واشنطن ـ العُمانية: افتتحت غرفة تجارة وصناعة عُمان المكتب التجاري العُماني في الولايات المتحدة الأميركية في حفل أقيم بمركز السُّلطان قابوس الثقافي بالعاصمة الأميركية واشنطن، تحت رعاية سعادة طلال بن سليمان الرحبي سفير سلطنة عُمان لدى الولايات المتحدة الأميركية.
ويهدف المكتب التجاري العُماني في الولايات المتحدة الأميركية إلى دعم الصادرات العُمانية إلى السوق الأميركي، وتعزيز استيراد السلع الأمريكية عالية الجودة، وجذب الاستثمارات الأميركية إلى سلطنة عُمان، وتمكين الشركات العُمانية من التوسع في الأسواق الأميركية وتعزيز الشراكات التجارية. كما يقوم المكتب بدور محوري في تنسيق الوفود التجارية، وتنظيم لقاءات الأعمال، وتقديم النصح والاستشارات في شأن الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأميركية، وتوفير تقارير اقتصادية تُسهم في دعم اتخاذ القرارات في مجال التصدير للمنتجات العمانية ودعم الاستثمارات المتبادلة.
ووضح سعادةُ طلال بن سليمان الرحبي سفير سلطنة عُمان لدى الولايات المتحدة الأميركية أن المكتب يعد محطة جديدة في مسار العلاقات التجارية التي تجمع سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأميركية، حيث تستند هذه العلاقات إلى إرث تاريخي جسد قوة العلاقات والتعاون التجاري الذي يعود إلى ما يقرب من مئتي عام. وأشار إلى أن هذا الافتتاح يأتي في سياق الجهود المستمرة التي تبذلها سلطنة عُمان لتعزيز حضورها الاقتصادي على الساحة الدولية من خلال الدبلوماسية الاقتصادية، وتوسيع شبكة علاقاتها التجارية والاستثمارية حول العالم. وقال إن تدشين هذا المكتب التجاري يُعدّ أحد المخرجات البارزة للحوار الاستراتيجي بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأميركية، ويسهم في تعزيز وتوسيع التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين في إطار تعزيز وتنمية العلاقات التجارية المشتركة، مضيفا أن هذا المكتب ليس مجرد تمثيل تجاري يسهم في تسهيل ممارسة الأعمال للشركات العُمانية في السوق الأميركي وحسب، بل أيضاً منصة فاعلة للتواصل المباشر بين مجتمع الأعمال في البلدين وهو أيضا بوابة لفتح آفاق أوسع من التعاون والتبادل التجاري، خصوصاً في القطاعات الحيوية مثل الصناعة والتكنولوجيا والطاقة النظيفة، آملا أن يسهم المكتب في بناء شراكات استراتيجية طويلة الأمد، وتعزيز حضور المنتجات والخدمات العُمانية في السوق الأميركية. بدورها وضحت سعادةُ آنا إسكروهيما سفيرة الولايات المتحدة الأميركية المعينة لدى سلطنة عُمان أن افتتاح المكتب التجاري العُماني في الولايات المتحدة الأميركية يمثل تأكيدًا على عمق العلاقات الاقتصادية المتنامية بين البلدين الصديقين، ويُجسّد التزامًا مشتركًا بتوسيع آفاق التعاون التجاري والاستثماري، مضيفة أن هذه الخطوة هي جسرًا اقتصاديًّا جديدًا يربط بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأميركية، ويتيح للشركات من الجانبين فرصًا حقيقية لتحقيق المنافع المتبادلة.
وقالت سعادتُها إن هذا المكتب أداة مهمة لدعم الشركات الأميركية في الوصول إلى السوق العُماني، واستكشاف فرص التصدير والتوريد، بما يسهم في تنشيط التبادل التجاري بين البلدين، آملة أن تسهم هذه المبادرة في تعزيز التواصل المباشر، وتبادل الخبرات، وفتح قنوات استثمارية مبتكرة تدعم النمو الاقتصادي للطرفين، وتعزز تنافسية القطاع الخاص في كلا البلدين.
