الوقت الإضافى وركلات الترجيح تطلان برأسيهما لكسب بطاقتى الصعود إلى النهائي

متابعة : صالح بن راشد البارحي :
أزف الوقت وحانت ساعة الحقيقة ... انتهى العمل وبات وقت جني الحصاد ... طاف وقت التخطيط والتفكير والقلق والارتباك وآن وقت تسجيل النهاية ... فإما نهاية سعيدة وتعيش الجماهير أفراحا متواصلة ... وإما نهاية حزينة ويبقى الأمل في الموسم القادم ...
النصر وصحم وصلالة والخابورة رباعي نصف نهائي الكأس الغالية ... مباراتا الذهاب لم تكشفا عن أفضلية كبيرة لفريق على حساب الآخر ... بل انتهتا كما بدأتا قبل صافرة البداية ... مجمع صلالة شهد تعادلا سلبيا لصلالة والخابورة ... فيما شهد مجمع صحار تعادلا سلبيا لصحم والنصر ... ليبقى الوضع معلقا كما هو عليه حتى صافرة مباراتي الإياب ...
اليوم ... لا مجال إطلاقا للأماني والأحلام ... بل الواقعية والرغبة والتركيز والطموح هي التي يجب أن تبرز عناوين رئيسية في إياب المربع الذهبي لأغلى الكؤوس ... النصر بتاريخه وعنفوانه يستضيف صحم في مجمع صلالة ... والخابورة برغبته الجامحة في تسجيل إنجاز جديد للفريق الأصفر يواجه تحديات صلالة الراغب في إعادة أمجاد الفريق السماوي أيام (هلاله) ... وبين هذا وذاك جاهزية تامة للفرق الأربعة تؤكد الرغبة الجامحة في الوصول للنهائي الحلم في هذا الموسم العصيب ... فمن هما فارسا الرهان في نهائي أغلى البطولات ...

صراع مثير

مجمع صلالة بمحافظة ظفار سيشهد صراعا مثيرا للغاية ... صراع لا يعترف بأنصاف الحلول ... صراع الأزرقين الغائبين عن منصات التتويج طويلا ... فالنصر صاحب الأرض والجمهور غاب عن التتويج بالألقاب الأقوى محليا (الكأس والدوري) منذ أكثر من 10 مواسم بعد أن عانق الذهب على حساب السيب من مجمع صحار معانقا لقب الكأس الغالية بثلاثية لهدف ... صحم الضيف الثقيل وطرف الحوار في لقاء اليوم القوي غاب عن منصات التتويج المحلية منذ عام 2009م بعد تتويجه بلقب الكأس الغالية في تلك الفترة بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر على حساب ظفار ...
الفريقان خرجا من الصراع الحقيقي على درع دورينا ... وأصبحا يركضان لاهثين وراء الألقاب الشرفية رغم صعوبتها في الفترة الحالية ... وبالتالي بات حلم الوصول للنهائي الحلم هو المطمع الرئيسي لهما دون جدال ... قبل أن يصبح حلم معانقة اللقب هو المطمع الأهم والأخير في نهاية المطاف بطبيعة الحال ...
مباراة الذهاب مجمع صحار كشفت عن تنافس مثير وتحد قوي بين الطرفين ... وكشفت عن عدم وجود أفضلية فريق على حساب الآخر ... حيث ظهر التركيز والهدوء والتحفظ بارزا في تلك المواجهة لتخرج شباك فايز الرشيدي وسليمان البريكي ناصعة البياض في نهاية المطاف ... ليعلق الحسم إلى لقاء اليوم الذي سيكون المجال فيه مفتوحا لاستكمال الصراع المثير بذات العمل خشية حدوث ما لا يحمد عقباه في نهاية المطاف ... فالهدف يعني معاناة صعبة للفريق الآخر ... فلغة الأهداف هي التي ستتحدث وتحسم الأمر ولا سواها ... فلغة النقاط في أمسية اليوم لا تعني شيئا إطلاقا ... هي مباراة أشبه بنهائي الكؤوس وحساباتها مختلفة ولا تخضع للمقاييس والغيابات والإصابات وحضور أو غياب الجماهير ... فالعمل الميداني والتركيز والرغبة والطموح واستغلال الفرص هي العوامل التي سترجح كفة فريق على الآخر دون أدنى شك ...
النصر بكتيبة نجومه المتكاملة يدرك تماما بأنه في مأزق صعب للغاية ... فالنتيجة البيضاء التي حدثت بين الفريقين في مجمع صحار هي على الورق نتيجة إيجابية بالنسبة له أن لا تخسر في المباراة ... لكنها في الواقع خطيرة وصعبة للغاية ... فولوج أي هدف في شباك الفريق سيصعب من مهمته جملة وتفصيلا وبالتالي لا يصبح أمامه خيار آخر سوى تحقيق الفوز فقط وبأي ثمن كان ... لأن أي تعادل إيجابي يعني (باي باي النصر) وهو أمر لن يستسيغه جماهير النصر إطلاقا خاصة في ظل الزخم الكبير من النجوم في تشكيلة الملكي النصراوي ... إضافة إلى عدم وجود أي فرصة للمنافسة على لقب الدوري كما أسلفت ... ومن هنا فإن كريسو مدرب الفريق يدرك تماما خطورة الوضع ... وبات عليه التأكيد على لاعبيه بضرورة التحلي بالصبر والتركيز طيلة دقائق المباراة إن أراد النصراوية الوصول لهدفهم المنشود بنهاية المطاف ... ناهيك عن أنه (كريسو) سيؤكد تماما على عدم إرتكاب أخطاء قريبة من منطقة جزاء فريقه حتى لا يعاقبهم (جوهر) في إحداها وتكون حينها مهمة صعبة للغاية ...
صحم بقيادة مدربه عبدالناصر مكيس ومن خلال ما قدمه في مباراة الذهاب نجد بأن لديه عددا من الأسلحة التي من الممكن أن تصنع الفارق إن قدمت المستوى المأمول منها في المباراة الأهم بالنسبة لهم ... وأقصد هنا محسن جوهر بالتحديد فهو اللاعب الذي يمتلك الكثير من الإمكانيات الفنية التي تسمح له بأن يصبح الفارس الذي لا يخطئ أهدافه ... وتخول له كذلك ان يكون الفارس الذي يستطيع صنع الفرحة لزملائه اللاعبين ... فهو يمتلك دقة في التسديد ... ويمتلك دقة في التمرير ... ويمتلك رؤية ثاقبة لكافة أرجاء الملعب بإمكانه استغلالها بالمرور أو التمرير للزميل لصنع الفارق في شباك النصراوية متى ما سنحت له الفرصة ... ناهيك عن وجود عدد من لاعبي الخبرة مثل الحارس سليمان البريكي وناصر العلي والمحترف الرائع عبدالله دينج ... لذلك فإن (مكيس) سيعمل على كيفية استغلال قدرات لاعبيه في تسجيل الأفضلية التي ستخلط أوراق كريسو إن حدثت ... وحينها لا تؤمن عواقب تسرع عودة النصر للقاء ...
التعادل السلبي يجرنا إلى أوقات إضافية ... وفي حالة استمرار ذات النتيجة فإننا نتجه إلى ركلات الحظ الترجيحية والتي لا مأمن منها أيا كان حجم واسم اللاعب الذي سيتولى التسديد ... ولكم في شواهد سابقة خير دليل مع نجوم عالميين لم ترحمهم ركلات الجزاء القاتلة ...
يا ترى ... هل يظهر ذات سيناريو لقاء الذهاب ونواصل البحث عن الفريق المتأهل للنهائي ... أم أن النصر يستفيد من عاملي الأرض والجمهور ... أم أن صحم يرفض كل التكهنات ويعود من صلالة بالتأهل للنهائي الحلم على حساب أقوى المنافسين بالمربع الذهبي ... نتابع ولسنا عن الأحداث ببعيدين !!!

