(دراسة تطبيقية على بعض النصوص اللغوية من القرآن الكريم والسنة المطهرة والشعر العربي)ثالثاً ـ الأبيات الشعرية:وقد اخترت أربعة أبيات، هي أبيات في الحكم والخبرة ، والصبر الجميل، فهاكها معربةً:ـ تَعزَّفإنَّ الصبرَ بالحُرِّ أجمل وليس على رَيْب الزمانِ مُعَوّلُـ فإنْ تكنِ الأيّامُ فينا تَبَدّلَتْ ببؤسَى ونُعْمَى والحوادثُ تفعلُـ فما ليَّنتْ منّا قناةً صَليبةً ولا ذَلَّلَتْـــــــــنَا للذي ليس يَجْمُلُـ ولكنْ رَحَلْناها نفوسًا كريمةً تُحَمَّلُ ما لا يُسْتَطَـــــاعُ فَتَحْمِلُإعراب الأبيات:البيت الأوّل:تعزّ: فعل أمر، مبني على حذف حرف العلّة لأن الأمر يُبْنَى على ما يُجْزَمُ به مضارعه ، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا ، تقديره أنت.فإنّ: الفاء: هي الفاء الفصيحة أو التعريفية (وهي الفاء الواقعة في جواب شرط مقدّر، تقديره : فإنّ تتعزَّ فالصبر أجمل بالحرِّ).إنّ: حرف توكيد ونصب، ناسخ، مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب، وهو حرف مختص. الصبر: اسم إن منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة. بالحرّ: شبه جملة متعلّقة باسم الفاعل الآتي بعدُ، أو في محل نصب حال.أجملُ: خبر إن مرفوع، وعلامة رفعه ضمة واحدة لأنه ممنوع من الصرف للوصفية، ووزن الفعل، وجملة:(فإن الصبر ..) في محل جزم جواب شرط لشرط مقدّر.وليس: الواو لعطف الجمل ، حرف مبني، غير مختص، لا محل له من الإعراب، ليس: فعل ماضٍ، ناسخ ، ناقص، جامد، مختص مبني على الفتح لامحل له من الإعراب. على ريب الزمان: (جار ومجرور، ومضاف إليه)، وشبه الجملة متعلق بمحذوف، في محل نصب خبر (ليس)، مقدم وجوباً. معَوّلُ: اسم (ليس) مؤخر وجوباً، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. إعراب البيت الثاني :فإنْ: الفاء: استئنافية، حرف غير مختص، مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب، أو عاطفة عطف جمل، إنْ : حرف جزم،مختص، مبني على السكون، لا محل له من الإعراب. تكن: فعل مضارع، فعل الشرط ناقص، ناسخ ، مجزوم، وعلامة جزمة السكون ، وحذفت واوه ؛ لئلا يلتقي ساكنان ، وانكسرت النون منعا من التقاء الساكنين . الأيّامُ: اسم (تكن)، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة فينا:(جار ومجرور، شبه جملة ) متعلقة بالفعل:(تبدّلت)، أو في محل نصب حال.تبدّلت: فعل ماضٍ، مبني على الفتح ؛ لاتصاله بتاء التأنيث ، لامحل له من الإعراب ، والتاء : حرف تأنيث، مبني على السكون، لا محل له من الإعراب ، والفاعل مستتر جوازا ، تقديره هي ؛ والجملة ( فينا تبدلت ) في محل نصب خبر (تكن) . ببؤسَى : الباء حرف جر، مختص، مبني على الكسر، لا محل له من الإعراب ، وبؤسَى: اسم مجرور بفتحة مقدّرة للتعذّر؛ (لأنّه مقصور)، وهو ممنوع من الصرف؛ لألف التأنيث المقصورة . ونُعمَى : الواو حرف عطف للمفردات، و(نُعْمَى): اسم معطوف على (بُؤْسَى) مجرور مثله ، وعلامة جره الفتحة المقدّرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف ؛ لألف التأنيث المقصورة، وشبه الجملة ( بنعمى وبؤسى) متعلقان بالفعل ( تبدلت) ، أو في محل نصب حال . والحوادثُ : الواو واو الحال ، حرف، مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب ، والحوادث: مبتدأ مرفوع بالابتداء ، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة . تفعل : فعل مضارع ، مرفوع بالتَّجَرُّد ، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة ، والفاعل مستتر جوازا تقديره: هي ، والجملة الفعلية : في محل رفع خبر للمبتدأ ( الحوادثُ ) . وجملة : ( والحوادث تفعل ) في محل نصب حال ، ويمكن أنْ تعرب الجملة ( والحوادث تفعل ) جملة اعتراضية،فلا محل لها من الإعراب .