من جانبها وضحت سعادة ابتسام بنت أحمد الفروجية وكيلة وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار لترويج الاستثمار أن افتتاح المكتب التجاري العُماني في الولايات المتحدة الأميركية يأتي ضمن التوجهات الاستراتيجية لسلطنة عُمان لتعزيز تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة وزيادة نسبة إسهامها في الاقتصاد الوطني. وأشارت سعادتُها إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى إتاحة فرص أوسع أمام الشركات الأميركية للدخول إلى السوق العُماني والاستفادة من بيئة الأعمال التنافسية التي تقدمها سلطنة عُمان، مؤكدة على أن إنشاء المكتب يأتي ضمن خطة توسع لمكاتب التمثيل الخارجي لسلطنة عُمان في عدد من الأسواق المستهدفة، لتعزيز حضور سلطنة عُمان على الساحة الدولية وتكثيف جهود الترويج الاستثماري والتجاري. وبينت أن السوق الأميركي يُعدّ أحد أهم الأسواق التجارية لسلطنة عُمان، خاصة في ظلّ اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين البلدين، والتي تفتح المجال أمام مزيد من التسهيلات التجارية والفرص الاستثمارية النوعية، وسيسهم هذا المكتب في رفع فاعلية الوصول إلى البيانات والفرص التجارية، متطلعة أن يسهم هذا التمثيل الخارجي في تمكين الشركات العُمانية من الدخول في سلاسل القيمة العالمية، وتعزيز التكامل الاقتصادي مع شركاء عالميين في مختلف القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية.
من ناحيته قال سعادة فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان أن افتتاح المكتب التجاري العُماني في الولايات المتحدة الأميركية يعد خطوة استراتيجية مهمة في مسيرة تمكين القطاع الخاص العُماني وتعزيز حضوره في الأسواق العالمية، ويأتي انسجامًا مع سعي غرفة تجارة وصناعة عُمان نحو توسيع آفاق التبادل التجاري والاستثماري، وفتح قنوات مباشرة للتواصل مع كبرى الاقتصادات العالمية. وأضاف سعادتُه أنه من المؤمل أن يسهم المكتب في دعم الصادرات العُمانية، واستقطاب الاستثمارات النوعية، وتوفير منصة فاعلة لتعزيز التبادل التجاري بين مجتمع الأعمال في البلدين وتسهيل تبادل المعلومات حول الإجراءات التنظيمية لدخول المنتجات العُمانية في السوق الأميركي مما ينعكس إيجابا على نمو القطاع الخاص العُماني وزيادة إسهامه في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
وذكر سعادتُه أن المكتب يعد بيت خبرة يسهم في مواجهة التحديات وتقديم حلول عملية تخدم استدامة أعمال الشركات العُمانية ونظيراتها الأميركية، إلى جانب كونه بوصلة نحو إيجاد شراكات دولية واعدة، بما يسهم في تعزيز التعاون المشترك بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأميركية، ويدعم طموحات أصحاب وصاحبات الأعمال، ويواكب مستهدفات رؤية «عُمان 2040» في تحقيق التنويع الاقتصادي.
من ناحيته قال سعود بن أحمد النهاري عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان أن افتتاح المكتب التجاري العُماني في الولايات المتحدة الأميركية يأتي في إطار الجهود التي تبذلها غرفة تجارة وصناعة عُمان لدعم تطلعات الشركات العُمانية نحو التوسع الخارجي، لا سيما في السوق الأميركي الذي يُعد من أكبر وأهم الأسواق العالمية، كما يوفر المكتب أدوات عملية للتعامل مع التحديات التي تواجه الصادرات العُمانية بالتنسيق مع الجهات المختصة، إلى جانب تقديم حلول مبنية على فهم ميداني وواقعي لطبيعة السوق الأمريكي واحتياجاته.
وأضاف أنه من خلال هذا المكتب نسعى إلى تعزيز الربط بين الشركات العُمانية ونظيراتها الأميركية، وتنظيم فعاليات اقتصادية مشتركة، وتوفير تقارير وتحليلات دقيقة تساعد أصحاب وصاحبات الأعمال في اتخاذ قرارات استراتيجية مبنية على بيانات موثوقة بما يسهم في بناء شراكات نوعية في مختلف المجالات التجارية.
