كركوك تستقبل 5 جثامين لغرقى قرب السواحل اليونانيةدهوك (العراق) ـ وكالات: ألقى ضعف الخدمات وانحسار المساعدات الإنسانية والظروف" الجوية والمعيشية العصيبة وما يرافقها من مشاكل وضغوطات حياتية واجتماعية ونفسية بظلاله على النازحين الايزيديين في المخيمات المتهالكة بإقليم كردستان العراق.وتعاني سها اسماعيل (29 عاما)، وهي أم لطفلين كانت من سكان مجمع تل قصب(10 كم شرق مدينة سنجار) والذي لا يزال تحت سيطرة داعش ، خلال إقامتها الآن بمخيم شيخان للنازحين الايزيديين جنوب شرق دهوك.وقالت "أسكن في خيمة منذ حوالي عاما ونصف مع زوجي وأطفالي ووالد ووالدة زوجي وهم من كبار السن ويعانون من الامراض حيث نعيش اوضاعا مأساوية وكنا ننتظر تحرير مناطقنا لكي نعود الى بيوتنا ولكن للأسف حتى حين تحرير قضاء سنجار لم يتم تحرير مناطقنا حتى الآن بل قاموا بتحرير مجموعة قرى عربية ساعدت في غالبيتها داعش على ارتكاب الجرائم بحق الايزيديين".وأضافت" حتى في المخيمات فإن المنظمات الخيرية التي كانت تساعد النازحين قطعت مساعداتها ونحن الان نفكر في الهجرة عبر البحر حيث ينتظرنا المجهول ولا نعلم أن كنا سوف نصل إلى أوروبا وبالتحديد المانيا وهي هدفنا ام سوف نغرق في الطريق كما غرق العشرات من المهاجرين الايزيديين في بحر ايجه وهم في طريق هجرتهم الى المانيا".وأشارت الى أن "المانيا هي وجهتنا واملنا الوحيد هذا البلد الذي لن ننسى فضله علينا ومساعدته القيمة لنا حيث استقبلنا وآوانا ونتمنى ان تبقى المانيا مستمرة في دعمها ومساندتها للايزيديين كون وضعنا يختلف حتى عن وضع بقية اللاجئين ونحن أقلية تعرضنا لأبشع الجرائم".من جهته قال قائد سنجار وهو ناشط ايزيدي في مخيم قادية للنازحين الايزيديين في قضاء زاخو (60 كم شمال دهوك) لقد" زادت مشاكل النازحين اليومية والحياتية مع مرور الوقت حيث بات دور المنظمات الانسانية في مساعدة النازحين الايزيديين قليل جدا واصبح من النادر ان نجد منظمة تساعد النازحين بل هناك منظمات تستفيد من قضية الايزيديين".وأشار الى أن "النازحين الايزديين ليسوا من اهل سنجار فقط بل هناك نازحون من بعشيقة وبحزاني وتلكيف وهم ايزيديون أيضا يعيشون في أوضاع تعيسة حيث الخيم متهالكة وهناك عوائل احترقت خيامهم وأخرى سقطت فوق رؤوسهم بسبب الامطار والعواصف وهم الان لا يملكون خيمة يعيشون تحتها".وأضاف أنه "وبسبب هذه الاوضاع هناك العديد من العوائل تجازف وتهاجر بطرق خطيرة وغير أمنة الى المانيا وبقية الدول الاوربية".الى ذلك قال اكرم فتاح رئيس لجنة الهجرة والمهاجرين في مجلس محافظة دهوك إن "الحكومة العراقية لم تقم بواجبها تجاه النازحين العراقيين الذين نزحوا من المحافظات العراقية الى الاقليم ولم تساعد حكومة الاقليم بأي شيء.وأضاف أن دور منظمات المجتمع المدني أيضا ضعيف جدا والجميع يعلمبالأزمة المالية التي يعيشها الاقليم وحجم النازحين والمهاجرين الموجودين في الاقليم لذلك نحن بحاجة الى دعم دولي لتحسين اوضاع اللاجئين والنازحين.وتابع انه "منذ بداية وصول النازحين الايزيديين الى كردستان فقد حدثت حالات احتراق في العديد من الخيم ووفاة البعض جراء الحرائق بسبب نوعية الخيم التي تحترق خلال لحظات مع الشرارة الأولى لأي حريق ما يشكل خطرا جسيما على النازحين وبالأخص الأطفال".إلى ذلك وصلت أمس جثامين خمسة عراقيين بينهم ثلاثة اطفال جميعهم من عائلة واحدة الى مدينة كركوك شمال بغداد، بعد ان قضوا غرقا قبالة السواحل اليونانية بينما كانوا يحاولون الهجرة الى اوروبا نهاية العام الماضي.وقال مصدر في شرطة كركوك "تلقينا جثث اربعة اشخاص من عائلة واحدة، هم رجلان وثلاثة اطفال قضوا غرقا في 23 ديسمبر الماضي قبالة جزيرة لايروش اليونانية".وأوضح ان الضحايا هم رب العائلة سالار محمد قادر (40 عاما) واطفاله اية ويوسف واحمد (3 و4 و6 سنوات) وشقيقه عبد القادر (44 عاما)، وكانوا في طريقهم للهجرة الى احدى الدول الاوربية عندما غرق الزورق الذي يقلهم ما ادى لغرق العائلة.وأشار الى فقدان جثة طفلة بعمر ستة اشهر في الحادث ذاته فيما نجت الام نسرين (32 عاما)، وفقا للمصدر نفسه.وقال عبد الله رشيد كامل احد اقارب الضحايا ان "العائلة كانت قد غادرت كركوك بداية ديسمبر، لغرض الهجرة الى اوربا". وتابع ان "الفقر والبطالة وانعدام الامل بالحصول على العمل دفعتهم للهجرة على أمل الحصول على مستقبل أمن".واستقبلت عائلة المفقودين جثث الضحايا الذي نقلوا عبر مطار السليمانية (شمال بغداد)، بالتعاون مع منظمة لاجئين اقليم كردستان ، وفقا للمصدر.وأكدت منظمة الهجرة الدولية في وقت سابق ان 684 مهاجرا ولاجئا لقوا حتفهم منذ الاول من يناير اثناء رحلات محفوفة بالمخاطر انطلاقا من السواحل التركية نحو الجزر اليونانية في شرق بحر ايجه. وسجلت المنظمة وصول اكثر من 800 الف شخص هذه السنة الى اليونان.