دمشق ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
أحكم الجيش السوري سيطرته على مدينة حلب الصناعية محرزا تقدما استراتيجيا في إطار ملاحقته للمسلحين فيما حذر لبنان من حدوث فتنة سببها أزمة اللاجئين في الوقت الذي وقع فيه أكثر من مئة إمام خطابا يحث البريطانيين المسلمين على عدم الذهاب للقتال في العراق أو سوريا.
وأعادت وحدات من الجيش الأمن والاستقرار إلى مدينة حلب الصناعية بالكامل، فيما واصلت وحدات من الجيش ملاحقتها للارهابيين ودمرت العديد من أوكارهم خلال سلسلة عمليات نفذتها فى الغوطة الشرقية وقرى وبلدات في ريف دمشق أسفرت عن إيقاع قتلى ومصابين بين صفوفهم بعضهم مما يسمى لواء شهداء دوما وكتائب شباب الهدى.
من جانبه حذر وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل من "فتنة سورية لبنانية" في حال عدم ايجاد حل لمشكلة اللاجئين السوريين، مشيرا إلى أن الوضع حاليا في البلد الصغير يشبه نقل كل سكان رومانيا إلى فرنسا، أو ربع سكان العراق الى السعودية.
وكان باسيل يتحدث في مؤتمر صحافي خصصه لمشكلة اللاجئين السوريين الذين سيناهز عدد المسجلين منهم لدى الأمم المتحدة بحلول نهاية 2014، مليونا ونصف المليون، أي أكثر من ثلث عدد سكان لبنان الأربعة ملايين، بحسب أرقام للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وقال باسيل إن وضع اللاجئين السوريين الحالي هو "كأن كل سكان رومانيا البالغ عددهم 19 مليونا انتقلوا إلى بلد مثل انجلترا أو فرنسا البالغ عدد السكان فيهما 63 مليونا و67 مليونا".
وأضاف "إذا اخترنا مقارنة أخرى، كأن كل سكان ليبيا انتقلوا إلى السودان، أو ربع سكان العراق انتقلوا الى المملكة العربية السعودية".
وأوضح باسيل أن الكثافة السكانية في لبنان الذي يستضيف النسبة الأكبر من اللاجئين السوريين في المنطقة، هي أصلا الأكثر ارتفاعا بين دول الجوار، اذ تشكل 370 شخصا في الكلم المربع، بينما هي 98 في تركيا، و62 في الاردن، و83 في العراق.
وأضاف "اذا زدنا على الكيلومتر المربع 150 او 160 سوريا، نصير في حدود 520 شخصا في لبنان. ان عدد السوريين يتجاوز نسبة 35 في المئة من السكان في لبنان- لأن هناك ايضا اعدادا من السوريين غير مسجلين - بينما في تركيا يبلغ 1,2 في المئة، وفي العراق 1,4 في المئة، وفي الاردن 18,5 في المئة".
وقال باسيل الذي يدعو الى تقليص عدد اللاجئين السوريين في لبنان، معتبرا أن لا جدوى من تقديم مساعدات مالية أو عينية لهم، لأن ذلك "يشجعهم على البقاء"، إن احصاءات وزارة التربية تشير إلى أن "عدد الطلاب السوريين في المرحلتين الابتدائية والتكميلية (في القطاع العام) يبلغ 88 الفا في دوامي الصباح وبعد الظهر، بينما عدد الطلاب اللبنانيين ومن جنسيات اخرى هو 85 الفا، أي أن عدد السوريين اكبر".
في القطاع الطبي، اشار الى ان احد اكبر مستشفيات بيروت سجل في شهر مايو "ولادة ثمانين سوريا مقابل أربعين لبنانيا".
وتحدث الوزير اللبناني عن العبء الاستهلاكي الذي يشكله اللاجئون على البلد الصغير المحدود الموارد والذي يشهد تباطؤا اقتصاديا منذ بدء الازمة في سوريا المجاورة قبل ثلاث سنوات.
وقال ان "لبنان كان يدفع شهريا لسوريا ثمن استجرار الطاقة بين 30 و35 مليون دولار. في المقابل، يعطي مجانا النازحين السوريين الموجودين على ارضه ما قيمته 100 مليون دولار شهريا من الكهرباء".
واضاف "اننا نعتبر ان الامور وصلت الى حد الانفجار، وهذا تعبير من مسؤولين امنيين"، مضيفا "اذا تواصلت الامور في هذا الاتجاه، ستؤدي الى فتنة بين اللبنانيين والسوريين"، مشيرا الى ان "المجتمع الدولي اخفق اخفاقا كاملا في تحمل مسؤولياته" في قضية اللاجئين.
وطالب باسيل بتطبيق قرارات مجلس الوزراء التي اتخذت في مايو بهدف ضبط تدفق السوريين الى لبنان.
وقرر مجلس الوزراء اللبناني عدم قبول دخول سوريين الى لبناني بصفة نازحين، اذا كان هؤلاء يتحدرون من منطقة جغرافية بعيدة عن الحدود اللبنانية، او اذا كان الوضع الأمني في منطقتهم هادئا. كما قرر نزع بطاقة النزوح من كل سوري يتنقل ذهابا وايابا بين لبنان وسوريا، اذ يعني ذلك ان حياته غير مهددة. وقرر العمل على انشاء مخيمات للسوريين غير القادرين على العودة الى بلدهم بسبب تدمير منازلهم او لأسباب سياسية، على ان تكون هذه المخيمات في اراض سورية، او في المناطق العازلة بين لبنان وسوريا ضمن الأراضي اللبنانية.
من ناحية أخرى وقع أكثر من مئة إمام خطابا يحث البريطانيين المسلمين على عدم الذهاب للقتال في العراق أو سوريا.
وجاء في الخطاب المفتوح الذي نشر أمس "نحث الجاليات البريطانية المسلمة على الاستمرار في بذل الجهود الكريمة التي لا تكل لدعم كل المتضررين من الأزمة في سوريا والأحداث في العراق ولكن من داخل المملكة المتحدة وبطريقة آمنة ومسؤولة."
ويقدر عدد البريطانيين المسلمين الذين حملوا السلاح في سوريا بنحو 500 شخص.
وتقول أجهزة أمنية إن تدفق غربيين مسلمين على سوريا يمثل تهديدا للغرب عندما يعود المقاتلون المتشددون إلى بلادهم بعد القتال في المنطقة.