مالك يا حبيبة روحي !! ، وما الذي ينقصك ولم أتممه بإحساسي، وشغفي، وما أمكن الخاطر أن يقدمه بين يدي مولاتي طائعاً ملتزماً.. الحب؟؟؟؟....حينما بكّر خروجه من سويدائي لك استودعتُه الغيمَ فهماه لك مطراً، واستودعته الشمس فأشرقتْ به فغربتْ وهو لا يعرف الغروب يا روحي، وحمّلْتُه الريح فصافحتْ به الدنيا، وأهدته ثانية للسحاب فكان الكون به ربيعاً ربيعاً.
ثم سكبتُه على صفحات أدبي فلم تعرف أشعاري غيرك حبيباً، وها هي أنسام خواطري تجوب العالم، وتحني أمامها رقاب الأدباء حبا وإعجاباً وليس في أحشائها غيرك يا لطفها، وهناءها. مالذي ينقصك حبيبتي؟؟؟؟
دموعي؟؟....سلي عنها الليالي هل رأتْ يوماً وجنتي الشباب يعربد الدمع عليها ، فيستلمها الشوق..وآه من الشوق إذا ولّد الدمع! ثم آه وآهٍ من الدمع إذا تحدث عن الشوق فصار لسانه الناطق، ورسوله الصادق!.
يعمل الدمع في بعدك عني كالراحم، والمعذب في آن واحد...فهو أمام نار حبك نِعْم الصديق الشفوق، يجري بدعوى إبراد مجاريه بسَحّه، وأمام تملي شخصك الغالي لا يجري من الوله بل ينتحب من الألم وقد توحّدتْ رغباته فصارت أنتِ رحمةً وعذاباً..
***
لن أقترب منك أكثر! ولن أعلمك بحالي معك إلا بمقدار ما به يسمح القلم، وتجود به صفحات الحرف اليتيمة، وما بي من استغناء عنك! وحاشا لمثلي أن يكتفي من مثلك بهذا لولا قانون الغرام القاضي بتأكيد مبدأ المحبة مباشرة، أو من وراء حجاب..فالغرام هو الغرام يا أملي سواء انعقد عهده بين الاثنين اتفاقا مباشرا، أو اقتضى فناء المهج وما بين العيون مفاوز التيه، وتيه المستحيل.
وأنا في سكري بك، وثمالتي كم أتمنى أن تلامس أبخرة أنفاسي أنفاسك حين يأخذني الوجد فأقول: "أحبك"، وكم أتمنى لو قلتها عدداً محصوراً.. كل واحدة تختلف عن الأخرى طعماً، وشكلاً، ولوناً، وعلى قدر جمالك الفارع أمد في أمواج بحري فلا جزر، ولا انحسار، وكيف يكون لحبك انحسار وهو المحيط ثَنَى عنق الدنيا لجماله، فمن أحبك فإنما أحبك بالجمال ولعاً، وما أدراك بالجمال لو علمت أنه الضحكة الأولى لهذا الكون ساعة تمخض القدر عن ولادته، ..أحبك يا بدء حكايتي مع الغرام الأبدي.

عتيق بن راشد الفلاسي
[email protected]