كتب _ عبدالله الشريقي:
استعرضت هيئة الطيران المدني اليوم أبرز منجزات قطاع الطيران المدني خلال عام 2024،
حيث حققت إيرادات بلغت 105 ملايين ريال عُماني، وهو أعلى تحصيل فعلي في تاريخها، لتكون ضمن أعلى خمس جهات حكومية من حيث مساهمتها في الإيرادات العامة، في انعكاس مباشر لكفاءتها التشغيلية واستدامة مواردها المالية وحققت نسبة امتثال بلغت 95.95% في مجال السلامة.
جاء ذلك خلال اللقاء الإعلامي الذي عقدته أمس في نادي الطيران المدني تحت رعاية معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام وبحضور عدد من الشركاء الاستراتيجيين وممثلي الجهات المعنية.
وأشارت الهيئة الى أن سلطنة عُمان حصلت على المركز الخامس عالميا في مؤشر الامتثال للتنفيذ الفعال لرقابة السلامة الجوية، في إنجاز يُعزز من ثقة المجتمع الدولي بمنظومة الطيران المدني.
وفي إطار التخطيط والتشريعات تم تشغيل المدرج الجنوبي لمطار مسقط الدولي، كما اعتمدت الهيئة السياسة العامة للطيران المدني، ووقعت تسع اتفاقيات للنقل الجوي، إضافةً إلى إصدار لائحة حماية حقوق المسافرين وترخيص لتسجيل وإدارة الحركة الجوية للطائرات بدون طيار (الدرون).
أما في مجال التحول الرقمي، تم إعادة هندسة 113 خدمة إلكترونية، وتنصيب نظام إدارة الوثائق EDRMS، والحصول على شهادة أمن المعلومات ISO 27001 . كما تم تركيب وتشغيل مشروع استبدال وتحديث أجهزة نظام التنبؤات العددية العمانية، وتنفيذ مشروع نموذج مؤشر فيضانات الأودية.
وشملت الإنجازات كذلك إصدار تصاريح تشغيل لـ19 شركة طيران أجنبية، واعتماد سياستي الأمن السيبراني وأمن الطيران المدني وتفعيل الأدلة التشغيلية لمطاري الدقم ومرمول، وتشغيل رادار جديد للملاحة الجوية في جعلان بني بوعلي، وكذلك اعتماد خطة الطوارئ والإخلاء في مباني الهيئة، واعتماد منهجية تقييم مخاطر أمن الطيران على المستوى الوطني.
وأوضحت هيئة الطيران المدني أن الأرقام التشغيلية شهد خلال عام 2024 زيادة بنسبة 2% في أعداد المسافرين مقارنة بعام 2023، حيث سجلت الهيئة 120,073 رحلة جوية، وبلغت حركة الشحن الجوي 150,118 طنا، في حين عبر أجواء سلطنة عمان أكثر من 540,300 طائرة، بزيادة قدرها 14%. كما أصدرت الهيئة 17,182 تصريحا للطيران والتصاريح الدبلوماسية، و2,112 تصريحا لعوائق الطيران، وعززت منظومة الرصد الجوي بتشغيل محطتين رصد لتصبح مجموعها 80 محطة موزعة على مختلف المحافظات، فيما تعاملت مع 520 شكوى بكفاءة وشفافية، تعزيزًا لثقة الجمهور.
وقال سعادة المهندس نايف بن علي العبري رئيس هيئة الطيران المدني: إن تطوير قطاع الطيران لا يعد مجرد تحقيق مؤشرات أو أرقام، بل يمثل استثمارًا محوريا في مستقبل سلطنة عُمان ودورها المتنامي على الساحة الدولية في مجال النقل الجوي.
وأشار سعادته إلى أن ما تحقق من إنجازات خلال عام 2024 هو نتاج رؤية واضحة وتعاون فعّال بين مختلف الجهات المعنية، مؤكدًا استمرار الهيئة في مسارها نحو التميز والابتكار لضمان مستقبل واعد ومستدام لهذا القطاع الاستراتيجي.
