صنعاء ـ من حمود منصر والوكالات:
قالت مصادر عسكرية بمحافظة عمران:"ان قوات الجيش هاجمت عددا من المناطق التي يتواجد فيها جماعة الحوثي . ودارت اشتباكات صباح أمس في المدخل الجنوبي لمدينة عمران حيث قام الحوثيون بمهاجمة نقطة تابعة لشرطة النجدة دون ذكر سقوط قتلى أو جرحى من الطرفين. وقال مصدر عسكري في اللواء 310 مدرع:"بأن الجيش مستند بالمدافع يتصدى لهجمات جماعة الحوثي التي تشنها بين الحين والآخر وفي أماكن متفرقة من عمران. وأوضحت مصادر محلية بأن جماعة الحوثي قامت بتطويق عدد من المناطق المتاخمة لمدينة عمران بالإضافة الى حشد كبير ونصب للمدفعية في عدد من المواقع الهامة حيث يستخدم الحوثيون الأسلحة الثقيلة في هجماتهم على مواقع الجيش في المرتفعات الغربية والجنوبية الغربية للمدينة,وكذلك في مواجهاتهم مع مسلحين قبليين داعمين للجيش في جبال الجنات وجبل المحشاش. من جهته قال مستشار الرئيس اليمني الدكتور فارس السقاف إن الرئيس عبد ربه منصور بصدد الإعلان عن لجنة رئاسية جديدة لوقف المعارك بين الجيش وجماعة الحوثيين في محافظة عمران ، شمال اليمن، بعد فشل اللجنة السابقة ووصولها إلى طريق مسدود. وذكر امس الأحد ، أن "اللجنة تضم في عضويتها قيادات عسكرية وأمنية رفيعة ، إضافة إلى مندوب من مكتب الأمم المتحدة باليمن ، للوصول إلى حل حاسم تجاه الأوضاع في عمران". وأشار السقاف إلى أن ما يجري في عمران هو محاولة "من قبل الحوثيين للسيطرة على مواقع عسكرية تتبع وزارة الدفاع وتمثل السيادة اليمنية"،مؤكدا أن الرئيس هادي "أوصل رسالة واضحة ودقيقة قبل أيام إلى الحوثيين ،وأكد لهم أن المبررات التي يسوقونها في حربهم على الجيش بعمران غير مقبولة". واتهم السقاف الحوثيين بتنفيذ "مخطط للسيطرة على مداخل العاصمة صنعاء ومحاصرتها من أجل الحصول على مكاسب سياسية". وقال السقاف إن "ما قام به الحوثيون ، بعد رسالة الرئيس إليهم ، من تصعيد في عمران ، هو رد فعل غير واع ، وإن السيطرة على عمران تمثل انتحارا سياسيا لهم" ، مشيرا إلى أن المواجهات الحاصلة في عمران هي "هروب من الاستحقاقات التي خرج بها مؤتمر الحوار ، والتي تتضمن نزع السلاح الثقيل من الجماعات المسلحة ، وتكوين الحوثيين لحزب سياسي". وحذر مستشار الرئيس هادي من "اعتبار الحوثيين جماعة معرقلة للمرحلة الانتقالية إذا استمروا في استخدام العنف ،خاصة مع وصول المبعوث الأممي جمال بنعمر إلى صنعاء ، إضافة إلى زيارة مرتقبة للجنة العقوبات التي شكلها مجلس الأمن ، التي سترفع تقريرها خلال الاجتماع المقبل لمجلس الأمن"،متابعا :"مثلما ننكر عنف تنظيم القاعدة الإرهابي ، فإننا أيضا ننكر عنف الحوثيين". من جهته وصف الزعيم القبلي البارز الشيخ صغير بن عزيز الوضع الإنساني في محافظة عمران شمال اليمن جراء المواجهات الجارية بين الحوثيين وقوات اللواء 310 مدرع من جهة، وبين الحوثيين ومسلحي حزب "الإصلاح" من جهة ثانية،
بـ "الكارثة". وقال بن عزيز امس الاحد إن "تلك المواجهات منذ اندلاعها قبل ثلاثة أسابيع شردت نحو مئة ألف شخص من قراهم ومنازلهم وخصوصاً من مدينة عمران والمناطق المجاورة لها، وهو وضع صعب بحاجة إلى تدخل سريع من الحكومة اليمنية والمنظمات الإنسانية". في غضون ذلك، كشف مصدر قبلي في محافظة صعدة لـ "السياسة" عن أن 65 حوثياً من بينهم ستة من القادة الميدانيين دفنوا الجمعة في منطقة مران معقل الحوثيين، حيث قتلوا خلال ثلاثة أيام في مواجهات مع اللواء 310 مدرع في مناطق الجميمة وسحب والجنات، كما قتل أربعة حوثيين
في منطقة قهال في قصف للجيش.من جهته تفقد رئيس الاستخبارات العسكرية اليمنية محمد غالب حيدره امس الاحد الاوضاع في محافظة عمران شمال اليمن وسط تزايد حدة الاشتباكات في المحافظة بين اللواء 310 والمسلحين التابعين لانصار الله الحوثيين. وقال محمد نبهان ضابط أمن المنظمات في محافظة عمران لوكالة الانباء الالمانية ( د. ب. أ) إن طائرة عسكرية تحمل رئيس الاستخبارات العسكرية محمد غالب حيدره، وقائد المنطقة السادسة محمد المقدشي هبطت صباح امس على معسكرات عمران لتتفقد الوضع هناك. وأضاف نبهان إنه على الرغم من ذلك لا تزال أصوات المدافع منتشرة في مدينة عمران و الاشتباكات تسير على قدم وساق بين اللواء 310 والمسلحين التابعين لانصار الله الحوثيين. ولم يتم حصر المتضررين حتى الان من تلك الاشتباكات الدائرة في عمران خلال اليومين الماضيين. وقال مدير امن عمران العميد محمد صالح طريق لـ (د.ب.أ) إن الاشتباكات الدائرة تحتاج الى تدخل فوري وسريع من قبل رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، مشيراً إلى أن المعارك في عمران تزداد يوماً بعد آخر. ولفت طريق إلى أن المليشيات الحوثية انتشرت في عدة مناطق في عمران ، موضحاً أن من يحاول تدمير عمران هي الأحزاب السياسية ، وقال :"الوضع الذي تعيشه عمران واضح للدولة ولكن لا توجد ارادة قوية لإيقاف ما يجري هناك". من جهته قال الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادى:"أن الأمور تمضي وفقا للبرنامج المرسوم وأن اللجنة الدستورية في طريقها إلى إنجاز دستور اليمن الاتحادية وفقا لمخرجات الحوار والذي سيكون بموجبه عهدا جديدا ونظام حكم جديد يرتكز على العدالة والحرية والمساواة في إطار الدولة المدنية الحديثة وتوسيع المسئولية والسلطة والثروة على مستوى الأقاليم والمركز. جاء ذلك خلال لقائه مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن جمال بنعمر،حيث جرى خلال اللقاء مناقشة الأوضاع والتطورات والمستجدات الراهنة في إطار مسيرة التغيير السلمي في ضوء المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة والقرارات الأممية ذات الصلة. وتطرق الرئيس إلى موضوع الحملة العسكرية ضد قوى الإرهاب والشر من تنظيم القاعدة الإرهابي والنتائج المحققة في هذا الجانب. كما جرى مناقشة عدد من القضايا والموضوعات المتصلة ببرنامج استكمال المرحلة الانتقالية. وأكد جمال بنعمر الأمم المتحدة بالعمل على إنجاح المرحلة الانتقالية في اليمن بصورة كاملة وفقا لمخرجات الحوار الوطني الشامل والعمل مع اليمن حتى تحقيق النجاحات المنشودة وخروج اليمن من دوامة الأزمات إلى آفاق الأمن والاستقرار ورحاب التطور الازدهار.