الخميس 23 يناير 2025 م - 23 رجب 1446 هـ
أخبار عاجلة

محسن الكندي يوثق سيرة حياة إبراهيم الكندي وإرثه الثقافـي

محسن الكندي يوثق سيرة حياة إبراهيم الكندي وإرثه الثقافـي
السبت - 18 يناير 2025 03:50 م
220

استكمالًا لدراساته فـي فكر وتاريخ الشخصيات البارزة


مسقط ـ «الوطن »:

مرت بالأمس الذكرى السابعة لوفاة الشيخ الدكتور إبراهيم بن أحمد الكندي أحد أبرز علماء سلطنة عمان في العصر الحديث، والذي أنتقل إلى جوار ربه في الأول من جمادي الأولى 1439هجري، الموافق 18 يناير 2018م،.

وقد وثقت الكثير من الأقلام سيرة الشيخ الدكتور إبراهيم الكندي، ونشرت عنه الكتابات والدراسات والمؤلفات، التي تناولت سيرة حياته، وإرثه الثقافي والفكري، ونشاطه في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، ومن هذه الإصدارات كتاب (الشيخ الدكتور إبراهيم بن أحمد الكندي «1945- 2018»)، للدكتور محسن بن حمود الكندي، والذي صدر العام 2021م، وهو كتاب يقدم صورة مكتملة لمناخات شخصية الشيخ الكندي وبيئات حياته وفكره، ويشتمل على إبداعاته المختلفة المشارب والاتجاهات.

الكتاب يقع في (658) صفحة، وينضوي كما يقول المؤلف في حقل التاريخ الثقافي للشخصيات العلمية، ويسعى لرسم صورة كلية شاملة لحياة وتراث شخصية الشيخ العلامة إبراهيم بن أحمد الكندي بعيدًا عن قضايا التخصص في تلك العلوم التي عرف بها الشيخ وأبدع فيها.

وقد حاول المؤلف كما يذكر، الإحاطة بعبقريات الشيخ إبراهيم الكندي متعددة الأوجه: الأصولية والفقهية والنحوية واللغوية والإعلامية والخطابية والأكاديمية والاجتماعية وتحليل هذه الشخصية الجامعة لهذه العبقريات.

يذكر المؤلف أن تجربة الشيخ الدكتور إبراهيم الكندي في مجال الحياة والكتابة الإبداعية مثلت نمطا مغايرا، إذ تجاوز فيها عقدة فقدان البصر وآل إلى مفاتيح البصيرة بالمفهوم الأبستمولوجي والقيمي لسطوة الإعاقات على المبدعين والمفكرين، وكيفية تحديها بقدرات عجائبية تقارب الخوارق غير الاعتيادية في السلوك والممارسة، فالشيخ إبراهيم بقدراته العلمية ومثولهِ الثقافي المبكر كسر حدة تأثير هذه العاهة المطبقة عليه، وحوّلها إلى وسيلة إيجابية شعارها العطاء والإبداع والتميز ونكران الذات، وشكَّلَ بذلك ظاهرةً عُمانية عربية تواكب مثيلاتها في العالم الإسلامي، وأصبح اسماً علميًا يُشار إليه بالبنان في فضاء ثقافتنا العُمانية مواكباً نظراءه المعروفين، وليس أقلهم أسماء ظلت في ذاكرة الثقافة العربية نجوماً وأقماراً ساطعة متوهجة، خاصة في سماء الأدب والخطابة، والتعليم النحوي وبلاغة الخطاب.

تطرق الكتاب إلى أنماط الكتابة النثرية (الإبداعية واللا إبداعية) للشيخ الدكتور إبراهيم الكندي ممثلة في فن المقالة التفسيرية، والخطبة الدينية، والخواطر الإيمانية إضافة إلى الدراسات الفقهية ذات الصبغة الأكاديمية لاسيما أطروحتيه للماجستير والدكتوراة، وما انبثق منهما من كتب مُسْتلَّةٍ منهما لامست حدود تخصصه الدقيق في أصول الفقه، إضافة إلى كتبه في الثقافة العامة ذات الصبغة الأدبية المحضة.