كما بين زكريا بن عبدالله السعدي الرئيس التنفيذي لغرفة تجارة وصناعة عُمان أن مشروع المكتب التجاري العُماني في الولايات المتحدة الأميركية يأتي ترجمة عملية لجهود الإدارة التنفيذية في غرفة تجارة وصناعة عُمان لتنفيذ التوجهات الاستراتيجية الرامية إلى خدمة القطاع الخاص عبر توسيع قاعدة التنويع الاقتصادي وتحسين بيئة الأعمال. ولفت إلى أن المكتب يمثل خطوة نوعية نحو توفير بنية مؤسسية خارجية داعمة، تسهم في تعزيز جاهزية الشركات العُمانية للتوسع في الأسواق العالمية، ورفع جودة الصادرات، وتعزيز قدرتها على التنافس في بيئات اقتصادية متغيرة. أما إيمي هان مدير المكتب التجاري العُماني في الولايات المتحدة الأميركية بينت أن المكتب التجاري العُماني في الولايات المتحدة يقدم خدمات مخصصة ودعمًا استراتيجيًّا للمستثمرين والمصدّرين من كلا الجانبين، ويعمل على بناء روابط تجارية فعّالة تسهم في نمو الأعمال الثنائية وتسهيل دخول الأسواق عبر تنظيم فعاليات اقتصادية متخصصة، وتقديم استشارات احترافية، والترويج للمنتجات العُمانية التي تتوافق مع معايير واحتياجات السوق الأميركية.
وأشارت إلى أن المنصة الرقمية للمكتب ستكون مركزًا معلوماتيًّا متكاملًا يقدّم رؤى تحليلية وبيانات موثوقة وموارد نوعية موجهة لقطاعات الأعمال المختلفة، لتسهم في دعم اتخاذ القرار لدى الشركات والمستثمرين، وتوفير بيئة تواصل تفاعلية تدعم تطلعات النمو والتوسع، مضيفة أن المكتب سيعمل على تفعيل برنامجين استراتيجيين، الأول هو برنامج مساعدة الشركات، الذي يركّز على تقديم حلول واستشارات تجارية متخصصة، والثاني هو برنامج مسرّع الأعمال، وهو برنامج تخصصي يستهدف فئات محددة من أصحاب الأعمال على مراحل متعددة خلال العامين المقبلين.
ويُعد افتتاح المكتب التجاري العُماني في الولايات المتحدة الأميركية خطوة نوعية لتوفير أدوات عملية تُمكّن القطاع الخاص العُماني من التوسع في الأسواق الدولية، خاصة السوق الأميركي الذي يُعد من أكبر الأسواق وأكثرها تنافسية على مستوى العالم، فالمكتب لا يقتصر دوره على تعزيز الصادرات أو جذب الاستثمارات فحسب، بل يمثل منصة استراتيجية تُعزز الحضور العُماني في المحافل الاقتصادية العالمية، وتفتح آفاقاً جديدة للشركات التجارية العُمانية الأميركية.
كما يُسهم المكتب في تسهيل حركة التجارة البينية وتوفير المعلومات والبيانات الاقتصادية التي تُساعد على اتخاذ قرارات مدروسة، إلى جانب دوره في التنسيق مع الجهات المعنية لمعالجة التحديات التي قد تواجه المصدرين والمستثمرين العُمانيين، سواء من حيث المتطلبات الفنية أو الإجراءات التنظيمية في إطار توجه الغرفة نحو توسيع قاعدة التنويع الاقتصادي بما ينسجم مع توجهات رؤية «عُمان 2040»، الهادفة إلى تمكين قطاع خاص قادر على قيادة اقتصاد تنافسي ومندمج مع الاقتصاد العالمي، قائم على الابتكار، وتعزيز الكفاءة التنافسية، واستثمار الفرص الواعدة في الأسواق الخارجية.
حضر افتتاح المكتب عدد من المسؤولين وممثلي القطاعين العام والخاص من الجانبين العُماني والأميركي.