كتب ـ عبدالله الشريقي:
ناقشت ندوة «مخاطر الأمن السيبراني واستراتيجيات المرونة الرقيمة» أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات في ظل تزايد الهجمات السيبرانية، وسبل تعزيز قدراتها على التصدي لها، وتحقيق الاستمرارية في بيئة رقمية آمنة وأهمية التأمين لما يتعلق بالأمن السيبراني.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها غرفة تجارة وصناعة عمان بالتعاون مع شركة هاودن لوسطاء التأمين، أمس بحضور عدد من المختصين في مجال الأمن السيبراني، وأصحاب وصاحبات الأعمال، في فندق إنتركونيننتال مسقط.
وهدفت الندوة إلى رفع مستوى الوعي بمخاطر الهجمات السيبرانية وتأثيرها على بيئة الأعمال وأهمية التأمين، وتمكين المشاركين من التعرف على أفضل الممارسات العالمية في حماية البيانات المؤسسية، إلى جانب تعزيز الثقافة الأمنية الرقمية داخل بيئة الأعمال، وفتح قنوات التواصل مع الخبراء والتقنيين لتبادل الحلول والاستشارات في مجال الأمن السيبراني.
وقال المهندس إبراهيم بن عبدالله الحوسني عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان ورئيس لجنة الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي: تمثل هذه الندوة منصة مهمة لتعزيز الوعي المؤسسي بمخاطر الأمن السيبراني، خاصة في ظل ما نشهده من تطور متسارع في الهجمات الرقمية وأساليب الاختراق، إن تبادل الخبرات مع المختصين في قطاع الأمن السيبراني يمكّن المؤسسات من الاستفادة من أفضل الممارسات العالمية في حماية البيانات وبناء بيئة عمل رقمية آمنة ومستدامة. مشيرا إلى أن التأمين السيبراني بات يشكل أحد الأدوات الحيوية في منظومة الحماية الرقمية، إذ يوفر غطاء ماليا وتقنيا يساعد المؤسسات على التعامل مع تداعيات الحوادث السيبرانية، وتقليل الأضرار الناتجة عنها.
وأضاف المهندس إبراهيم الحوسني: تؤمن غرفة تجارة وصناعة عمان بأن الأمن السيبراني لم يعد مجرد خيار تقني، بل أصبح ضرورة استراتيجية لجميع قطاعات الأعمال، خاصة مع تسارع التحول الرقمي، لذلك تكتسب هذه اللقاءات أهمية كبيرة، حيث تجمع بين ممثلي القطاع الخاص وخبراء الأمن السيبراني، مما يفتح آفاقا أوسع لتبادل الحلول وتقديم الاستشارات، وبناء شراكات تساهم في إنشاء منظومة حماية سيبرانية متكاملة على مستوى المؤسسات، كما تسهم مثل هذه الفعاليات في تمكين المؤسسات من صياغة استراتيجيات مرونة رقمية فعّالة تضمن استمرارية الأعمال وتقليل مخاطر التهديدات السيبرانية.
من ناحيته ألقى راجيف أرورا الرئيس التنفيذي لشركة هاودن لوسطاء التأمين، كلمة أكد خلالها على أهمية التأمين السيبراني. مسلطا الضوء على التحديات المتزايدة التي قد تواجهها المؤسسات والشركات في هذا المجال.
بدوره أشار أحمد بن سالم الحراصي مدير عام قطاع تنظيم وتطوير الأسواق في هيئة الخدمات المالية إلى أن الأمن السيبراني أصبح ضرورة حتمية لضمان استمرارية الأعمال، وحماية الأصول الرقمية، وتعزيز الثقة في البيئة الرقمية التي نعتمد عليها بشكل متزايد، فكلما زادت الاعتمادية على التكنولوجيا، زادت الحاجة إلى وضع استراتيجيات فعالة لإدارة المخاطر السيبرانية، وتوفير الغطاء التأميني المناسب الذي يواكب التطورات، ويعزز من قدرة المؤسسات على الصمود أمام الهجمات السيبرانية.
وقال: إن المتتبع لمخاطر الأمن السيبراني يجد أن دور شركات التأمين أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث ينبغي أن توفر تغطية تأمينية تواكب حجم المخاطر وتلبي احتياجات السوق، مما يضمن حماية المؤسسات من الخسائر المحتملة، ويعزز من استدامتها واستمراريتها. مؤكدا أهمية التعاون الدولي والعمل الجماعي، فالأمن السيبراني هو مسؤولية مشتركة تتطلب مشاركة الخبراء والمؤسسات من جميع القطاعات، وتنسيق الجهود على المستويين الوطني والدولي، لتحقيق بيئة رقمية أكثر أمانا واستقرارا.
من جانبه قدم توماس المدير الإقليمي ورئيس قسم الأمن السيبراني في شركة هاودن لوسطاء التأمين عرضا مرئيا استعرض فيه أبرز المستجدات في مشهد التهديدات السيبرانية والتطورات المتسارعة في هذا المجال. كما قدمت جين المديرة الإقليمي ورئيسة قسم المطالبات في شركة هاودن لوسطاء التأمين عرضا مشتركا بالتعاون مع مكتب المحاماة «كينيدي»، بعنوان «المطالبات قيد التنفيذ: دراسات حالة واقعية»، تم من خلاله استعراض حالتين فعليتين من قطاعي المال والتصنيع، كما تطرق ممثلو مكتب المحاماة إلى الجوانب القانونية المتعلقة بقانون حماية البيانات الشخصية.
وشهدت الندوة جلسة نقاشية، تحدث فيها نخبة من المختصين في قطاع الأمن السيبراني، ناقشوا من خلالها أبرز تحديات الأمن السيبراني في مختلف القطاعات، مستندة إلى خبرات المشاركين المتنوعة. وتطرقت النقاشات إلى ضرورة تبني المؤسسات لاستراتيجيات تركز على التقييم المستمر للمخاطر، إضافة إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لمواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة.
