الإمام ناصر بن مرشد اليعربي الرستاقي النزويرصد – سالم بن عبدالله السالمي:بعدما عاشت عُمان في ظل الحكم النبهاني ترزح تحت وطأة التناحر والخصام بين آل نبهان الذين تقاسموا الحكم كل منهم يحكم شطرا من القطر العماني ولم يكن فيهم من وازع يجمع شملهم وما عاد للحق نصير ولا للعدل غفير، أراد الله أن يجمع الشتات ويبدل بالتفرق وحدة، فهيأ الأسباب فوجد ولي الألباب قواما لعزته وأنصارا لدعوته فعاد التمزق إلى الالتحام والتباعد إلى وئام وأظهر دولة العدل والإحسان، قائمة على الحق والإيمان وأذنت تلكم بالأفول والإحلال بعدما شق بينها عصا الاختلاف والجدال، فجرد بعضها على بعض صارم الحرب والقتال فكان مالها الزوال فقام داعي الحق والدين ناصر دعوة رب العالمين أبن مرشد إمام المسلمين فعقدت له الإمامة سنة أربعة وعشرين والف للهجرة وحضر العقد من العلماء الجم الغفير ومن علماء نزوى كل حبر بصير منهم العلامتان مسعود الرمضان بن راشد النبهاني النزوي وصالح بن سعيد الزاملي العقري النزوي حتى روى أن جملة الحاضرين من اهل العلم من مختلف المناطق العمانية أربعون عالما أو أكثر وكان ذلك بالرستاق ثم انتقل منهم إلى نزوى وجعل منها نقطة انطلاق جيوشه لإخضاع المناطق العمانية بالقوة والنضال تارة والتي احسن في الجدال أخرى فانقادت له الرقاب العاتية وجلا من عمان الأعداء الغازية وأخذت نزوى مكانها الذي فقدته بعد الإمام الصلت بن مالك وكان قيض الله بهذا الإمام قادة منذ الحنكة والرأي الصائب إعلام المرضيين مسعود بن رمضان وصالح بن سعيد الزاملي وعبدالله بن محمد الكندي واضرابهم وأهتم بتوحيد الصفوف الوطنية وإزال مخلفات الماضي من أحقاد وأحن وقضى على كل الزعامات والفتن ثم كرس جهوده في القضاء على المستعمرين الغزاة وفجلا البرتقاليين من مسقط وصحار وتعقبهم في كل قرية ودار حتى لم يقر لهم قرار ثم اتبعهم إلى الصير والمناطق الشمالية إلى دبا وصور وقريات وجعلان والسواحل الجنوبية فشردهم تشيردا ولم ينجي منهم سواء من له في العمر المديد ولما رأوا تقهقرهم ولات من حيلة لصدع الصف العماني مدوا العهود وأخذ منهم المواثيق أن يكفوا شرهم , فأعطوه كل ما طلبه منهم فأمنت الحدود وزاد بناء حصن نـزوى فوق البناء الذي أقامه الإمام الصلت بن مالك الخروصي وقد تغنت بهذا الإمام الأيام فطابت لليالي والأعوام.