وشكل عام 2024 محطة فارقة في مسيرة تطوير قطاع الطيران المدني في سلطنة عُمان، حيث تم تحقيق إنجازات نوعية على الصعد التشغيلية والتقنية والتشريعية. وتأتي هذه الخطوات في إطار استراتيجية وطنية متكاملة تهدف إلى ترسيخ مكانة سلطنة عمان كمركز إقليمي ودولي رائد في صناعة الطيران، انسجاما مع مستهدفات رؤية عُمان 2040 الرامية إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام، يعزز من تنافسية سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والعالمي.
كما استضافت سلطنة عُمان أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) بمشاركة 800 مختص و39 وزيرًا من 77 دولة، إلى جانب تنظيم حلقات عمل دولية متخصصة في مجالات الأرصاد الجوية والأقمار الصناعية والتسونامي. كما شاركت الهيئة في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، واجتماع المجموعة الإقليمية لأمن الطيران والتسهيلات، ومؤتمر مفاوضات النقل الجوي (ICAN)، في إطار جهودها المستمرة لتعزيز حضور سلطنة عُمان في المحافل العالمية.
تدشين النسخة المطورة للموقع الإلكتروني
وعلى هامش اللقاء الإعلامي دشنت هيئة الطيران المدني النسخة المطورة للموقع الإلكتروني للأرصاد العمانية وتطبيق الهواتف الذكية، بهدف توفير معلومات آنية دقيقة ومحدثة عن حالة الطقس في مختلف مناطق سلطنة عمان.
ويتميز الموقع الإلكتروني وتطبيق الهواتف الذكية بواجهة استخدام سهلة وبسيطة تتيح للمستخدمين الوصول السريع إلى بيانات الطقس، مع نظام تنبيهات متدرج بالألوان يعكس شدة الظواهر الجوية مثل سرعة الرياح، كميات الأمطار وارتفاع الأمواج مما يسهل فهم الحالة الجوية واتخاذ الإجراءات المناسبة. كما يعتمدان على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الجوية الضخمة، مما يتيح تنبؤات أكثر دقة، وتنبيهات مخصصة بناءً على الموقع الجغرافي وسلوك المستخدم، مما يعزز من قدرة المواطنين والجهات المختصة على التخطيط واتخاذ القرار.
وكذلك تقديم خدمات متنوعة تشمل نشرات جوية يومية وساعية وتنبيهات مبكرة حول المخاطر الجوية مثل الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة والضباب وارتفاع الأمواج والفيضانات والأعاصير، والحالات المدارية. وكذلك توفير خرائط تفاعلية ورسوم بيانية وتقارير كتابية تدعم البحوث والدراسات المناخية في سلطنة عُمان.
تدشين طابع بريدي
كما تم تدشين الطابع البريدي التذكاري الخاص بهذه المناسبة، حيث وقع عليه كلًا من سعادة المهندس نايف بن علي العبري رئيس هيئة الطيران المدني والسيد نصر بن بدر البوسعيدي رئيس وحدة البريد ببريد عُمان (أسياد إكسبرس). ويأتي هذا الإصدار التذكاري تأكيدا على التزام سلطنة عُمان بتعزيز التعاون الدولي في مجالات الأرصاد الجوية والمناخ، وتخليدا لمسيرة امتدت لنصف قرن، جسدت خلالها السلطنة حضورًا فاعلًا في المجتمع الدولي المعني بشؤون الطقس والبيئة، وسعت فيها إلى تطوير قدراتها الوطنية في هذا القطاع الحيوي.
وقال السيد نصر بن بدر البوسعيدي رئيس وحدة البريد ببريد عُمان: يبرز الطابع التذكاري ثمار التعاون المؤسسي بين شركات وهيئات القطاع العام لتعزيز التكامل الوطني؛ إذ يترجم الشراكة الوثيقة بين بريد عُمان وهيئة الطيران المدني. ونأمل أن يلهم هذا الطابع الأجيال القادمة لفهم وتقدير أهمية الأرصاد الجوية ودورها المهم في مختلف المجالات.
تدقيق دولي ونتائج متقدمة
وفي إطار تنفيذ البرنامج العالمي للتدقيق على أمن الطيران بنهج الرصد المستمر (USAP-CMA) على الدول الأعضاء لمنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، نفذت المنظمة خلال الفترة 9 -18 فبراير 2025م برنامج تدقيق شامل لمنظومة أمن وتسهيلات الطيران المدني.
يهدف البرنامج إلى تعزيز أمن الطيران العالمي، حيث يُنفذ البرنامج بصفة دورية وفق آلية ممنهجة وموحدة يتم خلالها تقييم الدول من ناحية تنفيذها للعناصر الحاسمة لنظام مراقبة أمن الطيران، وأحكام أمن وتسهيلات الطيران المدني التي نص عليها الملحق السابع عشر الخاص بالأمن، والملحق التاسع الخاص بالتسهيلات، والبنود ذات الصلة بملاحق اتفاقية شيكاغو، والممارسات الموصي بها، والإجراءات المرتبطة بها، بالإضافة إلى المواد الإرشادية والممارسات ذات الصلة بالأمن.
شمل البرنامج مراجعة متكاملة لمكونات النظام الوطني لأمن وتسهيلات الطيران المدني المكون من ثمانية عناصر حاسمة والتي تشمل على التشريع الأساسي لأمن الطيران، وبرامج ولوائح أمن الطيران والسلطة الحكومية المختصة بأمن الطيران ومسؤولياتها.
وكذلك تدريب وتأهيل الموظفين وإصدار الإرشادات الفنية والمعلومات ذات الأهمية البالغة للأمن، والتزامات منح التراخيص والاعتمادات، والتزامات مراقبة الجودة، وأخيرًا معالجة حالات القصور وعدم الالتزام.
كما تضمن نطاق البرنامج العالمي للتدقيق على أمن الطيران بنهج الرصد المستمر (USAP-CMA) تسعة مجالات وهي الإطار التنظيمي لأمن الطيران المدني وتدريب موظفي أمن الطيران وظائف مراقبة الجودة وعمليات المطار وأمن الطائرات على الأرض وأثناء الرحلة وأمن الركاب والأمتعة وأمن البضائع والمأكولات والبريد الجوي والتصدي لأفعال التدخل غير المشروع، وكذلك الجوانب الأمنية للتسهيلات.
وأظهرت نتائج التدقيق أداءً متميزًا للمنظومة الوطنية في مجال أمن وتسهيلات الطيران المدني، مؤكدةً التزام سلطنة عُمان الكامل بتطبيق المعايير الدولية، وتعزيز أمن وتسهيلات الطيران المدني على الصعيدين الإقليمي والدولي.
كما حققت سلطنة عُمان تقدما ملحوظا في مؤشرات البرنامج العالمي للتدقيق على أمن الطيران بنهج الرصد المستمر (USAP-CMA)، ففي مؤشر الاستدامة لمتطلبات أمن الطيران المدني الواردة في الملحق 17 لاتفاقية شيكاغو الخاص بمستوى التنفيذ الفعال للعناصر الحاسمة الثمانية اللازمة لنظام الرقابة الحكومية على أمن الطيران حققت نسبة 94.4%، كما حققت نسبة 100% في مؤشر الامتثال لمتطلبات التسهيلات المرتبط بتطبيق معايير التسهيلات الواردة بالملحق التاسع لاتفاقية شيكاغو.
وبهذه النتائج احتلت سلطنة عمان المرتبة الرابعة بين دول مجموعة العشرين في مجال أمن الطيران، والمرتبة الثالثة على مستوى دول الشرق الأوسط في مجال أمن وتسهيلات الطيران المدني.



