ولاية نزوى بمدنها وقراها يشهد لها التاريخ بصفحات مجيدة منذ ما قبل الإسلام بآلاف السنين وفي العصر الإسلامي كان لها حضور في الأحداث التي جرت في عمان قبل أن تصبح العاصمة السياسية والإدارية في عام 177 هـ/794م . وقد كان حدث نقل العاصمة من صحار إلى نزوى ليس بالحدث اليسير وخاصة أن صحار شغلت هذه المكانة قرونا من الزمان وهي التي شرفت باستقبال رسالة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام ومبعوثيه عمر بن العاص وزيد بن ثابت واستجابة الملك جيفر وأخيه عبد ابني الجلندى للدعوة الإسلامية وبداية الانطلاقة الرسمية لهذا الدين القيم من صحار إلى بقية مناطق ومدن وقرى عمان من دبا أقصى الشمال وحتى بلاد شحر عمان في أقصى الجنوب.ونظرا لأهمية هذا الحدث في مسيرة تاريخ عمان المشرق بالأمجاد حضرت فكرة هذا البحث لإبراز هذا الحدث مجليا فيه ما يمكن تجليته من أهلية هذا المكان ليصبح مقرا للحكم ومنطلقا للعدل والرخاء وموئلا للعلم والعلماء، وبما أن محور المؤهلات نفسها لا تكفي لاتخاذ هذا الإجراء، أتبعنا ذلك بمحور الدوافع التي حتمت هذا التصرف السديد. وفي المحور الثالث والأخير سندلل على النظرة الثاقبة لهذا القرار ببعض نتائجه الإيجابية. وفي الختام نجمل مساقات هذا البحث مع رصد النتائج مع الإسهام ببعض التوصيات اللازمة لتفعيل دراسات هذه الملتقيات الفكرية والمطالبة باستمرارها لإبراز تاريخ عمان وعطائها الحضاري بكل جوانبه.المحور الأول: مؤهلات نزوى لتصبح عاصمة لعمانأولا: الإسم والموقع فإسم نزوى وردت عدة تأويلات في سبب هذه التسمية فمنهم يذكر أن تسمية نزوى بهذا الاسم له اعتبارات خاصة بالعلاقة بين المكان والمصطلح حيث ينسبها إلى مكان مشهور بها هو اسم جبل غربي البلدة، كما ورد ذلك في القاموس المحيط (للفيروزبادي) أن نزوى هو جبل بعمان(1)، وقيل سميت بهذا الاسم لانزوائها في الناحية الجنوبية للجبل الأخضر بمثابة تحصين طبيعي لها من الجهة الشمالية، ويرى الشيخ سالم بن حمود السيابي أن نشأة نزوى جاءت على يد عرمان بن عمر الأزدي ويشير إلى أن السبئيين قطنوا عمان ونزلوا بنزوى،ومن ناحية الموقع تحتل نزوى موقعا فريدا فهي تتوسط مدن عمان الداخلية وتتوسط منطقة الجوف من عمان(2) ، ومنطقة الجوف ممتدة من منطقة العوامر شرقا وحتى جبال الكور غربا ، وبهذا كما يعبر أحد الباحثين بأنها تقع في جوف الجوف ، والجوف كما ورد في القاموس المحيط: "الجوف المطمئن من الأرض، وموضع بناحية عمان"(3)، وتقع في السفح الجنوبي للجبل الأخضر في المنطقة الداخلية من عمان، يحدها من الجنوب ولاية منح، ومن الشرق ولاية إزكي، ومن الغرب ولاية بهلا، وقد صف المقدسي نزوى بأنها: "في حد الجبال؛ كبيرة؛ بنيانهم طين؛ والجامع وسط السوق، شربهم من أنهار(4) وآبار"(5) كما وصفها البكري بأنها أعظم مدن عمان وهي في الجبل(6). أما ياقوت الحموي فيقول: "ونزوى جبل بعمان وليس بالساحل، وحوله عدد من القرى الكبار يسمى مجموعها بهذا الاسم نسبة المكان إلى معلم وهو الجبل"، ويتحدث عن ازدهارها تجاريا في القرن السابع الهجري حيث "الثياب المنمقة بالحرير"، ويصفها بأنها "جيدة فائقة ليس لها نظير في بلاد العرب، كما توجد المآزر (مفردها إزار) والتي تتسم بغلاء أثمانها"(7)، أما ابن بطوطة فيذكر مقومات الاستيطان لمنطقة نزوى حيث "خصوبة التربة، وتوفر المياه، كما تحف بها البساتين" مشيرًا إلى بعض سمات أهل نزوى "كالشجاعة والنجدة(8).وحسب ما كشفت عنه التنقيبات الأثرية ما يعود إلى العصر البرونزي المتأخر(1200 – 1000 ق.