الجزائر ـ العمانية:
احتضنت المكتبة الوطنية الجزائرية أعمال الملتقى الدولي "ذاكرة الأفلام.. المحافظة على التراث السينماتوغرافي" الذي جاء في سياق التعاون بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في مجال حماية الأفلام التي أنتجتها السينما الجزائرية خلال مسيرتها. وخلال افتتاح الملتقى الذي استمر ليومين، دعا عبد المجيد شيخي، المدير العام للأرشيف الوطني، إلى ضرورة تضافر جهود كلّ المؤسسات، وبخاصة متحف السينما الجزائرية والمركز الوطني للسينما والسمعي البصري، لإعداد استراتيجية موحّدة لحماية أرشيف السينما الذي يشهد "واقعًا كارثيًا".من جهته أكد "فريديريك مير"، رئيس الاتحاد الدولي للأرشيف السينماتوغرافي، على أهمية العمل الذي تقوم به متاحف السينما في الحفاظ على الذاكرة السينماتوغرافية، وهو ما أكده أيضًا الأمين الإقليمي للاتحاد الإفريقي للسينمائيين. وعبّر المخرج والمنتج المصري أحمد عاطف عن أسفه لكون بلده "فقدَ زهاء ثلثي تراثه السينماتوغرافي بسبب غياب متحف للسينما المصرية"، وأضاف أنّ الظروف السيّئة التي تُخزّن فيها مئات الأفلام وكذا الحرائق، "حرمت مصر من جزء معتبر من ذاكرتها السينمائية".وذكّر جون رورك، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي، بإنجازات برنامج هذه الهيئة في دعم التراث الثقافي الجزائري من خلال تخصيص دورات تدريبية في مجال الحفاظ على الأرشيف السمعي البصري والتصويري وإعادة الاعتبار له. وكانت الجزائر قد أبرمت اتفاقية تعاون مع الاتحاد الأوروبي تمتدُّ على مدى خمس سنوات، يتمُّ بموجبها تنظيم دورات تدريبية لحماية التراث السينماتوغرافي، إضافة إلى رقمنة أكثر من 13 فيلمًا سينمائيًا كلاسيكيًا، وقد أسفرت هذه العملية عن إنقاذ بعض الأفلام التي أوشكت على التلف، وسيتمكن الجمهور خلال شهرَي أكتوبر الجاري ونوفمبر المقبل، من مشاهدة عدد من هذه الأفلام، على غرار "تحيا يا ديدو" للمخرج محمد زينات، و"دورية نحو الشرق" للمخرج عمار العسكري، واللذين اُنتجا سنة 1971، فضلًا عن العديد من الأفلام الأخرى التي غطّت أكثر من 50 عامًا من عمر السينما الجزائرية.