كتب ـ عبدالله الجرداني:
احتفلت اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم مساء أمس الأول بمرور (40 عاماً) على إنشائها، وذلك تحت رعاية معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم رئيسة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم وبحضور أصحاب السعادة وكلاء وزارة التربية والتعليم وأصحاب السعادة أمناء عموم اللجان الوطنية بمنطقة الخليج العربي بجانب العاملين باللجنة الوطنية العمانية وعدد كبير من المدعوين.
وقد أعربت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم رئيسة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم في تصريح لها عن إعتزازها وفخرها وهي تشهد إحتفالية اللجنة بمرور 40 عاما على إنشائها بقولها: ونحن نحتفل بمرور 40 عاما على إنشاء اللجنة الوطنية العمانية نشعر بالفخر والإعتزاز على كل ما قدم من قبل اللجنة من أجل تعزيز مكانة السلطنة على الساحة الدولية وتنسيق عملها مع المنظمات الإقليمية والدولية وكذلك إبراز إنجازات السلطنة سواء في قطاع الثقافة أو العلوم أو التربية والقطاعات الأخرى،كما وتعكس اللجنة الوطنية الرؤية الحكيمة لصاحب الجلالة المعظم - حفظه الله ورعاه - في التواصل مع العالم وفي تعزيز مكانة السلطنة بما لديها من مقومات ثقافية وعلمية وتاريخية ،واليوم ونحن نرى جيلاً من الشباب ممن انتسبوا للجنة نشجعهم على تقديم مرئياتهم و مقترحاتهم لتطوير العمل في اللجنة الوطنية ،ومن جهتنا سنقدم لهم كل الدعم لمواصلة العمل في هذه اللجنة.
وحول جهود اللجنة أشارت الشيبانية الى ان اللجنة اجتهدت في تسجيل التراث المادي وغير المادي في القوائم العالمية فقد تم تسجيل مواقع للتراث في منظمة اليونسكو، بجانب تسجيل بعض الفنون العمانية العمانية الأصيلة كذلك،والجهود مستمرة من خلال اللجان والوزارات المعنية في قطاع الثقافة في تسجيل المزيد من الموروثات في قوائم التراث العالمي ، ومن جهة أخرى لدينا فئة من الشباب قاموا بتطوير الموقع الخاص باللجنة الوطنية وربط هذا الموقع بمواقع التواصل الإجتماعي ليعطي المزيد من الإنتشار لجهود اللجنة الوطنية العمانية ومزيد من التوعية بأهمية المحافظة على التراث من خلال هذا الموقع.
وعن إنسانية الرسالة التي تقدمها اللجنة وتعايش الفرد العماني مع الآخر قالت معاليها: بلا شك نستنير بالرؤية الحكيمة لصاحب الجلالة المعظم - حفظه الله ورعاه - في هذه الرسالة العظيمة ، كما أن البرامج المتعددة التي تقوم بها اللجنة تركز بشكل كبير على التسامح و تقبل الاخر ونشر الثقافة العمانية والإعتزاز بالهوية العمانية ، ولدى اللجنة مبادرات عديدة في هذا الجانب من خلال المدارس المنتسبة لليونسكو ومن خلال التوأمة مع بعض المدارس ومبادرة تواصل الثقافات وهي مبادرة عالمية انطلقت من السلطنة وهي تستقطب شباب من أوروبا وشباب من الدول العربية للإلتقاء على أرض السلطنة وتبادل الحوار من أجل التسامح وتقبل الآخر.
