المضيبي ـ العمانية: نظرا لخصوبة أرضها وتوفر المياه العذبة بها تعتبر قرية بَعْد التابعة لولاية المضيبي بمحافظة شمال الشرقية من أهم القرى التي يهتم اهلها بالزراعة فبالرغم من محدودية أرضها الزراعية إلا أن مزارعها تنتج عدداً من المحاصيل الزراعية المختلفة إلى جانب النخيل والعنب والمانجو وتشتهر قرية بعد بزراعة " السفرجل" الذي يتم حصاده خلال الفترة الحالية .
وفي هذا الجانب قال المواطن سعيد بن سالم المحرزي " بدأ أهالي القرية الاهتمام بزراعة محصول السفرجل منذ عشرات السنين وهم في تواصل دائم في الزراعة وخلال السنوات الأخيرة بدأ الاهتمام بزراعة السفرجل بشكل ملحوظ نظرا للعائد الذي يلقاه المزارع من وراء هذا المحصول وكذلك الظروف المناسبة التي جعلت من بيئة القرية أرضا صالحة للزراعة إلى جانب توفر المياه لري هذا المحصول كل هذه العوامل ساعدت على التوسع في زراعته".
وأضاف أن الأهالي في قرية بَعْد خصصوا مساحات واسعة من الأرض لزراعة السفرجل ويبدأ الاعتناء به من أول أيام غرس الشتلات حتى بدء المحصول، حيث يتم تسميد شجرة السفرجل في شهر ديسمبر من كل عام وإزالة المخلفات وتهيئة الشجرة من حيث التقليم وحمايتها من الأمراض حتى بدء الشجرة في المحصول من شهر سبتمبر وحتى أكتوبر وهذه الفترة معروفة لدى معظم الأهالي وتجار السفرجل بفترة الحصاد التي تسمى موسم (النيروز)،حيث يبدأ المحصول في الاصفرار وهي علامات بداية الحصاد.
وهناك نوعان من السفرجل تتم زراعتهما في قرية بعد وهما الدائري واليحمدي وحقق هذان النوعان نجاحا ملحوظا منذ سنوات عديدة.
أما عن بيع وتسويق السفرجل فيقول المحرزي : يتم بيع هذا المحصول في مختلف أسواق السلطنة خاصة المجاورة سواء بالولاية أو ولاية إبراء بمحافظة شمال الشرقية وتصل في بعض الأحيان الى نزوى بمحافظة الداخلية ويتم بيع بعض من المحصول في القرية من المزارع مباشرة خاصة الكميات الكبيرة ويحدد سعر السفرجل (بالقفير) وهو وعاء يوضع بداخله السفرجل حيث يتراوح سعره من 7 إلى 10 ريالات. وهناك إقبال كبير على محصول السفرجل حيث انه لا يصل إلى الأسواق في كثير من الاحيان نظراً لكثرة الطلب عليه.
وللسفرجل فوائد كبيرة يدركها العديد من المواطنين تدفع بالمستهلكين إلى الإقبال عليه بكثرة في هذه الفترة إذ تعمل ثمار السفرجل على اعتدال الضغط والسكري في جسم الإنسان وتفيد الأعضاء بشكل عام، كما أن له مفعولا كبيرا في تنظيف الكبد كما كان يستخدم قديما قشر ثمرة السفرجل بعد تجفيفها وطحنها واضافة الحليب لها في علاج الإلتهابات ضد مختلف الأمراض وهذه الفوائد هي سر من أسرار هذه الثمرة.
واضاف سعيد المحرزي " نظرا لأهمية المحصول كونه يعتبر عائدا اقتصاديا مهما بالنسبة لأهالي القرية تجد الاهتمام متواصلا بالحفاظ عليه ويلقى المزارع المتابعة لأشجاره من قبل دوائر التنمية الزراعية بالولاية حيث عانت الشجرة على مدى السنوات الماضية من الأمراض التي أصابتها وأدت إلى تساقط كميات كبيرة من الثمار المصابة ويشكل ذلك عائقا أمام المزارعين والمهتمين بهذه الشجرة وان وجد هذا المرض ولكنه اقل عن الفترة السابقة".
وقال لقد ساعدت المياه الجوفية بقرية بَعْد في التوسع المتواصل في زراعة شجرة السفرجل ، وهناك اهتمام متواصل لازال المزارعون متمسكين به من أجل الحفاظ على هذه الشجرة والحمدلله ارتفاع الإنتاج من هذا المحصول أكبر دليل على أن الاهتمام من قبل الأهالي مستمر لذلك تجد أن زراعة السفرجل لا تقتصر على المزارع فقط فقد امتدت زراعتها حتى في المساكن وهي الأخرى تعطي إنتاجا عاليا وحققت اكتفاء ذاتيا على مستوى الأسر بل وحتى أنهم أيضا يستغلون باقي المحصول لبيعه في الأسواق ويحقق لهم عائدا مجزيا خلال هذه الفترة.
ويعتبر محصول السفرجل من المحاصيل الزراعية القديمة في عدد من ولايات السلطنة حيث كان المزارعون قديما قبل وجود الثلاجات وغيرها من الوسائل الحديثة لحفظ المحصول يقومون بلف ثمرة السفرجل بليف أشجار النخيل ويحفظونه طبقات تحت الأرض في غرف بها درجة منخفضة من الرطوبة والحرارة ويتم استخراجه من الأرض بعد عدة اشهر وعادة ما يتم تناوله في الشتاء في المواسم التي يكون فيها محصول السفرجل قد انتهى من الشجرة الأم وهذه الطريقة عرفت وانتشرت بشكل واسع قديما كما أن هذه الطريقة تكسب ثمار الشجرة مذاقا حلوا حيث ان معظم ثمار شجرة السفرجل مر نوعا ما خاصة تلك الثمار التي تم قطفها قبل موعدها.
أما عن دور وزارة الزراعة والثروة السمكية في حماية هذا المحصول من الآفات الزراعية فقال المهندس الزراعي محمد بن أحمد الشبيبي من دائرة التنمية الزراعية بنيابة سمدالشأن لوكالة الانباء العمانية : تولي الوزارة محصول السفرجل جل اهتمامها أسوة بباقي المحاصيل الزراعية حيث يقوم الفنيون بالدائرة بزيارات ميدانية يتم من خلالها تعريف المزارعين المهتمين بهذا المحصول بنوع الإصابات الموجودة والحد من انتشارها وتحديد نوع المبيد المناسب وفترة استخدامه وكذلك احتياجات السماد لهذه الأشجار وكذلك التدريب على عملية (التقليم) وهو قص الزوائد من الشجرة كالأغصان او الاوراق.
وأضاف " كما تقوم الدائرة كذلك بنشر المصائد الفرمونية للحد من الإصابة التي تصيب الثمار من خلال توزيع المصائد على الأشجار بشكل متجانس وهذه المصائد تحد من استخدام المبيدات بشكل كبير كما تقوم الوزارة ببرامج متنوعة للنهوض بحاصلات الفاكهة يتم من خلال هذه البرامج توفير الأدوات التي يحتاجها المزارع لضمان نجاح هذا المحصول حتى تسويقه إضافة إلى العمل على توزيع المبيدات للحد من الأمراض التي تصيب الأشجار قبل التدهورالسريع والتصمغ والإصابات الأخرى التي تصيب الساق والعمل على توزيع الشتلات من هذه الأشجار مع بعض الاشتراطات البسيطة لتنظيم عملية التوزيع".