وحتّى الآن لمْ يأتِ جواب الشرط ، وهو موجود في البيت الذي يليه. إعراب البيت الثالث :فما : الفاء واقعة في جواب الشرط المتقدّم ، حرف ربط، مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب ( تذكر أنه حرف ربط ) . ما: حرف نفي، غير مختص، مبني على السكون، لا محل له من الإعراب. لَيّنَتْ : فعل ماضٍ، مبني على الفتح؛ لاتصاله بتاء التأنيث، لا محل له من الإعراب ، والفاعل مستتر جوازا تقديره هي ؛ وتاء التأنيث حرف، مبني على السكون، لامحل له من الإعراب . منَّا : شبه جملة ( جار ومجرور ) متعلّق بالفعل( لَيّنَتْ ) ، أو في محل نصب حال . قناةً : مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة . صليبة : صفة للمفعول به ، منصوبة مثله ، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة،وجملة : ( فما ليَّنَت منّا قناة صليبة ) في محل جزم جواب الشرط . ولا ذلَّلَتْنا: الواو لعطف الجمل ، حرف مبني على الفتح، لا: حرف نفي، غير مختص، مبني على السكون، لا محل له من الإعراب . ذَلَّلَتْنا : فعل ماضٍ، مبني على الفتح؛ لاتصاله بـ ( تاء التأنيث ) ، وهي حرف مبني على السكون، لا محل له من الإعراب ، والفاعل مستتر جوازا ، تقديره هي ؛ و" نا " ضمير متصل، مبني على السكون، في محل نصب مفعولا به . وجملة : " ولا ذَلَّلَتْنَا " معطوفة على سابقتها في محل جزم . إعراب البيت الرّابع:ولكنْ : الواو عاطفة ، حرف مبني على الفتح، حرف لعطف الجمل، لا محل له من الإعراب ، لكنْ : حرف استدراك، مبني على السكون، لا محل له من الإعراب . رحلْناها : فعل ماضٍ، مبني على السكون؛ لاتصاله ب(نا) الدالة على الفاعلين ، لا محل له من الإعراب، و(نا): ضمير مبني على الفتح، في محل رفع فاعل، و(ها): ضمر متصل، مبني على السكون، في محل نصب مفعول به . نفوسا : ( ومعنى رحلناها : اتخذناها راحلة ) ، فهي ، أيْ : نفوسا ، إما أن تعرب تمييزا ، على اعتبار أن (رحل) يتعدّى لواحد، وقد أخذه ؛ وإمّا أن تكون حالا ، أي : رحلناها عزيزةً ؛ وإمّا أن تكون مفعولًا ثانيا إذاضُمِّنت (رحل) بمعنى " اتّخذ " ، والفعل: (اتّخذ) ينصب مفعولين . كريمةً: صفة منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة،وهي صفة أولى .تُحَمَّلُ : فعل مضارع مرفوع بالابتداء ، وهو فعل مبني للمجهول ، أو مبني لما لمْ يُسَمّ فاعلُه ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة . ما: اسم موصول، مبني على السكون، في محل نصب مفعولا به. لايُسْتَطاع: لا: نافية غير عاملة، حرف مبني على السكون، لا محل لها من الإعراب.يستطاع : فعل مضارع، مبني للمجهول ، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ؛ ونائب الفاعل : ضمير مستتر جوازا ، تقديره هو . وجملة : (لا يستطاع ) جملة صلة الموصول، لا محل لها من الإعراب ، ويمكن أن تكون في محل نصب حال ؛ لأن سيبويه يجعل الصفة الثانية حالا ؛ على اعتبار أن الصفة الأولى نُزِّلَت من الكلمة منزلة " أل " ، وأنّها صارت معرفة ، والجمل بعد المعارف أحوال . فتحمل: الفاء: عاطفة ، حرفمبني على الفتح، لا محل له من الإعراب.تحمل : فعل مضارع مرفوع بالتّجرد ، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة ، والفاعل : ضمير مستتر جوازا ، تقديره هي ، والمفعول به محذوف، تقديره: " فتحمله " .*والأبيات كثر فيهاأفعال أمر، وأساليب توكيد ، ونفي، وشرط، واستدراك ، كما دخلته الصفة، والحال، والتمييز، والجمل الاعتراضية والاستئنافية .هذا التحليل السابق لهذه التراكيب اللغوية من: قرآن، وحديث، وشعر- كان الغرض منها هو التطبيق العملي على القواعد النظرية السابقة، وكذلك لتكون ربطا بين الجانب النظري، والجانب العملي.والله أسأل للجميع التوفيق والسداد، وأن يوفقكم الله إلى كل خيرٍ، فهو وحده الهادي إلى كل نعمة، والموفق إلى كل طريق مستقيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله ،وسلم، وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.د. جمال عبد العزيز أحمدكلية دار العلوم ـ جامعة القاهرةجمهورية مصر العربية[email protected]