كتبت ـ جميلة الجهورية :تبحث كثير من النساء والفتيات على شواطئنا الممتدة والهادئة عن مساحة من الخصوصية التي تمكنها من ممارسة انشطتها الصحية والرياضية والترفيهية، وتحظى فيها بلحظات من الراحة والاستمتاع على رمال البحر وبعيدا عن الاختلاط والمضايقات .وتطالب كغيرها من النساء في كثير من دول العالم بهذه المساحة من الحرية والخصوصية، فكثير منهن تطمح مثلا بممارسة الالعاب البحرية والرياضات الشاطئية، وتمارسالسباحة في البحر دون ترقب أي نظرات أو تحرج، ودون مضايقات، وازعاج .وما أكثر شواطئنا الجميلة وإن زاحمتها المشاريع، وانتشرت عليها الدراجات والمركبات، واصبحت محاضن لفرق الشباب لممارسة كرة القدم، إلا ان هناك مساحات يمكن ان تستثمر وتحظى فيها المرأة بشيء من الخصوصية،وكذلك الأسرة التي هي الآخرى تضيع عليها كثير من فرص الاستمتاع على شواطيء محافظة مسقط في ظل العشوائية والممارسات المزعجة على الشواطئ التي تجعلها غير آمنة .والواقع ان تجربة "شواطئ خاصة للنساء" وآمنة بدأتها كثير من الدول الآوروبية وعدد من الدول العربية والخليجية،ونجحت فيها لملامستها إحتياجات كثير من النساء، عندما طرحتها بمجموعة من الأفكار التي ترضي فيها طموحات المجتمع، ولا تؤثر على الاعراف الاجتماعية والعادات والتقاليد والقيم الدينية.حيث لجأت بعض الدول لتخصيص شواطئ في اطراف الخطوط المتدة للبحر، بل وتسويرها، واخضاعها للرقابة والتظيم، وادارتها بطاقم نسائي،وقامت بعضها بتحديد ايام معينة للنساء، واخرى للعائلات،بهدف إتاحة الفرصة للاستفادة من هذه الشواطيء لأكثر من فئة،عبر تنظيمها بشكل يتناغم مع احتياجات المجتمع المعاصر.ولذلك فالمتتبع لتجربة شواطيء خاصة للنساء،يجدها استثمار مضمون، وظاهرة جديدة في صناعة السياحة البحرية وصناعة الترفيه.وعندما نتحدث عن الفرص التي يمكن ان توفر للمرأة، تأتي هذه في مقدمة احتياجاتها الصحية والنفسية والاجتماعية في ظل غياب مثل هذه المتنفسات، التي انوفرتها بعض الأندية والمنتجعات، فهي حكرا على فئة دون فئة، فالعامة من الناس بشكلعام لا يستطيعون ارتياد مثل هذه الأماكن لارتفاع فاتورتها ومحدودية الخدمات.ولعل الفكرة ترقى إلى تنظيم اخلاقيات السباحة وممارسة الرياضات على شواطئنا و تساهم في فرض نوع من الاحترام لخصوصيتنا الاجتماعية والدينية من قبل السواح والزائرين، بشكل يتناغم مع الحريات، ويتناغم مع الفرص المتاحة من الجانب الآخر.