وتناول الكتاب أنماط شخصية الشيخ إبراهيم ومصادر تفكيره وإبداعه ومنهجه العلمي في الكتابة البحثية إضافة إلى عوامل التأثر والتأثير بالمسارات الحياتية المختلفة، وجاء في خمسة فصول ومقدمة وخاتمة، وقد اعتنى الفَضلُ الأول بمرجعيات الشيخ الاجتماعية والعلمية، وتعلق الثاني بكتاباته البحثية في أصول الفقه، وتناول الثالث شخصيته النحوية عبر كتابه ریاض الأحباب وإمتاع الألباب في أصول وقواعد الإعراب.

الفصل الرابع، تناول تجربة الشيخ الكندي الشعرية، وضم قصائد ومقطوعات وأبيات مفردة جاءت معظمها في التظرف والفكاهة وقضاء الحاجات والمنافع، وختم الفصل بدراسة سمات التجربة الشعرية وخصائصها الفنية وموقع الشيخ بين شعراء عصره؟، وهل كان متبدعا أم مبتدعاً؟.

وبالنسبة للفصل الخامس وهو أكبر الفصول حجمـاً، فقد شمل قراءة أفقية موسعة لأشكال نثر الشيخ الكندي وخاصة خطبه ومقالاته وخواطره ومقدماته لكتب الآخرين، والدراسات البحثية التي أصدرها، وتناول مصادر الكتابة النثرية وأدواتها وخصائصها الفنية وأبرز موضوعاتها.

الكتاب يأتي استكمالًا لجهود الدكتور محسن الكندي الثقافية التي عني فيها بالبحث في فكر وتاريخ شخصيات أدبية وشعرية وإعلامية مماثلة، وقصد بها إظهار إنتاجها وبيان تأثيراتها في خريطة الثقافة العمانية في القرن العشرين، ولتكون دافعا للباحثين نحو مزيد من البحث والتقصي لتاريخ فردي مجيد سيبقى منارة عصر علمي زاهر عاشته هذه الشخصيات في الديار العمانية، وسجله التاريخ بعدهم بأحرف من نور.

يشار إلى أن الشيخ الدكتور إبراهيم بن أحمد الكندي ولد في مدينة نزوى عام 1945م، وانتقل إلى جوار ربه في 18 يناير 2018م.

فقد بصره وهو لم يتجاوز الثالثة من عمره، وحفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة من عمره، تلقى العلم في مدينته نزوى على يدي العلامة سعود بن أحمد الإسحاقي وأخيه العلامة يحيى بن أحمد الكندي. واصل دراسته واكملها في الحرم المكي، ثم في جامعة الإمام محمد بن سعود بالمملكة العربية السعودية، فنبغ في النحو وعلوم الآلة، وتعمق في أصول الدين والشرع والفقه والفتوى، حصل على شهادة الدكتورة من الجامعة نفسها في ٢٢/‏‏٧/‏‏١٩٨٨م، وكان ذلك سابقة مميزة سجلها له التاريخ العماني، ونال على إثرها وسام الاستحقاق الرسمي في الثقافة والعلوم من المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ، عمل في قسم العلوم الإسلامية بكلية التربية جامعة السلطان قابوس لمدة اثني عشر عاما، كان أحد العلامات البارزة في كلية التربية وقد ترأس قسم العلوم الإسلامية ثلاث مرات. وللشيخ الدكتور إبراهيم بن أحمد الكندي مجموعة من المؤلفات منها (الاستثناء عند الأصوليين) و(القياس الشرعي بين الإثبات والإنكار)، و(إجماع أهل المدينة، نوعه وحجيته)، و(الإسلام دين العدالة والسماحة والرحمة)، و(القرآن الكريم حجة الله البالغة)، و(الأدلة الاجتهادية)، و(القصاص في الإسلام) و(الأسرة في القرآن الكريم).

محسن الكندي يوثق سيرة حياة إبراهيم الكندي وإرثه الثقافـي