كل إنجاز ميداني يحققه الجيش العربي السوري في مواجهته ضد الإرهاب الكوني والعابر للحدود الموجه ضد سوريا، هو إنجاز لا يحسب لهذه الجيش العربي الباسل والصامد فحسب، وإنما يوجه من خلاله ضربة قاتلة للمخطط التآمري الذي يستهدف سوريا ويراد عبره إسقاطها وتمزيقها، وكل شبر يطهره الجيش العربي السوري من رجس الإرهاب هو انكسار جديد لحلقات التآمر، وتحطيم لمعنويات التنظيمات الإرهابية التكفيرية والمرتزقة التي جلبت من أصقاع العالم عبر عناوين كبيرة وكاذبة من قبيل "الثوار" و"المعارضة"، وهو رسالة وطنية للمغرر بهم من السوريين، وجروا وراء المال المشبوه، راضين مرتضين بيع وطنهم والمشاركة في تدميره، متناسين أن لا وطن لمن يبيع وطنه، ولا عهد لمن يخون وطنه. ولعل ما يتلقاه المهجر السوري والمشرد عنوة ورغمًا عنه أو حتى ترك وطنه السوري باختياره مفضلًا ذلك على المشاركة مع جيشه في الدفاع عن سوريا، من إهانات ومعاناة وهوان وانعدام للحياة الكريمة، وانعدام لمظاهر الأمن والأمان والطمأنينة وحرمان مما يلبي حاجاته الأساسية والضرورية، سواء في مخيمات الشتات أو في غيرها، يؤكد حقيقة أن العزة والكرامة والكبرياء والأمن والأمان والطمأنينة ومظاهر العيش الكريم لا تتحقق في الغربة والمنافي الاختيارية، وإنما تتحقق في ظل الوطن وكنفه. والأمر الآخر الذي يتناساه من أقدم على بيع وطنه السوري مقابل وريقات خضراء مشبوهة، سواء في الميدان أو في السياسة إنما هو يضحي بحياته وكل مظاهر الأخلاق الكريمة من أجل أعداء وطنه سوريا، فكم سوري غرر به أو ركب موجات الدعاية الغربية الصهيونية الكاذبة شارك مع تنظيمات الإرهاب والتكفير جنبًا إلى جنب لتدمير بلاده سوريا خدمة للعدو الصهيوني؛ لكونه المستفيد الأول ومخطط التآمر ضد سوريا ينفذ من أجله ومن أجل تحقيق مشروعه التلمودي في المنطقة، ومع ذلك ضحى بحياته وأرضه وذويه وتنازل عن قيمه ومبادئه ليخدم أعداء الأمة بأسرها.
ومع كل ذلك، يواصل الجيش العربي السوري تحطيم رؤوس الإرهاب والتكفير، وكسر شوكة رموز التآمر على الأرض السورية وصولًا إلى إعلان النصر الكامل والمؤزر، فهو لا يزال مستمرًّا في مراكمة الإنجازات الميدانية، وينتقل من إنجاز إلى آخر، فعلى محور جنوب غرب دمشق ـ القنيطرة حقق الجيش العربي السوري إنجازًا استراتيجيًّا جديدًا وذلك باستعادته السيطرة الكاملة على التلول الحمر الاستراتيجية الواقعة شرق حضر في ريف القنيطرة جنوب سوريا. وبهذا الإنجاز ينجح الجيش العربي السوري في إغلاق واحد من أعقد ملفات المواجهة مع الإرهاب على امتداد الجغرافيا السورية تمثل بتنظيف الغوطة الغربية بريف دمشق الجنوبي الغربي من المجموعات الإرهابية. وبالإنجاز نفسه تتبدد أحلام كيان الاحتلال الإسرائيلي التي رسمها، ويسقط ما رسمه من خطوط حمر في القنيطرة وفي الجولان السوري، حيث بواسل الجيش العربي السوري باتوا وجهًا لوجه مع العدو الإسرائيلي الذي سقط على رأسه سقف ما أسماه "مناطق عازلة" حاول إرساء قواعدها بقيادة تنظيمات الإرهاب والتكفير والارتزاق. في حين على الجانب الآخر تتجه بوصلة عملية تطهير الأرض السورية من رجس الإرهاب والتكفير نحو مدينة إدلب التي تعد الخزان الإرهابي بعموده الفقري المسمى "تنظيم جبهة النصرة" الإرهابي. وما من شك أن تطهير إدلب واستعادتها سيمثل تحولًا كبيرًا في القبض بكامل التراب السوري وإعلان النصر الكامل المؤزر، وهذا ما سيكون أحد إنجازات هذا العام الجديد بحول الله.