن توجههم السياسي والعقائدي والفكري.. تحرق الكتب والمكتبات .. تنبش القبور تسرق الاثار... تحت مسمى "الثورة".. يقتل الأطفال في مدارسهم والشباب في جامعاتهم. وظهرت على الفور أدلة على وجود خلافات كبيرة مع اصرار وزير الخارجية الأميركي جون كيري على ضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد في حين حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من تدخل قوى خارجية في الشؤون السورية. وكرر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف موقف موسكو بضرورة عدم تدخل "لاعبين خارجيين" في شؤون سوريا الداخلية إلا أنه قال أيضا إن إيران التي لا تشارك في مؤتمر جنيف 2 يجب أن تكون جزءا من الحوار الدولي. ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى وقف اطلاق النار على الفور في سوريا وفتح الممرات الانسانية لتوصيل المساعدات للمدنيين. وقال في كلمته أمام المؤتمر "هذا موقف مروع قائم.. يقتل فيه الاف الابرياء من النساء والاطفال والرجال. طالبنا من بداية هذا المؤتمر بتطبيق وقف واحد لاطلاق النار أو أكثر وفتح الممرات الانسانية وتوصيل الأدوية."
وأضاف أن الحكومة السورية "تتحمل مسؤولية كبيرة عن هذا الموقف وأيضا عن صعود الارهاب الإجرامي الذي تقول إنها تحاربه لكنها في واقع الأمر متحالفة معه." ودعا وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إلى انسحاب كل القوات الأجنبية من سوريا بما في ذلك حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني مضيفا أنه لا يمكن أن يكون للأسد دور في المرحلة الانتقالية في سوريا. من جهته أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني ، عن عدم تفاؤله بنجاح مؤتمر جنيف 2 في مواجهة الإرهاب. لافتاً إلي أن إيران تسعى إلى عودة السلام والاستقرار إلى المنطقة، ووضع حد للحرب الدائرة في سوريا ومواجهة الإرهاب. وأضاف روحاني، قبل توجه إلى سويسرا للمشاركة في مؤتمر دافوس وفقاً لصحيفة الحياة اللندنية: "إذا كان مؤتمر جنيف يحقق هذه الأهداف، أو المساعدة في تحقيق هذه الأهداف، فإن النجاح سيكون حليفه، لكننا نلمس إشارات غير مشجعة بنجاح المؤتمر في مواجهة ظاهرة الإرهاب". وأوضح أن "بعض الأطراف التي دعمت الإرهاب تشارك في المؤتمر، ونحن لسنا متفائلين بنجاح جنيف 2 في تعزيز الاستقرار، لأن هناك دولا مشاركة سعت إلى "تحقيق عدم الاستقرار في سوريا". وقال: "سوف نكون مسرورين إذا استطاع الموتمر من تحقيق الحرية والديمقراطية، والاستقرار للشعب السوري". من جهته قال وزير الخارجية البريطانية وليام هيج، إنه يجب أن يؤدي مؤتمر "جنيف2" إلى حل سياسي للأزمة السورية، داعياً لوضع جدول زمني يحدد مستقبل سوريا لتكون حرة وديمقراطية". وأشار هيج وفي كلمة له خلال مؤتمر جنيف2 إلى ان "مؤتمر جنيف 2، إذا فشل، فإن مئات آلاف السوريين سيدفعون الثمن"، داعياً إلى:" دخول المفاوضات ومعرفة ان مصير سوريا على المحك ، وعليهم تحمل المسؤولية". وشدد على "وجوب وضع جدول زمني يحدد مستقبل سوريا لتكون حرة وديمقراطية، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين"، معتبراً ان "الرئيس السوري بشار الأسد دمّر شرعيته". كما رأى هيج ان "النزاع السوري لم يبدأ مع الإرهاب بل مع أشخاص عاديين كانوا يدعون إلى الديمقراطية، ولكنهم ووجهوا بالعنف"، داعياً إلى "المحاسبة على جرائم العنف التي ارتكبت في الأزمة والتي صدرت تقارير حقوقية بشأنها"، قائلاً: "يجب ان يؤدي جنيف 2 إلى حل سياسي".وقد شهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمات للامين العام للامم المتحدة بان كي مون والمبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي وممثلي منظمات المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية ولممثلي ايطاليا والمانيا وتركيا وغيرها من الدول المشاركة في المؤتمر.