م) حيث تشير هذه التنقيبات الأثرية على وجود مستوطنة في موقع جبل الحوراء عند حصن بو علي الذي يقع شرقي نزوى، على منحدر صخري جيري بالقرب من شرجة الحديرة، وهو يعود إلى العصر البرونزي المتأخر / بداية العصر الحديدي، ويوجد في الناحية الشمالية من نزوى شرقي الوادي الأبيض، شمال الجناة آبار وأفلاج مهجورة يقال بأنها كانت مستوطنة فارسية. (9)ومما يدل على أهمية مكانة المنطقة من الناحية العسكرية تلك القلاع والأبراج والحصون والبيوت المحصنة وأسلوب العمارة المدنية المحصنة، كما نرى ذلك في الحارات القديمة ذات الأسوار الشامخة والأبواب الضخمة العتيدة والجدران المرتفعة ذات السمك الكبير. وموقع نزوى الفريد قد جعلها منذ القدم تسيطر على أقدم الطرق التجارية البرية طرق القوافل في شبه الجزيرة العربية لتربط بين شرقية عمان وغربها وشمالها وجنوبها ولهذا كان لأهمية الموقع دور فاعل في تميزها، وقد كان للشيخ المؤرخ سالم بن حمود السيابي وصف دقيق لموقع نزوى الفريد حيث قال:" وتقع نزوى في سفح الجبل الأخضر من الجنوب بين جبال هي سورها، في فضاء صالح غير مكتظة بالجبال من كل جهة، ذات أنهار وبساتين ونخل باسقة في جو مناسب" (10)، وبهذا الموقع المتميز جعل نزوى مهيأة لتصبح عاصمة لعمان ويعد هذا هو المؤهل الأهم.ثانيا: وجود العلماء: يعد وجود العلماء مؤهلا هاما في أن تتربع نزوى مكانة السبق في اختيارها عاصمة لعمان حيث حظيت نزوى بوجود عدد من العلماء البارزين ، ويعد الإمام أبي الشعثاء جابر بن زيد الأزدي - رضي الله عنه - الذي ولد ونشأ في قرية فرق إحدى قرى نزوى هو المؤسس لتلك النهضة العلمية التي شهدتها منطقة الداخل – نزوى وما حولها- ، وقد رفد هذه النهضة العلمية أبرز الذين تلقوا العلم في البصرة على يد الإمام المحدث الفقيه الربيع بن حبيب الفراهيدي –رضي الله عنه – وعرفوا بحملة العلم إلى المشرق: وهم موسى بن أبي جابر الأزكوي، وبشير بن المنذر النزوي، ومنير بن النير الريامي الجعلاني، ومحمد بن المعلا الكندي، ومعهم محبوب بن الرحيل القرشي، ولما عاد هؤلاء من البصرة كان اختيارهم أن تكون نزوى هي مركز انطلاق دعوتهم، واستطاعوا أن يهيئوا جيلا من أهل العلم والصلاح ليقوم بالدور الفاعل في بناء الدولة، ويعيد لعمان الكيان السياسي المستقل الذي يستمد من الخلافة الراشدة مناهج عمله، ونتيجة لتلكم الجهود التي بذلها أولئكم العلماء، صار لعمان رصيد ضخم من العلماء حازت نزوى على النصيب الأكبر منهم ، حتى ضرب بذلك المثل، فشبه العلم بطائر باض بالمدينة وفرخ بالبصرة، وطار إلى عمان يقول الإمام السالمي في جوهره(11):وبعضهم إلى عمان انتقلا وضربوا في الانتقال مثلابطـــائر فرخ في العــراق ولعمان طار بانطـــــلاقوهكذا يعد وجود هؤلاء العلماء مؤهلا مهما في أن تكون نزوى هي مقر الحكم في عمان وكان لهم دور بارز في تهيئة الظروف بإيجاد المناخً المناسب من إعادة الإمامة والتي عرفت بالإمامة الثانية ويرى البعض بأن إقامة هذه الإمامة كانت من تخطيط الإمام الربيع بن الحبيب ولكنه توفي قبل التمكن من ذلك، وواصل تلاميذه المعروفون العمل إلى ذلك من بعده(12).المحور الثاني : دوافع اختيار نزوى عاصمة لعمانكانت عاصمة عمان صحار مدينة ساحلية بالإضافة إلى أنها متصلة بالطرق البرية التي اعتاد العرب ارتيادها فمن السهل الوصول إليها، وقد أثبتت الأحداث الماضية أن سهولة وصول الطامعين في مد نفوذهم إلى عمان كان ميسورا فبالاستيلاء على العاصمة يكون الاستيلاء على البلاد كلها سهلا ومن تلك الأحداث.