الثلاثاء 30 أبريل 2024 م - 21 شوال 1445 هـ
أخبار عاجلة

رأي الوطن : انطلاقة نحو تحقيق التحول الرقمي

الثلاثاء - 16 أبريل 2024 06:18 م

رأي الوطن

20

لا يمكن فصل التقدُّم الذي تسعى إليه دول العالم المختلفة عن واقعها التقني، ومدى تبنِّيها سياسات تكنولوجية تواكب الثورة العالمية في هذا القطاع، الذي بات يؤثر على كافَّة الشؤون الحياتية للإنسان في عصرنا الحالي. فالتكنولوجيا بأنواعها المختلفة باتت تؤدِّي دَوْرًا كبيرًا ومُهمًّا في تسريع عجلة تطوُّر المُجتمعات، خصوصًا التكنولوجيا الرَّقمية التي تدعم التحوُّل الرَّقمي على الصعيد الوطني عمومًا، ما يتيح للمؤسَّسات والشركات العاملة داخل حدود الدولة، سواء كانت حكومية أو تنتمي للقطاع الخاص، فرص دمج التكنولوجيا بالأعمال بغرض تنمية الأعمال وتوسيعها، وتسريع العمليات ما ينعكس على عجلة الاقتصاد الوطني، ويفتح الطريق نحو توطين الابتكار الذي يُعَدُّ أبرز سِمات التحوُّل الرَّقمي في هذه الدولة أو تلك.

ومن هذا المنطلق، فقد أصبح التحوُّل الرَّقمي أمرًا ضروريًّا للدول والأفراد والمؤسَّسات على حدٍّ سواء، حيث يسعى الجميع إلى الانصهار في بوتقة تلك التقنية المستحدثة، والتي تشهد نموًّا وتطوُّرًا سريعًا، وأضحى الاعتماد عليها ضرورة من ضرورات الواقع، حيث تفتح الآفاق نحو تعظيم الاستفادة منها في جميع جوانب الحياة، ذلك أنَّ تقدُّم التكنولوجيا الرَّقمية، مِثل الذَّكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والإنترنت من الأشياء، يفتح أبوابًا جديدة للابتكار والتطوُّر في مختلف المجالات، ويعمل على زيادة الكفاءة عبر تحسين سرعة ودقة العمليات وتقليل الأخطاء البشرية، فالتكنولوجيا الرَّقمية تجعل العمليات أكثر سهولة وملاءمة للمستخدمين، ممَّا يؤدي إلى رضا أكبر وتجربة أفضل، ما يُسهم في تعزيز التنافسية، كما تؤدِّي الإنجازات الرَّقمية دَوْرًا مُهمًّا وحيويًّا في تعجيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـسبعة عشر، حيث تعمل على تجميع البيانات والذَّكاء الاصطناعي، لِتتبُّع المشكلات وتشخيصها في مجالات الزراعة والصحة والبيئة...إلخ، بالإضافة لأداء مهام يومية تجعل حياة الإنسان أكثر سهولة ويُسرًا.

وايمانًا من سلطنة عُمان بالدَّوْر الذي يؤدِّيه التحوُّل الرَّقمي، فقد عملت على بناء بنية أساسية رقمية واعدة تسعى إلى تمكينها من تنمية قطاع الاتصالات والتحوُّل الرَّقمي، والمساهمة في دفع مَسيرة النُّمو الاقتصادي وتحقيق أهداف التحوُّل الرَّقمي، وعلى رأس تلك الخطوات إطلاق الشركة العُمانية للنطاق العريض (خدمات مراكز البيانات) في سلطنة عُمان عبر أكثر من (40) مركز بيانات متطوِّرًا يغطي جميع محافظات وولايات سلطنة عُمان، ما يُسهم بشكل كبير في دعم مَسيرة التحوُّل الرَّقمي وتحقيق أهداف التنويع الاقتصادي، حيث ستقدِّم تلك المراكز حلول الاتصال بالشبكة، مستفيدةً من الموقع الاستراتيجي لمراكز البيانات وقوَّة مرافق البنية الأساسية لديها.

إنَّ هذا التوسُّع يضْمن خدمات اتصال ذات كفاءة عالية مع مراكز البيانات القائمة في عدد من المواقع الاستراتيجية، كما يضْمن الوصول إلى جميع مزوِّدي خدمات الاتصالات في السَّلطنة، كما أنَّ تلك الخطوة ستدعم بالتأكيد التوَجُّه الوطني نحو الرَّقمنة، حيث يشكِّل إطلاق خدمات مركز البيانات إضافةً مهِمَّة للجهود المبذولة في مَسيرة التحوُّل الرَّقمي؛ كونها تدعم الاقتصاد الرَّقمي، وتُلبِّي الطلب المتزايد على الخدمات الرَّقمية، بما في ذلك الحوسبة السحابية وحلول التعافي من الكوارث، ما سيُعزِّز توجُّهات التحوُّل الرَّقمي في سلطنة عُمان.