تضمن برنامج الحفل على كلمة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم ألقاها محمد بن سليم اليعقوبي أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة تحدث من خلالها عن تاريخ إنشاء اللجنة قائلا :لقد أنشئت اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بموجب المرسوم السلطاني رقم: ( 5/74) بتاريخ السادس عشر من شهر سبتمبر من عام 1974م، والتي جاء إنشاؤها ترجمةً للرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه - بأهمية دعم التواصل مع المنظمات المعنية بالتربية والثقافة والعلوم تحقيقاً لرسالتها النبيلة في التقريب بين الشعوب ونشر القيم والمثل العليا والمبادئ التي تعمل على إبرازها من خلال هذه المجالات، ورغبة في الاستفادة مما تطرحه هذه المنظمات من برامج ومشاريع لتحقيق متطلبات التنمية المستدامة للوطن في إطار التوجهات العالمية وبما يتناسب مع عادات وتقاليد المجتمع العماني،وقد حظيت العلاقة بين السلطنة وهذه المنظمات بدعم ورعاية كريمتين من لدن جلالته - حفظه الله ورعاه - وإن أبرز مثال على هذا الدعم المبادرة الكريمة من لدن جلالته بإنشاء جائزة السلطان قابوس لحماية البيئة في عام 1989م، والتي جعلها تحت تصرف منظمة اليونسكو لتمنح كل عامين لشخص أو هيئة أو مؤسسة أو مجموعة أشخاص لهم إنجاز بارز في صون البيئة وحماية المحيط الحيوي والحفاظ على التراث الطبيعي للإنسانية ولعل الكتاب الذي سيتم تدشينه هذا اليوم بمناسبة مرور 40 عاما على إنشاء اللجنة الوطنية يحمل في طياته العديد من الأمثلة على جوانب الدعم والرعاية التي حظيت بها هذه العلاقة.
وحول برامج اللجنة أشار اليعقوبي الى انه مما شك فيه أن البرامج والأنشطة المتعلقة بالتربية والثقافة والعلوم والاتصال والمعلومات وما يرتبط بها من موضوعات نالت المساحة الأكبر من أنشطة اللجنة وبرامجها الوطنية ومشاركاتها الخارجية؛ بالإضافة إلى الإسهام في بناء القدرات الوطنية في مختلف المجالات،ففي مجال التربية ؛ فإن للجنة الوطنية شرف المشاركة والإسهام في دفع العملية التعليمية، والتنسيق مع المنظمات العالمية لتحقيق كل ما يخدم التعليم بأنواعه المدرسي والعالي والتقني، وتجويده وربطه بسوق العمل ، بالإضافة إلى الجهود المبذولة في مجال التربية على حقوق الإنسان،هذا فضلاً عن رعاية شبكة المدارس العمانية المنتسبة لليونسكو من خلال دعم الأنشطة الطلابية والشبابية داخل المدارس وخارجها، وتبني المشاريع التي تعمل اليونسكو على تنفيذها كمشاريع التوأمة مع مدارس منتسبة لليونسكو من بلدان أخرى، وكذلك تنفيذ الملتقيات الشبابية داخل السلطنة وخارجها، مما يتيح لأبنائنا الطلبة والطالبات الفرصة لتبادل الخبرات والمعارف مع أقرانهم من بلدان العالم المختلفة، والتعرف على ثقافاتهم، ومن مناشط اللجنة فيما يتعلق بقطاع الثقافة وما يرتبط بها من موضوعات كثقافة الحوار والتفاعل الثقافي مع الآخر، والحفاظ على التراث العماني، وهنا لا يفوتني الإشارة إلى الأدوار التي قامت بها اللجنة الوطنية في تسهيل تسجيل مواقع التراث الثقافي والطبيعي للسلطنة على لائحة التراث العالمي، وإدراج عدد من رموز ومفردات التراث الثقافي غير المادي على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية فضلاً عن السعي الدؤوب لتسجيل وثائق عمانية نادرة ومهمة على سجل ذاكرة العالم ومن الأدوار الفاعلة التي قامت بها اللجنة الوطنية فيما يتعلق بالعلوم وما يندرج تحتها من قضايا معاصرة وموضوعات إستراتيجية باتت موضع اهتمام الأسرة الدولية إقامة العديد من حلقات العمل والفعاليات التي تسلط الضوء على القضايا التي هي مدار اهتمام المنظمات العالمية كقضايا الحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي وأخلاقيات البيولوجيا، والحد من مخاطر الكوارث، وشح المياه والتصحر والتلوث بالإضافة إلى التنسيق مع المؤسسات العلمية بشأن كراسي اليونسكو العلمية، والمشاريع البحثية المختلفة،وفيما يتعلق بقضايا الاتصال والمعلومات وما يتفرع عنها من موضوعات تتعلق بوسائل الإعلام فإن للجنة الوطنية جهوداً مهمةً في ترسيخ الوعي المعلوماتي، والعمل على نشر أخلاقيات التعامل مع وسائل التكنولوجيا المختلفة، بالإضافة إلى تحقيق ما يصبو إليه العالم من إدخال تكنولوجيا الاتصال في التعليم وربطه بحياة المتعلمين، واعتماد مصادر التعلم المفتوحة؛ وصولاً إلى الجودة المنشودة في التعليم.
