**
45 عاما من عمر النهضة المباركة رسمت مسيرة الإبداع في صناعة الانسان العماني عبر الازمان فهو الهدف والغاية، وبدونه لايمكن أن يتحقق أي إنجاز، ولايقوم أي طموح، كما أن بناء الأوطان لابد له من حكمة وعزم ومثابرة وتخطيط سليم، رؤوس اقلام استشفت من الحديث الأبوي لقائد المسيرة في بداية العهد الزاهر ( سأجعل هذه الحكومة حكومة عصرية فكان جوهر هذا التوجيه انتقاء الصالح من الثقافة الإنسانية التي تدعم مسيرة التنمية البشرية، وبعد مضي زمن ليس ببعيد استطاع ـ حفظه الله ـ الانتقال بعمان الى عصر الحداثة والعصرية، ومانعيشه اليوم من استقرار وأمان وسلام اجتماعي وشعور بالرضاء.
1970 أشرقت شمس عمان بنور عانق سماء الغبيراء معلنة بداية عهد جديد مشرق وضاء يزيح غبار الماضي ليرتدي حلل براقة يشع نورها فتصبح عروسا في ليلة زفافها كلمات مضيئة بدأها قائد المسيرة في بداية توليه مقاليد الحكم في البلاد:( سأعمل بأسرع مايمكن لجعلكم تعيشون سعداء من أجل مستقبل أفضل).
1980 بدأت عمان تفتح بوابات العالم بمفتاح الماضي العريق فتنشر صفحاتها بين اقطار البشر في شتى ربوع سماء الدنيا لتأخد مكانتها المرموقة لتواصل مسيرة الاجداد بحكمة واقتدار.
نحن العمانيون قد دخلنا مرحلة جديدة من مراحل تاريخنا الحديث تبلورت فيها الرؤى وتنامت العزائم، وتحولت الجبال الشامخة الى صديق، وتدفقت ينابيع المياه الحارة الى برد وسلام فوقف لها العالم وقفة اجلال واحترام، انها عمان وابنها قابوس.
1990 تحولت عمان بفضل الله والسلطان الى دولة عصرية نسجت خيوطها لتواكب الحداثة بكافة مسمياتها السياسية والثقافية والاجتماعية داخليا وخارجيا من خلال الاهتمام بالجيل الصاعد وتحفيزهم على الانتماء للعلوم العصرية التي تتطلبها المرحلة الحالية والمستقبلية، اضف الى ذلك كان لعمان السبق في ترسخ مبادئ العلاقة الحميمة مع دول الجوار، فاستحقت شهادة نقدير كتبت بماء الذهب.
2000 م حقبة من الإنجازات حققتها عمان بفكر قائد حكيم شهد له العالم بفراسته التي اصبحت حديث آلامه فكانت مثالا يحتذى به في المحافل العربية والدولية من خلال ما حققه لوطنه وأبناء شعبه ناهيك عن علاقاته الحميمة والوطيدة في شتى ربوع العالم بأسره، وهناك شاهد عيان لما يقوم به جلالته من تقريب وجهات النظر بين مختلف الدول والخروج بحلول ترضي كافة الأطراف.
لقد عرفت السياسة العمانية التي أرساها جلالته ـ حفظه الله ـ بالاعتدال والواقعية في التعامل مع القضيا الدولية، والتي عززت مكانة بلادنا، فكل من يعرف عمان في الخارج يدرك مواقفها الثابتة في التعامل مع الاوضاع الدولية ومستجداتها، ومن هذا المنطلق اوجدت تلك المساحة المهمة في شتى ربوع العام بأسره.
واليوم، الثامن عشر من نوفمبر تحتفل عمان بعيدها الخامس والاربعين المجيد لنهضتها الفتية التي قاد مسيرتها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان
قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بكل عزم واقتدار، فارس امتطى صهوة جواده عازما السير في بناء عمان ماض دون كلل بيده قبس بقلبه السلام، وعمان بأسرها تجدد العهد والولاء وتؤكد بلسان حالها ماضون خلفك يا قابوس يا علم عمان وحصنها الشامخ
ومنارة حضارتها ومحيي تراثها التليد واكفها مبتهلة الى الله تعالى ان يحفظك سلطانا مؤيدا تزهو بك الاعوام عاما بعد عام وينهل بفكرك الانسان فتتوارثه الاجيال على مد العصور والازمان.

أحمد بن موسى الخروصي
[email protected]