رغبة صلالة وحذر الخابورة

شاءت الأقدار أن تنتهي مباراة الفريقين سلبية حالها حال سابقتها مع اختلاف المكان فقط ... وهو الأمر الذي بات فيه الفريقان على صفيح ساخن ... فلا صلالة حقق مبتغاه بين جماهيره وعلى أرضه ... ولا الخابورة عاد من صلالة بالنتيجة الأبرز التي تضعه في أريحية بلقاء اليوم ...
المباراة التي قدمها الفريقان في ذهاب المربع الذهبي للكأس الغالية بمجمع صلالة جاءت سريعة إلى حد كبير عن نظيرتها التي جمعتهما في دوري عمانتل للمحترفين والتي كسبها الخابورة برباعية نظيفة ... وما شاهدناه من فرص سهلة ضائعة من الطرفين أوحى لنا بأن التحفظ كان غير موجود بشكل كبير في تلك المباراة ... حيث سعى كل فريق لتحقيق أفضل النتائج في تلك المواجهة والتي سيبني على إثرها عمله القادم ... إلا أن مهاجمي الفريقين أضاعا الفرص تباعا رغم سهولتها والتي كانت كفيلة بأن تضع ضغطا كبيرا على الخاسر في تلك المواجهة أكثر عن الوضع الحالي ... وبالتالي انتهت بيضاء لتضع طرفي الحوار في وضع لا يحسدان عليه في لقاء اليوم بمجمع صحار .
الخابورة أعد العدة بشكل كبير لمواجهة صلالة الحاسمة مساء اليوم ... فمجلس جماهير الخابورة وصل إلى درجة كبيرة من التجهيز التام للوقوف خلف فهود الباطنة ... فتجد روابط الفرق الأهلية قد استعدت بشكل متميز للشد من عزيمة سعيد عبيد ورفاقه ... وتجد التحركات الإيجابية من محبي النادي هنا وهناك مما أشعل فتيل الحماس لدى اللاعبين الذين وصلوا إلى قناعة تامة بأن كل الأمور باتت مهيأة لهم لتسجيل إنجاز غير مسبوق للفريق الأصفر على أرضه وبين جماهيره المتعطشة لأن يسجل الخابورة انجازا متفردا خلال مسيرته الكروية والتي باتت بيده وليست بيد غيره عبر مواجهة اليوم الحاسمة ...
صلالة بقيادة مدربه يونس أمان يدرك بأنه لا خيار أمامه سوى دك شباك الخابورة بهدف أو أكثر .. لان ذلك يعني أنه وضع المستضيف تحت ضغط كبير من أجل تحقيق منشوده ومبتغاه ... فالتعادل السلبي الذي تحقق بين الطرفين في مجمع صلالة لم يسجل أفضلية فريق على آخر رغم أنه على الورق للخابورة أمر جيد ... إلا أن اي تعادل ايجابي وبأي نسبة من الأهداف سيدفع بالخابورة لمتابعة اللقاء الختامي خلف شاشات التلفاز ... ومن هنا فإن خبرة يونس أمان ومساعده صالح عبدربه والخبير الآخر حامد عبدالرزاق كافية لقيادة صلالة بكل هدوء وثبات لتحقيق المنشود خاصة وأنه يأتي للقاء اليوم وليس لديه ما يخسره بعد أن ضمن هبوطه للمظاليم قبل نهاية الموسم بجولتين بدورينا ... لذلك سيعمل على مجافاة واقعه هناك وضرب موعد تاريخي مع حلم طال انتظاره للفريق السماوي ...
الخابورة وصلالة يدركان أنهما على أعتاب انجاز تاريخي لم يحققاه من قبل ... ويدركا تماما أن القوة التنافسية بينهما تكاد تكون متساوية رغم سقوط الضيف للمظاليم ... خاصة وأن عطاءات السماوي بعد استلام الكابتن يونس أمان لزمام الأمور اختلفت تماما وأصبح فريقا لا يستهان به ... فقسى على الرستاق واخرجه بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الخروج ... وضرب بقوة في شباك فنجاء واسقطه بثلاثية لهدفين في مشهد دراماتيكي بعد أن كان متأخرا بهدفين نظيفين وإكماله للمباراتين بعشرة لاعبين فقط ... ومن وجهة نظري الشخصية أرى بأننا على أعتاب متابعة مباراة مثيرة في كافة دقائقها للأسباب التي ذكرتها اعلاه ...
الخابورة لا يود الدخول في رحلة الأوقات الاضافية ومنها ركلات الحظ الترجيحية في حالة انتهاء المباراة سلبية كنظيرتها بالذهاب ... وصلالة يود إرباك حسابات مصطفى كيوة مدرب الخابورة بتسجيل هدف يخلط الحسابات وربما يكون بوابة لإضافة مزيد من الأهداف أو يكون بوابة رئيسية للوصول للنهائي دون الحاجة إلى نغمة الانتصار في نهاية المطاف ...
يا ترى ... هل ينجح الخابورة في تسجيل المشهد الاحتفالي الذي من المتوقع أن يشهده مجمع صحار في حالة وصوله للنهائي عبر مواجهة صلالة اليوم ... أم أن صلالة بقيادة يونس أمان يرهق أعصاب جماهير الفهود ويعود لمحافظة ظفار بالتأهل والانتصار من مجمع صحار !!!