أولا: محاولة النجدات مد نفوذهم في عمان:استطاعت النجدات(13) أن تسيطر على اليمامة والبحرين، وحاول عبد الله بن الزبير إخراجهم بقيادة أخيه مصعب في سنة 69 هـ/688م(14)، إلا أنه لم يستطع؛ مما قوى طموح هذه الفرقة لأن تمد نفوذها إلى عمان، حيث أرسل نجدة بن عامر جيشا بقيادة عطية بن الأسود الحنفي(15)، فنازل هذا الجيش العمانيين تحت راية عباد بن عبد ابن الجلندى، وتروي المصادر أنه كان شيخاً كبيراً، وكان ابناه سليمان وسعيد معه(16)، واستطاع النجدات كسب المعركة، وتذكر الروايات أن عباد قد قتل في هذه المعركة. وبعد عدة أشهر خرج عطية بن الأسود من عمان مستخلفاً في صحار(17)أحد رجاله ويدعى أبا القاسم، فهب عليه العمانيون وقتلوه وخلصوا البلاد من النجدات الذين لم يكن لهم يد على عمان إلا أشهر قليلة، وحاول النجدات إعادة الكرة إلا أن العمانيين كانوا في يقظة لهم فلم يمكنوهم من ذلك، واندحر جيشهم، فولوا الأدبار إلى كرمان(18).ثانيا: سيطرة الدولة الأموية على عمان: بعد أن تولى عبد الملك بن مروان سلطة الدولة الأموية في عام 65هـ/684م(19) عين على ولاية العراق الحجاج في سنة 75 هـ/693م(20)، ويذكر ابن خياط أن أول محاولة للحجاج للسيطرة على عمان كانت في سنة "كذا وسبعين" وكانت بقيادة موسى بن سنان بن سلمة(21)، واستطاع العمانيون بقيادة الملك سليمان وأخيه سعيد ابني عباد القضاء على هذه المحاولة التي تبعتها محاولات أخرى كان الفشل حليفها بسبب الصمود الكبير في سبيل أن تبقى عمان مستقلة في يد أهلها، وكان دفاع العمانيين عن بلادهم أساسه روح العقيدة التي ترى في حكم بني أمية لم يكن قائما على نفس المبادئ التي قامت عليها خلافة الراشدين رضوان الله عليهم ، وقتل الكثير من قادة الحجاج(22)،بعد ذلك أخذ يعد لمحاولة حاسمة فجهز جيشا كبيراً بقيادة مجاعة بن شعوة(23) الذي حقق آمال الحجاج، وخرج ملك عمان سليمان وأخيه سعيد بذراريهما إلى شرق أفريقيا، وبذلك خضعت عمان بالقوة سنة 83هـ/700م(24)، وولى الحجاج على عمان الخيار بن سبرة المجاشعي(25)، وهو أول والٍ مباشر تعرفه عاصمة عمان صحار من قبل الدولة الأموية، فدخلت عمان بذلك عهداً جديدا من حياتها السياسية حيث صارت تابعة لوالي العراق مباشرة.ثالثا: من الدوافع المهمة التي كانت سبباً في نقل العاصمة من صحار إلى نزوى تلك الأحداث التي أدت إلى زوال الإمامة الأولى(26)بعد فترة قصيرة من قيامها.قيام الإمامة الأولىتفيد المصادر العمانية أن جناح بن عبادة الهنائي(27) ولي عمان في بداية نشأة الدولة العباسية سنة 132هـ/749م، وكانت هناك كوكبة كبيرة من العلماء في صحار(28)، فاتفق هؤلاء العلماء مع قيادة علماء الإباضية في البصرة على مبايعة الجلندى بن مسعود بالإمامة في عمان، وتم ذلك في أواخر عام 132هـ/749م(29)، ورغم قصر هذه الإمامة حيث لم تدم سوى ما يقرب من سنتين إلا أنها أسست كيان الإمامة في عمان من الناحية العملية، فوضعت تنظيمات سياسية وإدارية واقتصادية وعسكرية وتوجيهات اجتماعية(30) سارت على نهجها الإمامات المتعاقبة بعدها .الأخطار التي واجهت الإمامة الأولى:شهدت صحار في تلك الفترة القصيرة من عمر الإمامة عملا دؤوبا سياسيا وعسكرياً لدرء الأخطار التي تزعزع الأمن والاستقرار وتحاول تقويض الإمامة. ومن تلك الأخطار :أولا: الصفرية في عمان: انتدب أبوالعباس السفاح خازم بن خزيمة(31) لقتال الخوارج الصفرية، وكانوا بقيادة شيبان بن عبد العزيز اليشكري(32)، فاقتتلوا في جزيرة أبركاوان، وبعدها ركب شيبان وأصحابه السفن إلى عمان، فاتخذ الإمام وصحبه موقفا حاسماً بعدم السماح لهم بدخول عمان، فاقتتلوا فقتل شيبان، وانهزم جنده(33).