[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/suodalharthy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]سعود بن علي الحارثي[/author]
” .. هي بصورتها الحالية في إخراجها وتجليدها الفاخر وما تحتويه من لوحات وشروحات وصور وبيانات ومؤثرات وما تعرضت له من موضوعات وقطاعات دقيقة وتفصيلية تعبر عن جهود كبيرة وعن عمل شاق وانجازات مقدرة تستحق الاشادة والاعتزاز والاحترام, وتعد بحق إضافة فعلية للمكتبة العمانية.”
ـــــــــــــــــــ
كنت واحداً من المتابعين لإنطلاقة وإعداد وطباعة وإخراج مشروع الموسوعة العمانية وحتى لحظة عرضها في معرض مسقط للكتاب، وعلى إطلاع بما تتطلبه هذا المشروع الحيوي والهام من جهد ووقت وبحث واستطلاع وجمع للبيانات في مختلف المجالات والحقول والتخصصات, وتصميم وتصوير وإخراج للوحات والشروحات والرسومات التفصيلية, وكنت من أوائل من تشرف باتناء نسخة منها, وسارع إلى تقليب صفحاتها وبحث عن الكثير من أعلامها وما تضمنته من معلومات واسعة عن عمان تاريخا وتراثا وشخصيات وتطورات في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية ... وكنت في غاية السعادة أن وجد مشروع بهذا الحجم وبهذا المستوى والجهد طريقه إلى النور. منبع هذا الاهتمام والمتابعة المرافقة للمشروع والرغبة في استطلاع ما خرجت به الموسوعة في شكلها ومضمونها بنيت على الأسباب التالية; بصفته, أي المشروع يفتح المجال واسعاً في تسهيل ودعم عمل الباحثين والمختصين والدارسين ويضعهم أمام كم واسع من المعلومات والبيانات والسير والأعمال العمانية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والزراعية والاجتماعية ومكونات البيئة وأنماط الشخصية ... وغير ذلك الكثير, وسوف يمهد الطرق للعديد من الأعمال والمشاريع الكتابية التي ستعني بالشأن الوطني ومنجزاته وطبيعته ومحطاته وسماته تحليلاً وتشخيصاً وبحثا دقيقا ورؤية معمقة , ثانياً: لأن ولدي محمدا كان واحداً ممن ساهموا في العمل بهذه الموسوعة منذ مراحلها الأولى وحتى عرضها في معرض مسقط للكتاب, وكنت متابعاً من خلاله لمختلف مراحل عملها وهو ما أضاف من رصيد اهتمامي بها.
ثالثا: كذلك بحكم اهتمامي ومتابعتي وسعادتي البالغة لمختلف المشاريع والأعمال والإصدارات التي من شأنها دعم الثقافة العامة, وتقديم وتعظيم المنجز الوطني, والموسوعة العمانية لا شك بأنها تحقق غايات وأهداف التوسع المعرفي وتعزز أبنيته وتأخذ به إلى مراحل متقدمة نحو التطور وتحقيق الغايات الكبيرة والنبيلة, فهي (( تحقق أهدافاً عديدةً ومهمة من بينها: بناء المعرفة وتأكيد ديمومتها وتطورها، وحفظ الذاكرة الوطنية وتعزيز الهوية الثقافية وترسيخ جذورها وإبراز التعددية الاجتماعية وتوجيه طاقتها ومقدراتها نحو مستقبل أفضل وعالم أرحب)). وهي بصورتها الحالية في إخراجها وتجليدها الفاخر وما تحتويه من لوحات وشروحات وصور وبيانات ومؤثرات وما تعرضت له من موضوعات وقطاعات دقيقة وتفصيلية تعبر عن جهود كبيرة وعن عمل شاق وانجازات مقدرة يستحق الاشادة والاعتزاز والاحترام, وتعد بحق إضافة فعلية للمكتبة العمانية. ولكن ما يؤخذ على الموسوعة ووفقا لقراءات أولية, تجاهلها لبعض الشخصيات السياسية والعلمية المؤثرة في التاريخ العماني, وفي رسم وتحديد وجهته ومسيرته والتي ارتبطت بمراحل زمنية معروفة, ولها مكانتها ووجودها الكثيف في عدد من الكتب التاريخية والدراسات التي أعدت حديثا, والوثائق والأرشيفات العالمية خاصة تلك التي ارتبطت بالشأن العماني السياسي والتاريخي ومنها الوثائق البريطانية، وهو تجاهل متعمد بدليل ان بعض تلك الشخصيات تم رصدها والكتابة عنها وتقديمها ووضعها في المسودات الأولى، ولأن بعضها شخصيات معروفة عند الباحثين والاكاديميين والمسئولين, هذا جانب ومن جانب أخر تم التوسع في سيرة بعض الأعلام والاختصار المخل لبعضها وتفسير ذلك وفقا لتقييمي الخاص وكما أعتقد لمواقفها السياسية وآرائها, وهو مما ينبغي معالجته وتداركه في الطبعات القادمة, إذ أنه ومن المعروف بأن مثل هذه الأعمال والمشاريع الثقافية والمعرفية والموسوعية الكبيرة يجب أن تتجاوز هذه الأطر الضيقة من التصنيفات والتفسيرات والاجتهادات الأحادية التي بنيت على ثقافة تتجاهل وتأخذ ما تراه موافقاً لتوجهاتها ومتناسباً مع الرؤية التي اعتادت عليها, دون الأخذ في الإعتبار التقدم العرفي والتطورات التقنية ووسائل التواصل, وما يقدمه الباحثون والكتاب العمانيون والأكاديميون للمكتبة من أعمال مقدرة في مختلف المجالات والحقول, وما لها من أثر ايجابي على الوعي العام والمستوى الثقافي للمجتمع وغايات وأهداف الموسوعة. إن كتابة التاريخ وتقديم الأعلام وسيرها خاصة إذا ما أصطبغ بالصبغة المؤسسية وبني على أهداف وغايات عظيمة, لا ينبغي بأي شكل من الأشكال أن يخضع لمقاييس التوازنات القبلية والمواقف السياسية والروئ الأمنية لأنه مشروع ثقافي علمي محض يسعى إلى تقديم الحقيقة. هذا جانب ومن جانب آخر فإنه ينبغي أن تخضع هذه الموسوعة المهمة باعتبارها المشروع الأول من نوعه في السلطنة للمراجعة والتقييم والبحث والدراسة والاستقصاء المستمر من مختلف الباحثين والأكاديميين والمتخصصين والكتاب والنقاد ومن قبل وسائل الإعلام, واستخلاص وجمع الملاحظات والآراء والنواقص وأخذها في الاعتبار في الطبعات القادمة, وإضافة أسماء من ساهم في هذا العمل الكبير وسقط سهوا أو بتعمد في الطبعة الأولى.