كتب ـ الوليد بن زاهر العدوي:
افتتح مساء أمس الأول بالهيئة العامة للطيران المدني مؤتمر الاستخلاص المعزز للنفط بدورته الخامسة والذي تنظمه جمعية مهندسي البترول الدولية بالتعاون مع وزارة النفط والغاز متزامنا مع انعقاد فعاليات معرض ومؤتمر عُمان الدولي العاشر للنفط والغاز والذي تنظمه شركة عمان إكسبو والذي يستمر لغاية 23 من مارس الجاري بفندق جولدن توليب.

رعى حفل الافتتاح معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز بحضور أكثر من 300 من الخبراء وكبار الشخصيات حول العالم.

وقال سعادة سالم بن ناصر العوفي وكيل النفط والغاز إن انعقاد المؤتمر يأتي في ظل الانخفاض الذي تشهده أسعار النفط، وبالتالي فإن عملية استخراج النفط عبر الاستخلاص المعزز عادة ما تكون مكلفة، وبالتالي فإن فترة انعقاد المؤتمر تأتي في مرحلة ضرورية جدا لإيجاد آليات وطرق للتغلب على هذه المصاعب، والسلطنة منتج مهم في الانتاج المعزز حيث تنتج حوالي 30% من الإنتاج المعزز وبالتالي من المهم أن نتعرف على المصاعب التي نواجهها في هذه الظروف وطرق مواجهة هذه المصاعب وآليات خفظ التكاليف والمشاريع التي يمكن تأخيره إن تطلب الأمر، وطرق وأساليب استخلاص النفط والغاز بطرق الاستخلاص المعزز دون تحمل الشركات مصاريف إضافية، وبالتالي الأخذ بطرق تصحيحية في الوقت مناسب جدا قبل تفاقم الأزمة بشكل أكبر.

وأضاف سعادته أن المؤتمر يعتبر فرصة للتباحث وعرض وجهات نظر مختلفة، حيث يرى البعض أن الأزمة الحالية تعد فرصة للشركات لتحسين أدائها بشكل كبير لتبقى في السوق، فليس بالضرورة البقاء للأضخم والأكبر ولكن الأبقى على الشركات التي لديها القدرة للكاليف والانتاج وبالتالي استنباط طرق حديثة للاستخراج بتكاليف أقل وهي الفرصة الوحيدة للبقاء في السوق، فالمتأثرون كثر وشركات كبرى ربما على حافة الإغلاق وتم تسريح الكثير من الموظفين عالميا، فعلى سبيل المثال شركة هيلبرتون قامت بتسريح ما يقارب من 28 ألف موظف، وهي ليست الوحيدة في التسريح، ويتوقع خلال النصف الثاني من العام ستكون التوجهات أوضح وكثير من الشركات ستكون في حافة الإفلاس مما سيضطرها للخروج من السوق إلا في حال تغير السوق ولا يتوقع أن تتغير الأسعار في أبريل أو حتى التقليل من الإنتاج.

تقاسم الإنتاج

وأما فيما يتعلق بمبدأ تقاسم الإنتاج فأوضح سعادته أن طبيعة العقود في السلطنة تعتمد على أن تقوم شركات النفط باسترجاع تكاليف الإنتاج بشكل مستمر من عوائد النفط، وبالتالي إذا كانت الأسعار منخفضة وفي نفس الوقت لا تستطيع الشركات استرجاع كل التكاليف بشكل سريع، وستظهر إشكالية لديهم أنهم لا يستطيعون استرداد قيمة ما تم استثماره ويأخذ فترة طويلة جدا، وبالتالي تضطر الشركات لأخذ قروض من البنوك لتغطية تكاليف الاستثمار، ويمكن التعامل مع هذا الوضع لفترة قصيرة أما إذا استمر الوضع طويلا فبالتالي ستواجه الشركات إشكالية كبيرة في التمويل ولسنا بمنأى عن الأوضاع المحيطة.

من جانبه ألقى الدكتور صالح بن علي العنبوري مدير عام إدارة الاستثمارات البترولية بوزارة النفط والغاز ورئيس المؤتمر كلمة أوضح من خلالها أنه في الوقت الحالي يتم الاعتماد والتركيز على الاستخلاص المعزز للنفط والغاز والذي لايزال في أعلى مستوياته على الإطلاق نظرا لوقف الاهتمام بحقول النفط الحالية، مضيفا أن المؤتمر على مر السنوات السابقة قد ناقش المواضيع الأساسية المتعلقة بالاستخلاص المعزز للنفط وقام بتوفير وجهات نظر مهنية من قبل الخبراء المحليين والإقليميين والدوليين، وأن جدول أعمال المؤتمر في دورته الحالية سيناقش مواضيع تتعلق بالتحديات في مشاريع الاستخلاص المعزز للنفط ونشر البحوث وتطوير التكنولوجيا والدراسات للاستخلاص المعزز للنفط كيميائيا.
من جهة أخرى ألقى فريد عبدالله المدير الإقليمي لجمعية مهندسي البترول الدولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كلمة رحب فيها بالحضور مشيرا إلى أن المؤتمر سيكون منصة لتبادل الخبرات في مجال النفط والغاز وأنه خلال فترة المعرض ستكون هناك عروض وجلسات نقاشية تتعلق بآخر المستجدات في مجال الاستخلاص المعزز للنفط والغاز.
وخلال فعاليات المؤتمر أقيمت حلقة نقاشية حول أفضل الطرق للاستخلاص المعزز للنفط شارك فيها كل من معالي الدكتور أحمد بن محمد الرمحي وزير النفط والغاز وراؤول ريستوشي مدير عام شركة تنمية نفط عمان، وجوناثان لويس نائب رئيس أول في قسم الإنجاز والإنتاج في هاليبرتون، ومايكل تاونسند الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في بريتش بيروليوم، تم خلالها التطرق إلى الصعوبات التي تواجه القطاع في ظل انخفاض أسعار النفط العالمية وما ترتب عليها من إشكاليات على المستوى المحلي والعالمي وكذلك تم التطرق للطرق البديلة فيما لو استمر مؤشر الأسعار دون المستوى المطلوب.
وأوضح معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز من خلال الجلسة أن المنطقة والعالم يمران بأوقات صعبة للغاية ولكنني متفائل لاني اعتقد أن مثل هذه النقاشات مهمة جدا والتي تقودنا للتفكير بعمق في الاستدامة وبناء خطة طويلة الأمد، وخاصة في دولة مثل السلطنة.

تبادل التجارب والخبرات

وسيواصل المؤتمر في حلقاته النقاشية مناقشة جوانب الاستخلاص المعزز للنفط من منظور محلي وإقليمي ودولي، وسيشمل على جلسات نقاشية يومية و21 جلسة تقنية و33 جلسة لتبادل المعرفة على مدى الايام القادمة. ويهدف المؤتمر إلى توفير منصة فعالة للعاملين في مجال النفط والغاز لجمع المعلومات وتشجيع الحوار في موضوع الاستخلاص المعزز للنفط مع تعزيز التواصل بين جميع الاطراف، كما سيسلط الضوء على موضوع المؤتمر «النقلة النوعية في مجال الاستخلاص المعزز للنفط» والخطوات المتخذة نحو هذا التغيير.