[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
نخاف أن نصرخ جميعا ذات يوم كتلك النائب في البرلمان العراقي فيان دخيل عن الطائفة اليزيدية في العراق. حتى ان لطف الطبيعة قدم خدمة لصاعدي الجبال من اليزيديين، لكنهم ملاحقون اينما كانوا، وليس لهم الا خيال جامح يخلصهم من محنتهم مع " داعش" الارهابية.
صرخة فيان في البرلمان العراقي تذكرنا بالكثير من الصراخ الذي تكاثر حوالينا وفينا خلال السنوات الاخيرة. بل تذكرنا بتلك المرأة التي صرخت "وامعتصماه " فصارت تاريخا مشيرا الى طلب النجدة في لحظة مصير ..
وياله من مصير، فكل العرب في أتونه، تلك هي الايام الفارقة التي يتحول فيها سيف " داعش " الى رقاب الرجال، ثم تسبى النساء، ويموت الاطفال هلعا او عطشا وجوعا .. هي حكايات من القرن الحادي والعشرين وليس من القرون الوسطى او تلك التي نسميها في قواميسنا سنوات التراجع العربي.
محنة عظيمة تمر بها الأمة، ويكذب علينا صانع " داعش " الاميركي بانه سيعمل على توجيه ضربات له. ماذا تفعل الضربات مع مشروع مشغول بعناية من اجل اهداف تآمرية تخص منطقة بأسرها ولا تخص اقلية او شعبا بعينه. وماذا ستفعل الضربات المحدودة، والمؤامرة في أوج نشاطها وناجحة حتى الساعة، و " داعش " تطحش من مكان الى مكان، حاملة معها سيفها الذي ينقط دما من كثرة ما استعملته، ولسوف يظل شاهرا في وجه العالم الاسلامي الى ان تستفيق الأمة حتى من قبورها من اجل المنازلة الكبرى.
بتنا لانعرف اين المراجع واصواتهم، كأنهم خرسوا امام المد الفضيحة .. فلا الأزهر يعلن النفير، ولا النجف، ولا حتى العلماء المسلمين. هل قصة هؤلاء الصامتين ان المسألة تحيد عنهم فبالتالي ليس لها اثر في حياتهم، فيما العالم الاسلامي برمته مهدد، وكل علامات الوعيد التي يطلقها التنظيم الارهابي، بل ممارسته في كل مكان وصل اليه، وما نفذه من قتل بالجملة، وذبح ان هو رفق، واعدام، وسبي، وبقر بطون، وبيع اطفال .. صورة لايمكن لأي عاقل مسلم الا واطلق الصرخة الكبرى كما فعلت النائب فيان اليزيدية، وكما نخاف ان نفعلها ذات يوم بات قريبا ان انقذونا.
يسخر الاميركي بصورة الرئيس اوباما الذي اتخذ قرارا بتوجيه ضربات الى " داعش " .. اذا كان الأمر جديا، فعلى العالم ان يشن حملة هائلة لاتبقي ولا تذر .. تفتت ذلك التنظيم الارهابي الخطير، تعيده الى رحمه الذي انطلق منه، تحمي تاريخ الانسانية من عملية الاضطهاد الجديد الذي لا اعرف لماذا السكوت عنه سوى انه تمهيد لمؤامرة اوسع يشترك فيها كثر من اسرائيل الى تركيا الى ... بقية العرب، برعاية اميركية.
في كل يوم يمر على العالم العربي ،،، هنالك خطر متزايد، هنالك أزمة مصير انساني، هنالك معضلة تستحق المعالجة باسرع وقت قبل ان تقع الواقعة ويترحم العالم علينا. هؤلاء المفترسون القادمون من رمال الصحراء، يحملون الحقد الدفين على كل ماهو ظاهر في حياة المسلمين .. بل ان هدفهم الوحيد هو قتل المسلمين باشكال مختلفة، كأنهم جاؤوا من ذلك الغبار لاحياء مواسم الموت .. اليس احد قادتهم من قال انه سيقتل نصف المسلمين كي يفكر بغير المسلمين ، لكنه بدأ بالمسيحيين ثم عاجل باليزيدية، وبين هذا وذاك يتم شطب عالم اسلامي، مرة بالجملة ومرة بالمفرق.