الثلاثاء 24 يونيو 2025 م - 28 ذو الحجة 1446 هـ
أخبار عاجلة

أماكن وبلدان مباركة ذكرها القرآن «شاطئ الواد الأيمن»

الأربعاء - 08 مايو 2024 05:24 م
20

لقد ذكر الله تعالى أماكن مقدسة بعيدة عن المسجد الحرام، قريبة من المسجد الأقصى، ومنها:(1) ـ (شاطئ الواد الأيمن)..

(فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (القصص ـ 30)، (شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ):(يعني من جانب الوادي الذي عن يمين موسى مما يلي الجبل، عن يمينه من ناحية الغرب، فِي (الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ) جعلها الله مباركة، لأن الله تعالى كلَّمَ موسى هناك وبعثه نبيًا، وقيل: يريد البقعة المقدسة،(مِنَ الشَّجَرَةِ) يعني: من ناحية الشجرة، قال ابن مسعود: كانت سمرة خضراء تبرق، وقيل: كانت عوسجة، وقيل: كانت من العُليق، وعن ابن عباس: إنها العناب،وقيل: إن موسى لما رأى النار في الشجرة الخضراء علم أنه لا يقدر على الجمع بين النار وخضرة الشجرة إلا الله تعالى فعلم أن المتكلم هو الله تعالى)(تفسير الخازن3/‏ 364).

ويقول الشيخ محمد أبو زهرة:(أي: الجهة اليمنى من الطور، واليمين ميمون، فهذه إشارة إلى اليُمن)(زهرة التفاسير 9/‏ 4657)، وشرحها صاحب (التحرير والتنوير 20/‏ 112) فيقول:(هو وَادٍ فِي سَفْحِ الطُّورِ، ووَصْفُ الشَّاطِئِ بِالْأَيْمَنِ إِنْ حُمِلَ الْأَيْمَنُ عَلَى أَنَّهُ ضِدُّ الْأَيْسَرِ فَهُوَ أَيْمَنُ بِاعْتِبَارِ أَنَّهُ وَاقِعٌ عَلَى يَمِينِ الْمُسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ عَلَى طَرِيقَةِ الْعَرَبِ مِنْ جَعْلِ الْقِبْلَةِ هِيَ الْجِهَةَ الْأَصْلِيَّةَ لِضَبْطِ الْوَاقِعِ، وَهُمْ يَنْعَتُونَ الْجِهَاتِ بِالْيَمِينِ وَالْيَسَارِ يُرِيدُونَ هَذَا الْمَعْنَى، وَعَلَى ذَلِكَ جَرَى اصْطِلَاحُ الْمُسْلِمِينَ فِي تَحْدِيدِ الْمَوَاقِعِ الْجُغْرَافِيَّةِ وَمَوَاقِعِ الْأَرَضِينَ، فَيَكُونُ الْأَيْمَنُ يَعْنِي الْغَرْبِيَّ لِلْجَبَلِ، أَيْ جِهَةَ مَغْرِبِ الشَّمْسِ مِنَ الطُّورِ، وَقَوْلُهُ مِنَ الشَّجَرَةِ أَيْ مُتَّصِلًا بِالشَّجَرَةِعِنْدَهَا، أَيِ الْبُقْعَةِ الَّتِي تَتَّصِلُ بِالشَّجَرَةِ، وَالتَّعْرِيفُ فِي الشَّجَرَةِ تَعْرِيفُ الْجِنْسِ).

(2) ـ (القرية التي كانت حاضرة البحر):

(وَسـَلهُم عَنِ ?لقَريَةِ ?لَّتِي كَانَت حَاضِرَةَ ?لبَحرِ إِذ يَعدُونَ فِي ?لسَّبتِ إِذ تَأتِيهِم حِيتَانُهُم يَومَ سَبتِهِم شُرَّعا وَيَومَ لَا يَسبِتُونَ لَا تَأتِيهِم كَذَلِكَ نَبلُوهُم بِمَا كَانُواْ يَفسُقُونَ) (الأعراف ـ 163)، (قال أبو جعفر الطبري: يقول تعالى ذكره: واسأل، يا محمد، هؤلاء اليهود، وهم مجاوروك،عن أمر “القرية التي كانت حاضرة البحر”، يقول: كانت بحضرة البحر، أي بقرب البحر وعلى شاطئه. واختلف أهل التأويل فيها: عن ابن عباس:”واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر”، قال: هي قرية على شاطئ البحر، بين مصر والمدينة، يقال لها “أيلة”، بين مَدْين والطور، وقال آخرون: معناه: ساحلُ مدين، وقال ابن زيد في قوله: “واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر”، قال: هي قرية يقال لها “مقنا”، بين مدين وعَيْنُوني”، وتكتب أيضاً عينونا، وعينون، ذكرها ياقوت في معجمه في الباب)، وقال البكري: هي قرية يطؤها طريق المصريين إذا حجوا، وذكرها في معجم ما استعجم في حبرى أو حيرى (420)، قال ياقوت: هي من قرى باب المقدس، وقيل: قرية من وراء البثنية من دون القلزم، في طرف الشام، وفي الخبر عند (ابن سعد 1/‏2/‏21، 22):(أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كتب لنعيم ابن أوس، أخي تميم الداري، أن له “حيرى”، و”عينون” بالشام، قريتها كلها، سهلها وجبلها وماءها وأنباطها وبقرها، ولعقبة من بعده، لا يحاقه فيها أحد، ولا يلجه عليهم بظلم، ومن ظلمهم وأخذ منهم شيئاً فإن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وكتب على، (وكان سليمان بن عبد الملك إذا مر بها لم يعرج ويقول: أخاف أن تمسني دعوة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك أن يقال: هي قرية حاضرة البحر. جائز أن تكون أيلة، وجائز أن تكون مدين. وجائز أن تكون مقنًا، لأن كل ذلك حاضرة البحر، ولا خبر عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقطع العذر بأيِّ ذلك من أيٍّ، والاختلاف فيه على ما وصفت. ولا يوصل إلى علم ما قد كان فمضى مما لم نعاينه، إلا بخبر يوجب العلم. ولا خبر كذلك في ذلك)(تفسير الطبري 13/‏ 179).. وللحديث تتمة.

محمود عدلي الشريف

 [email protected]