مسقط ـ الوطن:صدرت للقاص خليفة بن سلطان العبري الطبعة الثانية من المجموعة القصصية القصيرة (يوم على تخوم الربع الخالي) عن دار بيت الغشام، واحتوت على احدى عشرة قصة بدأها بملتقط الخاتم، وتبعها بذات ضحى، ويوم على تخوم الربع الخالي، وذباب على التمر، وفي انتظار السلاحف، وخلف الستارة، واختفاء الفراشة، وباحث عن ساعة، وحين يصبح الأمر عاديا جدا، رائحة الكيذا، المتسلق. وقد قام الكاتب بإهداء المجموعة "إلى كل (لا) منتصرة للحق والنبل" مفتتحا نصوصه بعبارة جميلة لرسول حمزاتوف حيث قال فيها: "مياه الغدير التي تصل البحر، وترى أمامها الأزرق اللامتناهي، يجب ألا تنسى النبع العالي في الجبال الذي بدأ منه طريقها فوق الأرض، وذلك الطريق الحجري الضيق المتعرج الكثير المنحدرات الذي قطعته”. استوحى المؤلف شخوص واحداث القصص من المجتمع العماني باختلاف بيئاتة المحلية واستغلها في تأصيل قضية اللغة والتي من خلال البيئة تزداد ثراء ويساهم كل ذلك في تمكين القارئ العربي في أي مكان وزمان من معرفة الدلالات التي تفيدها هذه الألفاظ ومدى تمكنها من المقاربات اللفظية للهجات العامية بما يخدم ثراء لغتنا الأم اللغة العربية ويبدو ان الاسلوب الادبي السردي الذي استخدمه العبري في التعبير عن الاماكن التي زارها تمكن من قوته في عنصر التشويق والاثارة القصصية وسلاسة تسلسل الاحداث كما احتوى على بعض الحوارت القصيرة الجميلة بين شخوص القصص، والامثال الشعبية والطرائف مكنت القارئ من تفادي الملل والرتابة اثناء القراءة، كما ان لغة الراوي نفسه وهو الكاتب جاءت جميلة متناسقة مع كل تفاصيل الأحداث وخط سير كل قصة وكل حدث وكل شخصية فقد رسمها بعناية فائقة؛ فأظهرت لنا اللغة صناعة متنوعة للشخصية الرسمية والشخصية البدوية والشخصية الحضرية والشخصية الناضجة والشخصية الذكورية والشخصية النسوية وكلها ثقافات لشخصيات متفاوتة في المستويات التعليمية والثقافية والمعرفية. تجدر الاشارة الى انه صدرت عدة اصدارات للكاتب منها : مواسم الغربة ، فنجان عند سوق مطرح، على الباب طارق.