* إلى صديقي سميح القاسم ..لماذا تحثّ الخُطى نحو قبرك ؟ما زلتَ في ريعان البراكين..أقْصِرْ !فإن الذي قد تجرّأ، في رامةَ اللهِ ،لم يتجرّأ ، زماناً، عليكْ !فكيف إذا غبتَ.. آتي سعيداًوأمشي سريعاً إلى ساعديكْ ؟وكيف سأُنهي النقاشَ الأخيرَوكلُّ الشعوب التي هتكوهاأراها تُغنّي على شفتيكْ ،ونارُ الحريق المخيف المُدوّييحاول ماءً جرى في يديكْ ؟***وماذا سأقرأ قبل السلامِعلى سيّدِ الحَرْفِ والعائلة ؟وماذا أقصُّ على إخوتي..ما رأيتُ !ولمّا تُعبِّرُ لي رؤيتي الذاهلة ..لقد تركوا لي متاعَ الكلامِوراحوا جميعاً إلى الحافلة !وهذا الذي جاء يبكي عليكَتزوّج سِرّاً من القاتِلة ،يقولُ؛ لعكّا حملتُ الورودَوقبَّلتُ أسوارَها الماثلة !نعم !قَبّلَ السُورَ فيكَ يهوذا ..وباع النبيََ إلى القافلة .***وكيف تلوم رحيليَ ! أقْصِرْفقد وصلت أحرُفي الزّاجِلة ،وأتمَمْتُ ما بَلَّغَ الوحيُ فعلاًوفَرْضَاً تكاملَ بالنافِلة ..وموتي مجازٌ وعمري اعتزازٌوما ارتجفت أضلعي الناحلة***أطلتُ البقاءَ .. وكان لهمأن يُسكِتوا الطفل في القاطرةوأن يذبحوا نوستراداموسَ حيّاًويرموا بأعظُمهِ الناخرةوأن يفرموا برتقالي الحزينَبسكِّينةِ المذبحِ الفاجِرةوأن يخلعوا الأرضَ من جذرهاويلقوا بيافا إلى الهاجرة ..ولكنَّهم خسروا ما أرادواوظلَّت لنا القدسُ والناصرةوغزةُ تصعدُ حدَّ البلوغِإلى كشْفِ سِدْرَتِها الساحرة !وما احتشد القلبُ يوماً وناءَوثارت مراجِلهُ الساخرةإلى أن رأيتُ الخرابَ العميمَببغدادَ والشامِ والساهرةوكيف شظايا الركامِ الدمارِهي الآنَ صورتُنا الخاسرة***غداً تلتقي صُحبةَ الشِّعر فيبرزخ الرّحلةِ السابلة ؛معينَ ودرويشَ والناصريَّوأيامَ غرْفَتِكَ الآهِلة ..ويكفيك أنّكَ لم تتحوَلولم تتبدّل ..وأبقيتَ في بيتك الرّاحلة .***وما قتلوكَ وما صلبوكَوتبقى المواليد والقابلة ..***وماذا يخبّئ سقراطُ في الكأس؟خمراً تعتّقَ أم بعضَ زيتٍأم السّمَّ للجُرعةِ العاجلة ؟سنكسرُ بلّورَ نابِ الهلاكِونُعلي بِصحَّةِ شِّعركَ راحاًتحرِّقُ رَشْفَ فَمِ النادِلة .***تواضعتَ حتى أتتكَ الطيورُوحطّت طويلاً على كتفيكْ .بسيطاً تجيءُ مع البسطاءونعلُ التشاوُفِ في قدميكْ .وتبكي كطفلٍ أضاعَ الجهاتِإذا نَهْنَه الطفلُ في مسمعيكْ .ونجلسُ في حضرة الليل جَمْعاًفتحنو الأبوّةُ في راحتيكْ.وتحكي فتمطر غاباتُ حيفادماً يستفيقُ على وجنتيكْ.وتضحك فيكَ رعودُ الربيعفيصحو الصباحُ .. ويأتي إليكويصحو الصباحُويأتي إليكْ ..المتوكل طهشاعر فلسطيني مقيم في القدس