هل تتوقع من شخص لا تأبه لرأيه وتسفّه عقله وما يصدر عنه أن يوافقك الرأي مثلاً ؟ هل تعتقد أن يميل الاخرون إلى آرائك وأنت قد ملت عنهم بل تتعمد ان تميل ولا تسمع ولا تتفهم ما يقولون او ما يصدر عنهم من آراء، حتى لو كانت غير متوافقة مع اعتقاداتك ومفاهيمك ؟ بالطبع لن تجد قبولاً عندهم وهذا أمر مفهوم.
من المهم أن ندرك وقد تحولت مجالسنا وحياتنا الى ساحات نقاش مستمرة ومتنوعة،أنه ليس في اختلاف الآراء شيء معيب،بل إنه الأمر الطبيعي قبل أن يكون مطلوباً هذا الاختلاف في كثير من أمور حياتنا،بما فيها الدينية من تلك التي لم يأت نص صريح واضح بشأنها ..
ربما لاحظ كثيرون منكم في النقاشات ومنتديات الحوار المتنوعة،مدى الحاجة عند كثيرين الى تعلم أدبيات الخلاف والارتقاء بالنقاش وتبادل الآراء ليكون الهدف هو الصالح العام،وليس تحويل النقاش الى حرب آراء ، إما أن أفوز برأيي وانتصر أو لا معنى للعيش بعد ذلك !!
النقاشات في كثير من الأحيان وللأسف،تتحول سريعاً الى جدال عقيم ومراء لا يفيد،وغالباً ما تكون سبباً في مشاحنات واحتقانات يتركها المهزوم في نفسه،انتظاراً ليوم آخر قريب،لا ليتبع الحق،بل ليرد الصاع صاعين ، بل إن استطاع أن يكون الرد بأكثر من صاعين فلن يتردد مطلقاً .
ما المشكلة ؟
ظني أن المشكلة عند البعض تكمن في عدم وجود أي مساحة عنده لفكرة قبول الرأي الآخر.. تجده لا يستسيغ الآخرين بسبب أنه ضيق الصدر وقصير النظر ونفسه ملولة ،إضافة الى ترسخ ثقافة الإلغاء أو الإقصاء عنده، والتي يكون قد تعلمها أو مر بها في تجربة حياتية قاسية، دفعته الى إعادة التجربة مع الغير،ليجد في التجربة نوعاً من التنفيس عنده،فلا يجد بالتالي طريقة مناسبة حسب اعتقاده،سوى تطبيق الإلغاء أوالإقصاء أو قهر الخصم ، طريقة مناسبة للارتياح واستشعار قيمته أمام الغير !!
هل جرب أحدكم التعامل مع تلك النوعية من البشر ؟
أرجو الإجابة بالنفي .

د.عبدالله العمادي