ثانيا: هجوم الدولة العباسيةعلى عمان ونهاية الإمامة الأولى:في ظاهر الأمر جاء خازم بن خزيمة إلى عمان لحرب الصفرية حسب ما تفيد المصادر، إلا أن سير الأحداث تؤكد أن قدومه إلى عمان ليس من أجل اللحاق بشيبان الصفري فقط، وإنما هو لإخضاع عمان للدولة العباسية، ومن هذا المنطلق كان رفض العمانيين التسليم له (34). ووقع القتال بين العمانيين بقيادة الإمام الجلندى، وقوات الدولة العباسية بقيادة خازم بن خزيمة وكادت الدائرة تدور على خازم وقواته بعد أن استمرت أياماً عدة، لولا لجوء خازم إلى الخديعة، فأمر جنوده أن يجعلوا على أطراف أسنتهم المـَشَاقة(35)، ويرووها بالنفط ويشعلوا فيها النيران ليحرقوا البيوت القريبة من المعركة، وكانت من خشب فاشتغل الجيش العماني بإنقاذ أهل هذه المنازل من أطفال وعجزة وحريم، ومحاولة إطفاء النيران، وبينما هم في هذه الحالة هجم جيش خازم بن خزيمة فاستطاع بذلك أن يكسب المعركة وقتل فيها الإمام نفسُه وخيرة قواده، وكان ذلك سنة 134هـ/751م(36). وبمقتل الإمام واستيلاء القوات العباسية على صحار عاصمة الدولة انتهت الإمامة الأولى في عمان.وبالرغم من أن المصادر لا تذكر شيئا عما تبع ذلك المكسب الذي حققه العباسيون، فإنه من المرجح أن يكون هناك اتفاق تم بين الدولة العباسية وآل الجلندى المعارضين للإمامة الذين كانوا يحنون لمجدهم السالف، لأن المصادر العمانية تفيد بأن تلك الفترة التي أعقبت نهاية الإمامة الأولى استولى فيها آل الجلندى على مقاليد الحكم في البلاد(37)، وقد تولى الحكم في تلك الفترة راشد بن النضر ومحمد بن زائدة(38)، واستمرا يحكمان البلاد حتى عام 177هـ / 793م، إلا أنهما لم يستطيعا فرض سيطرتهما على البلاد، ولهذ نستطيع القول بأن عمان عاشت في عهد حكم بنى الجلندى الأخير من سنة 134هـ/751م وحتى 177 هـ/793م، حياة غير مستقرة ولم تكن لهم السيطرة الكاملة على البلاد، والدليل على ذلك:أولا: قيام العالم شبيب بن عطية بتنصيب نفسه محتسباً، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، جابيا للصدقات في بعض المدن والقرى العمانية، ولم يستمر طويلا حتى توفى،(39).ثانياً: قيام غسان بن سعد الهنائي في سنة 145هـ/762م بغزو نزوى ونهبها، وقتل خلقاً كثيراً منها، ومرد ذلك كله إلى غياب الأمن في مدينة نزوى(40).ثالثاً: معارضة غسان بن عبد الملك لحكم بني الجلندى، إلا أن هذه المعارضة لم تفلح في تقويض هذا الحكم بصورة مباشرة، وإن كانت قد شكلت البداية لزوال حكم بنى الجلندى الذي عانى الناس من وطأته(41).ونتيجة لتلك الأحوال التي مرت بها عمان بادر العلماء للأخذ بزمام الأمور خوفاً من اندلاع صراعات قبلية دامية، لذلك شكلوا قوة بقيادة العلامة محمد بن المعلى الكندي لمواجهة بنى الجلندى، وفي المواجهة بين الفريقين في بلدة المجازة بمنطقة الظاهرة كان النصر حليف ابن المعلى الكندي(42)، وبذلك مهد هذا النصر لقيام إمامة ثانية في عمان حيث بادر العلماء وقادة البلاد المناصرين لهم بعقد اجتماع بمنح(43)، وفوض الجميع الأمر للعلامة موسى بن أبي جابر، فرشح للإمامة محمد بن المعلى إلا أنه كره قطع الشرى، ثم اختير محمد بن أبي عفان(44) فقطع الشرى، فكان أول إمام في الإمامة الثانية في عمان، وتمت تلك الأحداث كلها في سنة 177هـ / 793م(45).ومن سيرالأحداث التي تعرضت لها عمان قبل قيام الإمامة الأولى وبعدها تؤكد أن صحار عاصمة البلاد كانت أكثر سهولة في بسط نفوذ الطامعين عليها.ملاحظة : الهوامش والمصادر والمراجع سيتم إدراجها في نهاية الجزء الثاني من البحث. د. محمد بن ناصر بن راشد المنذريمستشار شؤون البرامج الدينية بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون