[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/nawafabohyga.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]نواف أبو الهيجاء[/author]
قام جون كيري وزير الخارجية الأميركي بزيارته العاشرة للمنطقة وإلى فلسطين المحتلة تحديدا لدفع ما يقال عنها إنها عملية سلام بالمفاوضات الجارية منذ نحو خمسة أشهر بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني برعاية الإدارة الأميركية وبشخص جون كيري ـ المتحدث الوحيد باسم المفاوضات.
ماذا كان في جعبة كيري هذه المرة؟ سبق الزيارة بتصريح أعلن فيه أن الإدارة الأميركية مستعدة لإطلاق سراح الجاسوس الصهيوني جوناثان بولارد ـ بعد أن أعلن بنيامين نتنياهو أنه على استعداد لإبرام اتفاقية مع الطرف الفلسطيني إن أطلقت الولايات المتحدة سراح الجاسوس بولارد. في الوقت عينه تقوم سلطة الاحتلال بإطلاق سراح الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين القدامى وعددهم ستة وعشرون. لكن ذلك لا يعني توقف الاحتلال عن بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية عموما وفي القدس خصوصا، حيث أعلن عن العزم على إنفاذ بناء 1200 وحدة جديدة. فعند الصهاينة كل شيء بثمن وبحساب ويجب أن يكونوا هم الرابحين على طول الخط، خاصة في ظل الموازين المختلة لصالحهم في العملية التفاوضية. وعليه ماذا في الجعبة بعد أن أعلن الطرف الفلسطيني أنه يرى أن نتنياهو يقوض المفاوضات، وأن السلطة الفلسطينية في الوقت عينه متمسكة بالعملية التفاوضية حتى لا يقال إنها هي الطرف الذي أفشلها.
كيري جاء لدفع العملية وتقديم الوعود للطرفين مبتعدا ربما عن الوعيد. فالوزير الأميركي يقود العملية انطلاقا من سياسة أميركية تقول بأن عام 2014 هو عام التسويات الكبرى والصفقات الكبرى في المنطقة: الملف النووي الإيراني. جنيف 2 السوري ـ والمفاوضات الفلسطينية الصهيونية. وما أعلن حتى الآن أن هناك مشروعا أميركيا دفع بكيري إلى زيارة عمَّان والرياض. هل يتحقق ما تراه الإدارة الأميركية من تسوية للقضية الفلسطينية تستند أساسا إلى تثبيت أمن الكيان الصهيوني وإنهاء هواجس المحتلين الأمنية؟ ما تسرب حتى اليوم قليل لكن المعلومات تشير إلى أن المفاوضات سوف تستمر ربما إلى نهاية عام 2014 حتى تخلص إلى نتيجة قد لا تلبي مطالب الطرفين الفلسطيني والصهيوني، ولكنها يمكن أن تؤدي إلى إبرام اتفاقية جديدة على غرار اتفاقية أوسلو تكون متممة لها وتبحث في القضايا المؤجلة من أوسلو بالذات (الحدود ـ القدس ـ اللاجئين ـ المياه ـ والمعابر ـ التعاون الأمني بين الطرفين والتعاون مع أطراف عربية أخرى في مشاريع يفيد منها الأطراف كلهم). مشروع كيري (اتفاق إطار) يراد له أن يكون مرحلة تؤدي إلى ما يقال إنه حل نهائي. ولكن حديث كيري عنه تجاوز الثوابت الوطنية الفلسطينية مثل حق العودة والحدود على الأقل حدود الرابع من يونيو. بيد أنه زعم أن المشروع يحقق التوازن بين مطالب الطرفين. لكن أيا من هذا الذي الخوض فيه تفاوضيا لا يلبي مطالب وحقوق الشعب الفلسطيني الذي رفض اتفاقية أوسلو التي فيها تنازل الطرف الفلسطيني عن الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1948. وعلى الوزير الأميركي أن يدرك أن أي اتفاقية يمكن إبرامها اليوم لن يكتب لها النجاح ولا الدوام ما دامت لا تلبي حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف ـ العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ما قد يتفق عليه وقتي ولن يكتب له النجاح إلا أن استوفى الشروط التي تقوم على الحق والعدالة وإنهاء الظلم التاريخي الذي وقع على شعب فلسطين يوم أقيمت على أرضه (إسرائيل) بالضد من حركة ومسار التاريخ.