* مبادرات
واختتم محمد اليعقوبي أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة كلمته بقوله: إن اللجنة الوطنية بحكم اختصاصاتها كجهة اتصال مع المنظمات المعنية بالتربية والثقافة والعلوم، لم يقتصر عملها على ما تقدمه هذه المنظمات من دعم وأفكار وبرامج ومشاريع فحسب بل تعدى ذلك لتكون لها مبادراتها الخاصة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي من خلال إصداراتها المتنوعة ومساهماتها النوعية في دعم الحوار والتواصل مع ثقافات العالم المختلفة من خلال مبادرة تواصل الثقافات والملتقى الطلابي للشباب بالإضافة إلى استضافة نخبة من المفكرين والمثقفين والعلماء من دول مختلفة للتعريف بحضاراتهم وثقافات بلدانهم، كما يبرز دور اللجنة في سعيها الجاد لحصول السلطنة على عضويات ومناصب في العديد من المجالس واللجان المتخصصة التابعة لهذه المنظمات بل وترؤسها لبعض هذه اللجان.
* الموقع الإلكتروني
عقب ذلك تم عرض فيلم مصور عن التراث العماني المسجل على لائحة التراث العالمي لليونسكو ،ثم قامت راعية الحفل بتدشين الموقع الإلكتروني الخاص باللجنة الوطنية، والذي تم تصميمه باستخدام أحدث لغات البرمجة ،ويحتوي الموقع على نبذة عن اللجنة من حيث نشأتها واختصاصاتها وأهم المراسيم السلطانية التي تحدد اختصاصاتها ومهامها، واللجان التخصصية المنبثقة عنها ،ويتيح الموقع خاصية التفاعل مع الزوار، ويحتوي على محرك بحث متقدم، ويساهم الموقع في تطوير العمل من حيث تسهيل الإجراءات المتعلقة بتبادل المعلومات والتواصل مع اللجان الوطنية العربية والمؤسسات الحكومية داخل السلطنة، ويعد الموقع بمثابة مرآة عاكسة لما يدور داخل الأمانة العامة والمنظمات الدولية التي تتعامل معها من مناشط وفعاليات كما يسهم الموقع في التعريف بالمواقع التراثية العمانية المسجلة في لائحة التراث العالمي.
* كتاب 40 عاماً
تلا ذلك تدشين معالي وزيرة التربية والتعليم لكتاب "أربعين عاما على إنشاء اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم" ويأتي اصدار هذا الكتاب في إطار حرص اللجنة على توثيق برامجها وإنجازاتها والفعاليات التي نظمتها أو شاركت في تنظيمها منذ إنشائها، كما هدف إلى تسليط الضوء على المنظمات الثلاث (اليونسكو، الإيسيسكو، الألكسو) من خلال التعريف بكل منظمة، ويأتي الكتاب في خمسة فصول،الأول بعنوان: (اللجنة الوطنية، النشأة والتطور)، أما الفصل الثاني جاء بعنوان:(اللجنة الوطنية والمنظمات)، فيما جاء الفصل الثالث بعنوان:(من إنجازاتنا)، والفصل الرابع حمل عنوان:(برامج دعم الشباب)، أما الفصل الخامس والأخير جاء بعنوان:(الجهود الإعلامية للجنة الوطنية).
وفي ختام الحفل قامت معالي وزيرة التربية والتعليم بتكريم مكتب اليونسكو الإقليمي بالدوحة وأصحاب السعادة الأمناء العامين للجان الوطنية بمنطقة الخليج العربي والمؤسسات الإعلامية المتعاونة وبعض المؤسسات والأفراد الذين كان لهم دور في دعم أنشطة اللجنة الوطنية بجانب العاملين الحاليين والمتقاعدين بالأمانة العامة للجنة الوطنية العمانية.