طاقم التحكيم

يدير لقاء الخابورة وصلالة طاقم تحكيم مكون من الدولي محمود المجرفي حكما للوسط ويساعده على الخطوط راشد الغيثي ورشاد الحكماني ، ويتولى عمر اليعقوبي مهمة الحكم الرابع ، فيما الدولي السابق حسن العجمي مقيما للحكام .
اما لقاء النصر وصحم فيديره طاقم تحكيم مكون من الدولي يعقوب عبدالباقي ويساعده عبدالله الجرداني ومحمد العلوي ، وهيثم العامري حكما رابعا ، والدولي السابق سالم البطاشي مقيما للحكام .

حمدان بيت سعيد :
مباراة تاريخية واستعدادنا جيد

قال حمدان بيت سعيد مدير الفريق الكروي بنادي صلالة عن مواجهة فريقه أمام الخابورة في إياب المربع الذهبي للكأس الغالية : مباراة تاريخية على مستوى نادي صلالة ، وبالتالي سنقدم فيها كل ما بوسعنا حتى نحقق الانجاز الذي ننتظره طويلا ، استعداداتنا للمباراة جاء بشكل كبير بحجم الهدف المنشود ، حيث أقمنا معسكرا في محافظة البريمي لمدة أسبوع كامل ، لعبنا خلاله عددا من المباريات الودية في إمارة ابوظبي جاءت نتائجها إيجابية ولله الحمد لتكون خير حافز لنا في لقاء اليوم الذي نأسل الله فيه التوفيق .
وأضاف بيت سعيد : الفريق في جاهزية تامة من حيث وجود العناصر ، إلا أن غياب لاعب الوسط المدافع سامي مبارك هو النقص الوحيد في صفوف السماوي ، ولكن البدلاء على قدر المسؤولية وسيقدمون المأمول إن شاء الله تعالى .

الزعابي :
سنعمل المستحيل للتأهل للنهائي

قال عبدالعزيز الزعابي مدير الفريق الكروي الأول بنادي الخابورة عن لقاء فريقه أمام صلالة مساء اليوم : مباراتنا اليوم أمام صلالة هي مباراة الحلم والتاريخ في آن واحد ، وكلنا على قلب رجل واحد بدءا من مجلس ادارة النادي والجماهير واللاعبين والجهاز الفني ، حيث إنصب عملنا في الفترة الماضية على كيفية تجاوز مباراة اليوم بالشكل المطلوب والوصول بالخابورة للنهائي للمرة الأولى في تاريخه .
وأضاف الزعابي : الكل هنا في الولاية يدرك تماما أهمية اللقاء وصعوبة المهمة في ذات الوقت خاصة وأن أي هدف في شباك فريقنا يعقد مهمتنا اكثر عن ذي قبل نظرا للنتيجة البيضاء في صلالة ، ولكن الحمد لله الجميع لم يقصر في التهيئة لهذه المواجهة المثيرة ، وسنعمل المستحيل ونبذل كل طاقاتنا لتحقيق النصر والتأهل إن شاء الله تعالى .

عوض جمعان :
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

قال عوض جمعان رئيس جهاز الكرة بنادي النصر عن لقاء فريقه اليوم أمام صحم في لقاء الحسم بالمربع الذهبي للكأس الغالية : استعدادنا جيد للغاية ، والمباراة في ملعبنا وأمام جماهيرنا ، وهي مباراة لا تقبل القسمة على اثنين ، فالفوز هو من يعطينا التأهل ، ودخل الفريق في معسكر خلال اليومين الماضيين ، وكافة الأمور جيدة ، ولا توجد غيابات في صفوف الفريق ، وأتمنى أن تظهر المباراة بشكلها المطلوب ، وأن تستمتع بها جماهير السلطنة بلقاء فريقين يملكان كل عناصر القوة .
وأضاف جمعان : أتمنى أن يكون طاقم التحكيم في يومه ، حيث إن الأخطاء التي تظهر لنا في الآونة الأخيرة جاءت مؤثرة بشكل كبير ، وهنا لا ألقي اللوم على الحكام بقدر ما هو مطلب مهم في مباراة حاسمة لا تعترف بأنصاف الحلول ، ونسأل الله التوفيق وأن نفرح جماهير الملك النصراوي في النهاية .