الاثنين 29 أبريل 2024 م - 20 شوال 1445 هـ
أخبار عاجلة

رأي الوطن : انفلات النازية الجديدة وضرورة ردعها

الاثنين - 15 أبريل 2024 06:04 م

رأي الوطن

50


التهبت الأحداث في الشرق الأوسط، وباتت المنطقة على شفا حرب إقليمية، قد يمتدُّ أثرها على الصعيد العالمي، وهو ما يستلزم من كافَّة الأطراف الفاعلة، سواء بشكلٍ مباشر أو غير مباشر الاستماع لصوت العقل، والعمل على ضبْط النَّفْس، والالتزام بكُلِّ ما يحفظ الأمن والسِّلم والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع.

هناك حاجة فعلية للسيطرة على الجنون الصهيوني، أو بالأحرى النازية الجديدة وإيقاف انفلاتها الذي أدَّى إلى تصعيد عسكري ردًّا على حالة الانفلات هذه، والمحاولات اليائسة لجرِّ المنطقة والعالم أجمع لصراعات تخرج الحكومة الفاشية والنازية بقيادة المأفون (نتنياهو) من الوضع اليائس الذي أوصلت نفسها والكيان المحتل إليه، والسَّعي إلى توسيع رقعة الصراع عبر استهداف دول بالمنطقة والجوار بشكلٍ مباشر، خصوصًا سوريا ولبنان، بل وصل الأمر إلى استهداف البعثات الدبلوماسية في تلك الدول، بجانب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العِرقي في الأراضي الفلسطينية.

وهو الأمر الذي أوصل المنطقة لهذا التصعيد الأخير، والذي سيكُونُ له انعكاساته الخطيرة، وسيدفع فاتورتها الشعوب إقليميًّا وعالميًّا، لذا على حلفاء الكيان الصهيوني الضغط بقوَّة على تلك حكومته الإرهابية؛ حتى توقفَ العبَث والجنون الذي تمارسه للشهر السادس على التوالي دون أن تحاسبَ على ما ترتكبه من جرائم ضد الإنسانية، ما يجعلها تزيد من وتيرة إجرامها المشهود، خصوصًا وأنَّ المنطقة والعالم أصبحا على شفا جرف هارٍ، وأيُّ تصعيد إضافي سيكُونُ عامل هدمٍ لأمن واستقرار المنطقة لعقودٍ طويلة، سيمتدُّ فيها تأثير هذا الجنون الصهيوني، الذي باتَ من الواضح تأثيره على تهديد استقرار المنطقة وسلامة شعوبها، ما يستلزم بذل كافَّة الأطراف جهودًا مشتركة واتخاذ نهج الدبلوماسية سبيلًا فاعلًا لتسوية النزاعات، لضمان أمن المنطقة، ولتفادي أية تداعيات قد تؤدي إلى المزيد من التصعيد.

إنَّ الوضع الحالي يفرض على العالم أجمع الاستماع إلى صوت العقل العُماني، الذي يحذِّر من خطورة الوضع القائم انعكاساته، ويطالب بضبْطِ النَّفْس لِتَجنيبِ المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب، وذلك بشرط أن ينطلقَ الموقف الدولي من قواعد القوانين الدولية والالتزام بها، وضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤوليته تجاه حفظ الأمن والسِّلم الدوليين، بالإضافة إلى الوقف الفوري وغير المشروط والملزم لإطلاق النار في قطاع غزَّة، وفتح ممرَّات المساعدات الإنسانية والإغاثية لكافَّة ربوع القطاع دون عوائق؛ لأنَّ غزَّة هي البوابة التي ستُعيد الهدوء إلى المنطقة. ودون موقف حازم ناحيتها يلزم حكومة نتنياهو بوقف العبث، فإنَّ الأوضاع ستظل ملتهبة وقابلة للاشتعال والانفجار. ويقع الدَّوْر الأكبر على حلفاء كيان الاحتلال الصهيوني، خصوصًا أميركا، التي باتت مطالبة الآن بالضغط الحقيقي على حكومة نتنياهو التي وصلت لوضع يائس يحاول جرَّ الإقليم إلى حرب شاملة لن يحمدَ عقباها، والسَّعي الدؤوب عبر جرائمها المشهودة إلى تفجير الأوضاع بشكلٍ يخرج نتنياهو وحكومته من الوضع الكارثي الذي وصلت إليه، والذي يدرك الجميع أنَّ نهاية الحرب ما هي إلَّا إعلان عن نهاية الدَّوْر السياسي لكثير من أعضاء حكومة الإرهاب الصهيوني وعلى رأسهم نتنياهو ذاته، كما حدث سابقًا لجولدا مائير وموشي ديان بعد حرب أكتوبر 1973. لذا يسعى اليمين المتطرف ـ وعلى رأسه نتنياهو ـ للهروب من تلك النتيجة عبر جرِّ أميركا والغرب إلى هذه الحرب التي تهدِّد بنشوب حرب عالمية شاملة.